السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خطة الخداع الاستراتيجي في "سيناء-2018"

خطة الخداع الاستراتيجي
خطة الخداع الاستراتيجي في "سيناء-2018"
كتب - مصطفى سيف

العملية الشاملة "سيناء 2018" تعد مثالا عمليا لنظرية الخداع الاستراتيجي في الحرب ضد الإرهاب، التي تخوضها مصر منذ ثلاثة أعوام، أو أقل على أرض الفيروز، خاصة أنَّها سجّلت أيضا تعاونًا كاملًا، وتخطيطًا شاملًا لكل أفرع القوات المسلحة.

الإبداع في الخداع الاستراتيجي يكمن في الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقواتِ المسلحة، والذي تمثل في افتتاحه لمشروعات تنموية الخميس الماضي، الأمر الذي مثَّل الهدوء الذي يحيط بالدولة المصرية، ولكنّه الهدوء الذي يسبق العاصفة.

الهدوء الذي يسبق العاصفة، دفع البعض للتساؤل عن ماهية الإمكانيات والتحضيرات والاستعدادات التي نفّذتها القوات المسلحة لهذا العمل الكبير والمفاجئ، إلا أنَّ البعض أكَّد أنَّ هذه العملية الكبيرة خُطط لها بعد حادثة مسجد الروضة ببئر العبد.

الرسالة الواضحة من هذه العملية أنَّ الجيش يمتلك القدرات الهائلة، خاصة بعد تنويع مصادر السلاح التي يمتلكها منذ ثورة 30 يونيو، وعدم الوقوف على دولةٍ بعينها لاستيراد السلاح الذي يمكن التعامل به مع شرذمة الإرهابيين الموجودين في سيناء.

وهناك رسالة أخرى تحملها العملية وهي أنَّ الجيش على أهبة الاستعداد والجاهزية لدول بعينها الذين يحركون الإرهابيين، وسبق مرارًا وتكرارًا فضح مصر لهم؛ إلا أنَّ المجتمع الدولي يتعامل بمبدأ "لا أسمع لا أرى لا أتكلم"، إلا مع الدول الغربية التي يهزها حادث إرهابي.

القوات البحرية المصرية بثت رسائل للجميع؛ لأولئك الذين يحاولون الهروب من سيناء أو الذين يخططون للتسرب إليها وهي ودّعوا آمالكم لن يكون لكم مكان بيننا؛ أما الحالم بالعثمانية الجديدة، فقد كانت رسالة القوات البحرية وتواجدها في شرق المتوسط أبين من كل بيان، وبرهان لا يجيئه الباطل من بين يديه.

وقال اللواء محمود الشهاوي، مستشار كلية الأركان والقادة، إن اختيار توقيت العملية يشبه في عبقريته إلى حد كبير اختيار توقيت حرب أكتوبر 1973، لتحقيق الخداع الاستراتيجي في العملية.

وفسَّر قوله بأنَّ اختيار يوم الجمعة لبدء العملية الشاملة "سيناء 2018"، وهو يوم إجازة وراحة يشبه إلى حد كبير اختيار يوم السبت في حرب أكتوبر 1973، والذي كان يوافق عيد الفصح عند اليهود.

أمَّا عن الوصف الذي منحته القوات المسلحة للعملية بـ"الشاملة"، فقد أشار إلى أنَّ اختيار الاسم يرجع لشمولها لجميع أنواع الأسلحة، وشمولها للقوات المسلحة والشرطة المدنية، وكذلك لشمولها كل الاتجاهات الاستراتيجية والاتجاه الغربي والجنوبي ضد البؤر الإرهابية لتحرير سيناء.

أمَّا اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، فقد أشار إلى أنَّ خطة الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر تختلف عن تلك التي تمت في العملية الشاملة بسيناء 2018، إلا أنَّ هناك أوجه تشابه بينهما، مؤكدًا أن العدو في العملية ليس له رأس واحد، ولكن رؤوس متعددة، الأمر الذي يصعب معه تحديد عدو محدد تُوجه له الخداع الاستراتيجي.

وأوضح أن العملية تم التحضير لها بدرجة عالية من السرية التي تجعل الجانب الآخر في حيرة بالنسبة للأهداف، مبيّنًا أن خطة الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر كانت على مستوى وزراء الدفاع، أمَّا في سيناء 2018 كانت تتمثل في تحركات الرئيس.

تم نسخ الرابط