"تحيا مصر" و"الحلم الصيني".. شعاران والهدف واحد
يعقد يوم الأربعاء المقبل المؤتمر الدولى الأول لكلية الدراسات الإقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف، وذلك بمقر مركز المؤتمرات بمحافظة بني سويف.
المؤتمر يعقد تحت عنوان، المشترك بين شعاري "الحلم الصيني " للرئيس الصيني "شي جين بينغ" و"تحيا مصر" للرئيس "عبد الفتاح السيسي" بتحليل مضمون عدد من الخطابات السياسية لكلا الرئيسين.
وتناقش الباحثة د. نادية حلمي - الخبيرة في الشؤون السياسية الصينية والشرق الأوسط والمحاضرة الزائرة جامعة لوند بالسويد – ومدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة بني سويف، ورقة بحثية تبدأ بالحديث عن الرواية الصينية الشهيرةن "حلم الفراشة" لـ "تشوانغ تسه"، والتى أسست لمراحل تطور الصين الحديثة بالشكل الذى بنى عليه الرئيس الصينى الحالى "شي جين بينغ" حلمه.
وقالت د. نادية حلمى فى البحث الذى أعدته، إنه يمكن هنا ملاحظة ربط "الحلم الصيني" بقيادة الرئيس الصينى "شي جين بينغ" بـــ"الحلم المصرى" المتمثل فى شعار "تحيا مصر"، الذى يقوده نظيره المصرى "عبد الفتاح السيسى".
وكان شعار "الحلم" هو تلك الكلمة المفتاحية التى ربطت بين الزعيمين المصرى والصينى لتحقيق حلمى شعبيهما فى مجتمع أكثر زخراً ورخاءً.
وأوضحت أنه بناءً على ذلك، ستتناول "تعريف شعارى الحلم الصينى وتحيا مصر للرئيسيين شى جين بينغ والسيسى"، حيث تمثل تلك الشعارات للرئيسين المصرى والصينى "الحلم المشترك للبشرية"، حيث تجد أحلام "المواطنين البسطاء"، الحيز والاحترام.
كما سيصورالبحث - بمحاولات اجتهادية -(ملامح الحلم الصينى والمصرى)، حيث إن للشعارات أهمية كبرى فى عالم السياسة، فهى تمثل رؤية القيادة لمستقبل البلاد.
وما ستؤكد عليه الورقة البحثية، هى أنه على مدار 60 عاماً، شهدت مصر خلالها، ثورتين شعبيتين وخمسة أنظمة حاكمة، ظل مشروع "نهضة الأمة المصرية"، حلماً يراود المصريين، ومع كل رئيس يتولى حكم البلاد، يعود معه حلم المصريين بتحقيق مشروع يكفل صالح المواطن البسيط، حتى مجيء الرئيس "السيسى" إلى سدة الحكم بشعار "تحيا مصر" وهو الشعار الذى التف حوله جميع المصريين من أجل تحقيق "الحلم بمجتمع أكثر رفاهية، وعندما يقارن الشعار الذى جاء به الرئيس الصينى "شي جين بينغ" المعروف بـــ"الحلم الصيني" بالشعارات التى ابتدعها سابقوه - كــ"الـتنمية العلمية" والـ "ممثلين الثلاثة" على سبيل المثال لا الحصر - يبدو شعار "شي جين بينغ" أكثر جاذبية بمراحل.
وستستعرض الورقة البحثية، تأثير الملامح المشتركة للرئيسيين المصرى "عبد الفتاح السيسى" ونظيره الصينى "شى جين بينغ" فى تحقيق شعارى حملتيهما، بدءاً من خلفيتهما العسكرية المشتركة، وأثرها على قرارتهما السياسية، واتخاذ خطوات فعلية وعملية على طريق الإصلاح وتحقيق حكم القانون، مع الإهتمام بحماية حقوق الأقليات، الاهتمام بالثقافة والمثقفون، واتخاذ خطوات فعلية فى مكافحة الإرهاب، وصولاً بتحقيق حلم الرئيس المصرى "السيسى" بالقيام بعدد من الإصلاحات الاقتصادية والاهتمام بعنصر الشباب من خلال تبنى مؤسسة الرئاسة لعدد من مؤتمرات الشباب، وانتهاءا باستضافة منتدى شباب العالم فى مدينة "شرم الشيخ" فى شهر نوفمبر 2017، وتحقيق حلم الرئيس الصينى "شى" بوضع الصين على مصاف الدول الاقتصادية الكبرى فى العالم .
الأمر الجديد الذي ستركز عليه الباحثة هو "استعراض الأحلام المشتركة بين الزعيمين "السيسى" و "شى جين بينغ"، من خلال تحليل مضمون عدد من الخطابات السياسية "المختارة" من قبل الباحثة للرئيسين "السيسى" و"شى جين بينغ" لشعبيهما فى مناسبات مختلفة"، بهدف تطبيق ما تعلمناه فى المحاور السابقة على أسلوبيهما فى تحليل وتناول الخطابات السياسية الموجهة لشعبيهما خلال فترة حكمهما، والتى تمثلت فى التشديد على أهمية مضاعفة وتيرة العمل والإنجاز، وإيلاء مزيد من الأهمية لإتمام كل المشروعات فى المدى الزمنى المقرر لها، فضلاً عن استخدام الوسائل المبتكرة وغير التقليدية فى الإدارة، وإيجاد حلول عملية لمختلف المشكلات ومواجهة التحديات.
وهنا سيتم استعراض، "مناهج تحليل الخطاب السياسي"، وعلى رأسها منهج "تحليل المضمون" للتعرف على "ما وراء النص" للخطابات السياسية لكل من الرئيسين "السيسى" و "شى جين بينغ"، من خلال قياس كمى للمفردات التى يستخدمها كل منهما للكشف عن تلك التي تتكرر أكثر من غيرها بغرض تكثيف الدلالة فى ذهن شعبيهما عن عرض إحدى القضايا والأزمات المثارة لدى الرأى العام.
وستتوقف الورقة البحثية كثيراً، فى شرح موضوع الجوانب الأساسية فى إصرار وتمسك الرئيسين "السيسى" و "شى" فى الحفاظ على أرواح شعبيهما من خلال اتخاذ آليات فعالة وقصوى لـــ"مكافحة الإرهاب" لتحقيق "حلم شعبيهما" فى تحقيق الاستقرار، حيث اعتلى الرئيسان "شى جين بينغ" و"السيسى" سدة الحكم في بلديهما فى وقت بالغ الحساسية والأهمية بالنسبة لكل الأطراف، خاصة مع تزايد موجة الإرهاب والتطرف الدولى، وانتشار بعض الأعمال الإرهابية التى مست كلا النظامين المصرى والصينى.
وعلى الجانب الآخر، تبرز الباحثة "أهم النقاط المشتركة فى خطابات السيسى وشى جين بينغ"، وحديثهما بلغة "الأرقام" للتأكيد على حجم الإنجازات التى تحققت لشعبيهما فى السنوات القليلة الماضية من اعتلائهما سدة الحكم، وستستخدم الباحثة باعتبارها متخصصة فى الشأن السياسي أساليب: تحليل بنية الخطاب والمواضيع التي يتناولها، دراسة الدلالات والعلامات الدلاليّة للخطاب السياسى، تحليل اللغة الإجتماعيّة والسياسيّة والإقتصاديّة/ النشاطات / الهويّة والعلاقات السياسيّة والربط بينها للوصول لتحليل شامل لجوانب الخطاب السياسي للرئيسين "السيسى" و"شى جين بينغ"، مع دراسة أبعاد الدلالات اللفظيّة ومعجم الألفاظ المستخدمة، تركيبات الجمل/البلاغة والخطابة/هيكليّة العبارات، التفاعل مع الكلام ولغة الجسد، من أجل الوصول للهدف النهائى وهو "تحليل المضمون والمحتوى" لخطابات الرئيسين "السيسى" و "شى جين بينغ" السياسية.
وتضع الباحثة، تحليلاً شاملاً لمضمون أهم الخطابات السياسية للرئيسين "السيسى" و "شى جين بينغ" وإلى أى مدى كانت السمات الشخصية واضحة من خلال خطاباتهما السياسية.
فقد كان واضحاً تأثر "شى جين بينغ" بالنواحى الثقافية والأدب والشعر القديم، وهو ما إستخدمه جلياً فى الإشارة لتحليل مضمون معظم خطاباته السياسية من خلال الإستعانة بعدد من الحكم والأمثال والأشعار القديمة حتى أثناء لقاءاته الخارجية مع مسئولى وقادة الدول مع إعطاء أمثلة حية لذلك، وعلى الجانب الآخر نرى تأثر الرئيس "السيسى" بالخلفية المخابراتية والعسكرية التى أتى منها من خلال تحليل مضمون "لغة الجسد" الخاصة به والحياد الواضح فى تعبيرات وجهه، فضلاً عن اتصافه بـ"الثبات النفسى" و"الثبات الانفعالى". وهو ما سيتم إلقاء الضوء عليه خلال الورقة البحثية.
ويتمثل السؤال الرئيسي للدراسة فى: ما هو المشترك بين شعارى "الحلم الصينى" للرئيس الصينى "شى جين بينغ" و"تحيا مصر" للرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى"، باستخدام أسلوب تحليل مضمون عدد من الخطابات السياسية للرئيسين المصرى والصينى؟
وتعتقد الباحثة أن الإضافة التى ستقدمها فى موضوع الدراسة تتمثل فى عمل إطار نظرى متكامل لمفهوم "الشعارات السياسية" و"تحليل مضمون الخطابات السياسية المعاصرة للرئيسين "شى جين بينغ" و"السيسى"، من خلال التأصيل النظرى للمفهومين وتحديد العوامل التى أدت لتبنى شعارات حملتى الرئيسين المصرى والصينى، وذلك للتعرف على أهمية الشعارات السياسية للحملات الإنتخابية فى عالم السياسة من خلال تحليل مضامين الخطابات السياسية للرؤساء، فهى تمثل رؤية القيادة لمستقبل البلاد، وهى فكرة جديدة لم يتطرق إليها معظم باحثونا المصريين والعرب من قبل، فضلاً على دراسة أهم التحديات التى تواجه الرئيسين بالتركيز على أسلوب تحليل مضمون الخطابات السياسية للرئيسان المصرى والصينى.
وعلى ضوء هذا الطرح ستحاول الباحثة جاهدة تطبيق ما ورد في الإطار النظرى على مختلف الأبعاد التي ستتناولها الدراسة. بالإضافة لعرض وتحليل أهم الخطابات السياسية للرئيسين المصرى والصينى فى عدد من المناسبات المختلفة، مع التركيز، على "أهم النقاط المشتركة فى خطابي السيسى وشي جين بينغ" ودراسة موقفهما ورؤيتهما تجاه عدد من القضايا المشتركة بين مصر والصين، وعلى رأسها قضايا: مكافحة الإرهاب، الإصلاح الاقتصادى، الاهتمام بالشباب والأقليات، الإصلاحات السياسية والاجتماعية والثقافية، وغيرها، وتحليل ورصد كيفية تعامل الرئيسان المصرى والصينى مع هذه الإشكاليات والأزمات، والأهم هو دراسة وتحليل مدى قدرتهما على إحتواء شعبيهما والدفاع عن مصالحه من خلال تحليل أهم النقاط المثارة فى خطاباتهما السياسية ومدى استيعاب الشعب لتلك الخطابات، وأخيراً، مدى اتساق تلك الخطابات السياسية مع شعارى حملاتهما الانتخابية المتمثلة فى "الحلم الصينى" و "تحيا مصر" مع أرض الواقع. وهذه هى الإضافة الحقيقة الجديدة التى ستسعى الباحثة جاهدة لتحقيقها والتعرض لها على أرض الواقع.



