قرى المحلة الكبرى تغرق في مياه الصرف.. ورئيس المدينة: "متشتغلوناش"
كتبت - رنا شوقي
<< الطب الوقائي: الصرف يسبب عددا من الأمراض على رأسها التسمم والتايفويد
<< الأهالي: البيوت والمدارس محاصرة بالصرف ومحدش سائل فينا
مياه الصرف الصحي تغرق شوارع قريتي "عياش" و"شبرا ملكان" بمركز المحلة الكبرى، ما زاد من صعوبة الحركة على سكان القريتين لقضاء حاجاتهم اليومية، ورغم العديد من الشكاوى والمطالبات للمسئولين، كانت الحلول دائمًا "سطحية"، على حد قولهم.. "بوابة روز اليوسف" رصدت آراء سكان القريتين بالصور في هذا التحقيق.
قال البندراوي أبوسعدة، أحد سكان قرية عياش: "القرية تعاني من مشكلة تراكم المياه في الشوارع على مدار السنة، ففي الشتاء تمتزج مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار، وتستمر في الغرق خلال الصيف بسبب ارتفاع منسوب المياه في مصرف "شبرا ملكان"، وهو ما لا تقدر شبكات الصرف "الأهلية" على استيعابه".
في نفس السياق، قال (س. ع) (طلب عدم ذكر اسمه) أحد سكان قرية شبرا ملكان: "الصرف الخاص بالأهالي موجود منذ سنة 1990، ومنذ ذلك الوقت لم يجدد ولم يهتم به أحد، حتى تهالك تماما وبدأت مشكلة المياه تزداد من عدة سنوات، لكن هذه السنة الوضع زاد سوءا بشكل لا يحتمل، وأصبح من الصعب التعامل معه".
.jpg)
وأضاف: "إحنا قعدنا قبل كده شهر كامل محدش سائل فينا لا العيال عارفة تروح مدارس ولا عارفين ننزل نروح أشغالنا، ممكن نتحمل الروائح الكريهة وصعوبة الحركة، لكن أهالينا المرضى وحركتهم قليلة وأطفالنا عندهم مدارس ينزلوا الشوارع إزاي؟".
وأوضح: لحل هذه المشكلة نلجأ لاستئجار عربات شفط المياه على نفقتنا، الساعة تتكلف 200 جنيه، رغم أن هذه العربات تابعة لحي ثان المحلة، ومن المفترض أن تقوم بهذا العمل مجانا، وتتكرر هذه المشكلة كثيرا لدرجة أنني وحدي أنفقت عليها خلال عام تقريبا حوالي 4000 جنيه.
والتقط محمد سعد طرف الحديث، قائلا: "من الصعب جدا التحرك في الشوارع أو الذهاب للعمل، وشفط المياه ليس حلا، فهى تخلصنا من المياه بشكل سطحي، وتبقى خزانات الصرف مليئة، وتغرق الشوارع مرة أخرى بمجرد زيادة المياه، فنعود لنفس المعاناه من جديد".
.jpg)
وأكمل صلاح أبو سعدة الحديث، قائلا: مشكلة تهالك شبكة الصرف الصحي انعكست سلبا على سير العملية التعليمية في القريتين، فالمدارس محاطة دائما بمياه الصرف، وأحيانا من داخلها، ما يجعل من وصول المدرسين والطلاب لهم مهمة يومية صعبة.
وقالت الطفلة نسمة حسن تلميذة بمدرسة عياش الابتدائية: "مبنعرفش نروح المدرسة في الشتاء، المياه تحاصرنا في كل حتة ومبترضاش تنشف".
من جانبه، قال الدكتور متولي المكاكي، مدير الطب الوقائي بحي أول المحلة الكبرى، لـ"بوابة روز اليوسف": تراكم مياه الصرف في الشوارع لفترات طويلة، قد يتسبب في حالات تسمم أو أمراض مثل تكسير كرات الدم الحمراء، بالإضافة إلى النزلات المعوية بأنواعها وكذلك التايفويد في حالة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
وعند محاولة التواصل مع رئيس مركز ومدينة المحلة الكبرى، أحمد عبد السميع، رفض التحدث إلينا قائلًا قبل أن يغلق هاتفه: "كل يوم هتشتغلونا بالقرية.. أنا مش فاضي".
.jpg)
* نتاج الجانب التطبيقي للدورة التدريبية "الصحفي الشامل" المنعقدة في مركز "روزاليوسف" النسخة 8



