السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بين عفرين والاتحاد الأوروبي.. تركيا تهزم نفسها

بين عفرين والاتحاد
بين عفرين والاتحاد الأوروبي.. تركيا تهزم نفسها
كتب - مصطفى سيف

لم تنس تركيا برئاسة، رجب طيب أردوغان، حتى الآن أنّها كانت ضمن عباءة الخلافة العثمانية، لذلك تحاول من خلال التدّخل في شؤون الدول العربية، والقيام بعمليات عسكرية في سوريا وغيرها تحقيق أطماعها في المنطقة، وبالتالي لن يتحقق ذلك فهي تهزم نفسها بنفسها.

ويستمر "أردوغان" في توتير علاقات بلاده مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" بشكل قد يدفع القوات التركية التي تجتاح شمال سوريا إلى الاصطدام بقوات أمريكية متمركزة في مدينة منبج.

وتتدهور العلاقات بين تركيا وهولندا، منذ العام الماضي ودخل على نفس الخط توتر العلاقات بين أنقرة وبرلين وفيينا، وما زاد الطين بِلة أنَّ هولندا أعلنت أمس سحب سفيرها من أنقرة بعد وصول العلاقات لأدنى مستوياتها.

وتدهورت العلاقات بين تركيا وهولندا السنة الماضية حين منع مسؤولون هولنديون وزيرة تركية إثر تحديها حظرًا حكوميًّا هولنديًّا على حضور تجمع للترويج لإصلاحات دستورية تسمح لأردوغان بإحكام قبضته على السلطة.

و"أردوغان" يقف عاجزًا حتى الآن في التفريق بين طموحه الجارف إلى السلطة ومصالح بلاده الاستراتيجية مع حلف الناتو، وبين التخلُّص من أوهام الخلافة العثمانية التي تسيطر عليه بشكل يصعب على العالم احتواؤه.

وبعد الانقلاب "الفاشل المزعوم" من قِبل، نفَّذت شرطة "أردوغان" العديد من حملات الاعتقالات التي طالت الآلاف من أنصار المعارض التركي الأشرس لـ"أردوغان" الموجود في تركيا، فتح الله جولن.

وما يكمن تحت هذا الانهيار في العلاقات مع هولندا لا يزال غامضا، ولكن مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل قالت- في تصريحات صحفية- إن الجانب التركي أصر على ضرورة اعتذار الهولنديين، رافضًا تقديم أي تنازلات.

وعزا رئيس تحرير موقع أحوال التركي، ياوز بيدر، تدهور العلاقات بين هولندا وتركيا لما أسماه بـ"العلاقات التركية لا تسير على نحو جيّد في الاتحاد الأوروبي"، مشيرًا إلى أنَّ هولندا واحدة من ست دول أعضاء أسست الاتحاد الأوروبي، وتعتبر من ضمن القوى المؤثرة داخل هيكله".

وتشعر هولندا بقلق عام إزاء انهيار حقوق الإنسان في تركيا، وتشعر أيضا بالإحباط، لا سيما عندما بدا أن الانقسامات التي طالت المجتمع التركي بدأت تمتد إلى أراضيها.

وجاء هذا الخلاف أيضا كنتيجة للإحباط المماثل الذي تعاني منه تركيا بسبب توقف ديناميكية انضمامها للاتحاد الأوروبي، ففي مقابلة أجراها الرئيس التركي مع جريدة "لا ستامبا" اليومية الإيطالية، أعرب عن هذه المشاعر بصراحة.

وقال أردوغان "لقد نفذنا كل ما طُلب منا من أجل تحقيق معايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. لكن قبول العضوية عملية ثنائية الأطراف".

وحلّ الرئيس التركي الاثنين بالفاتيكان بحثا عن دعم من أعلى سلطة دينية مسيحية، وكذلك عن اختراق حالة البرود في علاقات أنقرة بالعواصم الأوروبية من بوابة روما، لكنه قوبل هناك بالاحتجاجات.

ويقول المحللون إن أردوغان الذي صعّد الخلاف مع أوروبا إلى أقصى حدّ وجد نفسه الآن مجبرا على التهدئة بحثًا عن غطاء دبلوماسي وعسكري لأنشطة الجيش التركي شمال سوريا، خاصة أن اجتياح المنطقة كان دون تنسيق سواء مع الولايات المتحدة أو دول أوروبية مركزية.

وبعد أسابيع من انطلاق المعركة، لا تزال القوات التركية تنتهج تصعيدًا مستمرًا تجاه الجميع، باستثناء الولايات المتحدة.

ودأب الرئيس أردوغان على التحذير من الدخول في مواجهات مسلحة مع القوات الأميركية، كما هدد مرارا بتوسيع نطاق الهجوم ليشمل مناطق ممتدة غربي الفرات، بغض النظر عما إذا كانت مناطق يتحكم بها حلفاء الولايات المتحدة أم لا.

وبحسب الخبراء الأتراك؛ فلا تبدو الولايات المتحدة مستعدة لسحب قواتها من المنطقة، أو تقديم أي تنازلات مجانية لتركيا في الوقت الحالي، ويقول مراقبون في واشنطن إن الولايات المتحدة تفهم "السر المعلن" في علاقة تركيا بالجماعات المتشددة "داعش وجبهة النصرة" وإن الضغط على الأكراد من أجل تسليم أراض في المنطقة للقوات التركية سعيًا لامتصاص غضب أردوغان، سيشكل خطأ استراتيجيًّا كبيرًا ينعكس في إمكانية عودة المتشددين للتمدد على طول الحدود السورية مع تركيا.

تم نسخ الرابط