السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تسلُّق المتأسلمين للثورات.. ما أشبه الليلة بالبارحة

تسلُّق المتأسلمين
تسلُّق المتأسلمين للثورات.. ما أشبه الليلة بالبارحة
كتب - مصطفى سيف

ما أشبه الليلة بالبارحة؛ لا تراهم إلا متسلقين، وانتهازيين، ووصوليين، هكذا هو الفكر المتأسلم في ركوب موجة أي شيء قد يراه صالحًا لأن يظهر ويتضح للعوام أكثر فأكثر، إلا أنَّهم حين يملكون زمام الأمور يتضح الوجه القبيح لهم، الذي يكون ظاهرًا للعوام كالشمس فينقلبون عليهم.

لا شك أنَّ ما حدث في مصر كان نواة لنبذ كل المتأسلمين الذين يتخذون الدين ذريعة للوصول إلى أهدافهم السياسية، وربما الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك، أن تكون مصر على الخُطى الإيرانية، والثورة الإسلامية، واتضح ذلك من خلال التصريحات التي كان يدلي بها المتأسلمين على القنوات "الدينية".

إن أُجيز التعبير نستطيع القول أنَّ ما كان يفعله "المتأسلمون" هو "غزو" على كل المستويات؛ ثقافي وسياسي وهو ليس وليد لحظة تمخّض الثورات، ولكن كان العمل عليه والتجهيز والإعداد له منذ زمن بعيد، فسعي المتأسلمين للتدخل في كل صغيرة وكبيرة؛ يجعلنا أمام سؤال مهم؛ هل المتأسلمين لم يعرفوا غير السياسة المغطاة بغلاف ديني؟

مصر

لم تكن مصر غريبة على "المتأسلمين"؛ وعلى الرغم من معرفتهم بها وبصمود شعبها؛ إلا أنَّ استطاعوا التغلغل بالفعل من خلال المساعدات للأسر الفقيرة، وذلك كان في غياب أي دور توعوي من الدولة، التي سمحت لهم بالانتشار وخير دليل على ذلك انتخابات البرلمان 2005.

وبالرجوع سبعة أعوام إلى الخلف وتحديدًا يوم 25 يناير 2011؛ نجد أنَّ موقف جماعة الإخوان كان مذبذبًا في بادئ الأمر؛ وأعلن ذلك من خلال شاشات التلفزيون أن الجماعة لن تدفع بـ"أحد" في ثورة 25 يناير المجيدة، أعظم الثورات المصرية على مرِّ التاريخ.

في 28 يناير؛ لما وجدت الجماعة أنَّه من الأفضل لها أن تشارك في الثورة لتجد مكانًا بعد ذلك في الحكم؛ فلم تتردد في أن تتخذ موقفًا إيجابيًّا، كانت قد اعترضت عليه من قبل، وهو المشاركة في الثورة ليُحسب لها أنَّها تواجدت في حدث جلل مثل هذا.

الجزائر

أمَّا في الجزائر؛ فتعالت أصوات المتأسلمين بمجرد اندلاع احتجاجات نقابية هناك؛ وهي احتجاجات مشروعة لا غبار على مطالبها، كزيادة الرواتب في ظلّ ارتفاع الأسعار، أو كتحسين شروط العمل وضمان الحدّ الأدنى من الخدمات والوسائل والتي تضمن لهم القدرة على أداء وظائفهم بالشكل المطلوب، كفئة الأطباء والأساتذة.

تلك الموجة الاحتجاجية التي ضربت الجزائر، لم تسلم من محاولة التيار المتأسلم هناك التسلُّق عليها؛ وهو ما عبَّرت عنه صحيفة "لكسبريسيون" الجزائرية في افتتاحية الأحد، إن "أحزابًا وشخصيات محسوبة على التيار الإسلامي، أجرت اتصالات مع نقابات عمالية في الجزائر، من أجل تبني تحركاتها الاحتجاجية".

وعلى الرغم من أنَّ الجزائر نجحت إلى حدٍ كبير إلى تفادي "الربيع العربي" إلا أنَّها لم تسلم من محاولات متأسلمة لتغيير نظام الحكم هناك، وإن كان الظاهر هو الاتفاق مع النظام وإعلانهم الرضوخ لبقائه دون أية محاولة منهم لتغيير النظام هناك.

ليبيا

كانت تجربة الإخوان الإرهابية في تشكيل خلايا تستطيع تأمين "الظهور" الإجرامي للجماعة في مصر، محط أنظار نظرائهم في ليبيا، خاصة عقب ثورة 17 فبراير ضد نظام الرئيس الراحل، معمر القذافي، ثم دخلوا عبر بوابة المجلس الوطني الانتقالي، وسيطروا على الحكومة، وأسس "المتأسلمون" الليبية حزبًا سياسيًا أسمته "حزب العدالة والبناء"، لتسير على خطى "أختها الكُبرى" في مصر.

ويقول هارون زيلين في تقرير منشور على موقع معهد واشنطن: "ومن جهة أخرى حافظت الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة على كلمتها بمجرد بدء الانتفاضة، ولم تعد إلى الأنشطة الجهادية، حتى أنها غيرت اسمها إلى "الحركة الإسلامية الليبية للتغيير"، ومع ذلك، فمع انتشار التمرد، انضم العديد من أعضاء هذه الجماعة إلى المقاومة المسلحة، معتمدين في ذلك على خبرتهم القتالية في السابق، وأبرزهم، الشخصية البارزة في «الجماعة المقاتلة»، عبد الحكيم بلحاج، الذي أصبح رئيس "المجلس العسكري في طرابلس".

 

تم نسخ الرابط