الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بأمر البرلمان الصيني.. الرئيس في السلطة لأجلٍ غير مسمى

بأمر البرلمان الصيني..
بأمر البرلمان الصيني.. الرئيس في السلطة لأجلٍ غير مسمى
كتب - عبد الحليم حفينة

صوّت البرلمان الصيني، اليوم، على إلغاء القيد الدستوري الذي يمنع بقاء الرئيس شي جين بينج في السلطة لأكثر من مدتين رئاسيتين؛ وجاءت موافقة المؤتمر الشعبي الوطني على تعديل نص دستوري عمره ٣٦ سنة، بمثابة تمكين الرئيس شي الذي يبلغ من العمر ٦٤ عام؛ حيث أزال العقبة الأكبر أمام استمراره على رأس السلطة بعد نهاية ولايته الثانية المتوقعة في ٢٠٢٣، الأمر الذي فتح الباب واسعًا أمام فرص بقائه في منصبه لأجلٍ غير معلوم.

التعديلات الدستورية

يمنح التعديل الأخير مزيدًا من الوقت لفرض السيطرة الحزبية، إضافة إلى زيادة النفوذ العالمي للصين، والحد من المخاطر المالية والبيئية، كما إنه يمثل تركيزًا للسلطة أكثر من أي وقت مضى في يد رجل واحد، منذ أن بدأ الإصلاحي دنج شياو بينج إنشاء نظام للتحول السلمي للسلطة في أعقاب وفاة ماو. 

وُيعدّ هذا التعديل -الذي أعلن الحزب الشيوعي عنه منذ أسبوعين- جزءًا من حزمة تعديلات دستورية، تضمنت إدخال اسم شي إلى جانب ماو ودنج، وتكريس مبادئه لسياسة خارجية أكثر حزمًا، بالإضافة إلى إنشاء لجنة جديدة قوية لإنقاذ القانون والرقابة الأخلاقية على موظفي الخدمة العامة، مما يمهد لحملة دائمة على نحو مليون ونصف مسؤول حكومي.

بالرغم من أن التعديلات الدستورية تطلب موافقة ثلثي أعضاء المجلس الوطني لنواب الشعب البالغ عددهم ٣٠٠٠ عضو، إلا إنه لم تكن هناك ثمة معوقات للموافقة على التعديلات؛ حيث جرت عملية التصويت بشكل يبدو إجرائيًا إلى حد كبير، ولم يرفضها سوى ٣ اعضاء فلم، في حين لم يرفض أعضاء المجلس أي تعديلات مرسلة من الحزب، فقد تمت الموافقة على آخر تعديلات متعلقة بحماية حقوق الإنسان والملكية الفكرية عام ٢٠٠٤ بنسبة ٩٩٪.

ردود أفعال

شهدت التعديلات الدستورية معارضة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، وقد شبه المنتقدون التعديلات بأنها تشبه السير على درب نظام كوريا الشمالية، إلا أن الحكومة شنّت حملة دعائية لتمجيد التعديلات، وقال الأعضاء الذين يحضرون الدورة السنوية للبرلمان، أن هذا القرار يحظى بشعبية لدى المواطنين الصينيين العاديين، كما أكَّدوا أن الصين محظوظة لامتلاكها قائد من نوعية الرئيس شي، بينما دافعت القيادة عن هذه الخطوة؛ حيث قال شي لمجموعة من النواب من محافظة قوانجودونج الجنوبية أن التعديلات الدستورية تعكس "الإرادة المشتركة للحزب والشعب".

وبحسب الجارديان البريطانية، قال رئيس البرلمان، تشانج ده جيانج، للأعضاء إن الوقت قد حان للتغلب على مسعى شي لجعل الصين دولة عظيمة مرة أخرى وأضاف"إن الحلم الكبير المتمثل في بناء وطن عظيم يشجعنا على مواصلة الكفاح، ويحثنا على المضي قدمًا".

وقالت يوان ويكيا، نائبة عن محافظة هوبي، إنها كانت متحمسة لأن تكون جزءا من هذه اللحظة المحورية في التاريخ الصيني ولم تكن تتردد في دعم زعيمها، وأضافت "لقد أظهر لنا شي الإتجاه الصحيح في التنمية، وإذا كنا قد وجدنا الطريق الصحيح، لماذا التغيير؟!" وقالت قبل وضع بطاقة الإقتراع في واحد من 28 صندوقًا في القاعة الكبرى. "نحن بحاجة إلى قيادة قوية يمكنها أن تستمر في توجيهنا إلى الأمام."

ويستهدف الرئيس شي بهذه الإجراءات سيطرة اكثر توسعًا لحزبه على السلطة، وتعزيز نفوذ الصين الخارجي، بالإضافة إلى محاربة الفساد، ووفقا لأحد الإحصائيات، فمنذ تولي تشي الحكم في عام 2012، شن حملة لمكافحة الفساد لإسقاط مجموعة من الشخصيات من ذوي الوزن الثقيل، بما في ذلك أكثر من 100 من الجنرالات والأميرالات وستة من كبار الشخصيات الحزبية الذين اتهموا بالتآمر.

 

تم نسخ الرابط