بعد شهرها الأول.. فشل تركي في دخول عفرين
كتب - مصطفى سيف
مع دخول عملية "غصن الزيتون"، التي يشنها الجيش التركي ضد منطقة "عفرين" الحدودية شمال سوريا بزعم توجيه ضربات للأكراد "الإرهابيين" على حد توصيف أنقرة؛ إلا أنَّها حتى الآن لم تستطع الدخول إلى المنطقة، وتسيطر على ما يقرب من 33 قرية وبلدة بمحيطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسط خلافات متصاعدة مع واشنطن التي تدّعم القوات الكردية في شمال سوريا، خططت واشنطن لقوات سورية معارضة للدخول إلى منطقة "عفرين"، لمواجهة الجيش السوري، وهو ما قوبل بالرفض التام من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أنَّ دخول القوات السورية يمثل "بداية التقسيم لسوريا" على حد تعبيره.
العملية التركية شهدت إرسال قوات برية وتنفيذ ضربات جوية ومدفعية على المنطقة؛ وعلى الرغم من إقرار أنقرة بسقوط 32 جنديًّا، فهي تؤكد أن الهجوم يجري "كما هو متوقع" وأعلن "أردوغان" السبت أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها سيطرت على منطقة مساحتها "300 كلم مربع" في منطقة عفرين.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (ناسا)، نشرت خبرًا الاثنين قالت فيه إن قوات شعبية تابعة للنظام السوري ستصل عفرين لمشاركة أهلها في مواجهة العملية العسكرية التركية خلال ساعات؛ في حين رد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، فقال إنَّ "مع غروب الشمس لم تكن هناك أي علامات تدل على أي انتشار لهم هناك"،
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 95 مدنيًّا جراء الهجوم التركي، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين في عمليتها التي تقول إنها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد؛ مشيرًا إلى مقتل 240 من مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا و200 من عناصر الوحدات.
صاحبة كتاب "تركيا.. ابتكار دبلوماسية ناشئة"، جني جبور، تقول إنَّ أنقرة تواجه صعوبات على الأرض، علاوة على أنّه يجب التمييز بين الخطاب السياسي، وما يحدث على أرض الواقع، مؤكدة أنَّ التنظيم الجيد لقوات وحدات حماية الشعب الكردية وقدرتها القتالية العالية سبب رئيس في عدم تقدُّم أنقرة.
وأشارت جبور إلى أنه "بالرغم من الصعوبات التي تواجهها تركيا في تحقيق تقدم فعلي على الأرض، فإن الحكومة والرئيس أردوغان يصعدان اللهجة ويطوران خطابًا يفترض أن يوطد مشاعر العزة الوطنية ويحمل الشعب على الالتفاف حول السلطة".
وزعم المحلل العسكري التركي عبد الله أغار، المؤيد لـ"غصن الزيتون" أن الجيش التركي لم يدخل بعد مدينة عفرين بسبب المخاطر التي تهدد المدنيين، في إشارة إلى قلق تركي على حياة المدنيين، التي بحسب توثيق المصدر السوري لحقوق الإنسان، فإن القصف يطال مدنيين عُزّل، وأدى لإغلاق محال تجارية في المنطقة السورية.
تركيا التي تدّعي حماية حقوق الإنسان والأقليات والحريات العامة؛ ألقت القبض على عدد من الأشخاص بتهمة "نشر دعاية معارضة للعملية على شبكات التواصل الاجتماعي"، بحسب بيان للداخلية التركية، الأمر الذي صعّد من لهجة التوتر بين أنقرة وواشنطن.
وبالرغم من خلافات أنقرة وواشنطن إلا أنَّ الأولى يتعيّن عليها الأخذ بالاعتبار مصالح روسيا وإسرائيل في المجال الجوي السوري، حتى لا يتطوّر الأمر إلى اشتباكٍ جوي، يفضي إلى نهاية مأساوية للعلاقات بين البلدين، على الرغم من أنَّه معروف أنَّ التدخل التركي في سوريا لن يتم إلا بـ"موافقة ضمنية من روسيا".
وبحسب وسائل الإعلام التركية، فإن أردوغان أبلغ بوتين خلال مكالمة هاتفية بأن أي مساعدة ستقدمها دمشق لوحدات حماية الشعب في عفرين "سيكون لها عواقب".



