الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

للانتخابات وجوه كثيرة.. "توتي" تبيع الأعلام و"سبعيني" يبيع "المزامير" وأحمد يرسم على وجوه الأطفال

للانتخابات وجوه كثيرة..
للانتخابات وجوه كثيرة.. "توتي" تبيع الأعلام و"سبعيني" يبيع "
الدقهلية - مي الكناني

بالقرب من المجمع الانتخابي بشارع كلية الآداب بمدينة المنصورة، تقف "توتي" صاحبة الـ 33 عامًا، تبيع الأعلام المصرية، وبابتسامتها الملفتة، تأسر قلوب الناخبين الذين يبادرون للشراء منها.

"توتي" دارسة الفرنسية تبيع الأعلام: "مش هقعد جمب الدولة أعيط"

همهمات غير واضحة تتلفظ بها الفتاة الثلاثينية، لا يفهمها معظم من يشترون منها، لكن بمجرد أن اقتربت منها وتيقنت حديثها وجدتها تتحدث اللغة الفرنسية.

تخرجت توحيدة أو "توتي" كما تحب أن يطلق عليها، في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسة جامعة المنصورة، ولكونها لا تعمل، قررت استغلال كل الأحداث المهمة لتسترزق منها بالحلال، حسب قولها.

شهر كامل واصلت فيه توتي التحضير للانتخابات الرئاسية، "كنت بفكر هنزل بإيه أبيعه، واستقريت على الأعلام وكروت صور السيسي"، باعتبارها وسيلة لجذب الناخبين.

ليست تلك هي المرة لأولى للفتاة الجامعية للنزول وسط التجمعات، فمنذ ثورة ٢٠١١ وهي تحاول التغلب على البطالة، وخلق فرصة عمل للكسب منها، "مش هقعد جمب الدولة أعيط" هكذا عبرت عما تفعل، والذي تجده مصدرًا للتفاخر وليس الخجل.

"سبعيني" يبيع "المزامير" لينفق على أسرته

ومن يشتري من "توتي" تثيره مزامير أبوأحمد صاحب الـ71 عامًا، الذي يفترش الرصيف وأمامه كميات كبيرة ملونة بالألوان المصرية، لبيعها بقيمة 10 جنيهات للواحدة.

المسن الذي يعمل أرزقيا يستغل جميع الأحداث التي بها تجمعات لكسب عيشه، ليتمكن من الإنفاق على أسرته المكونة من 5 أفراد، ومع كل حدث يغير نشاطه، "المهم آكل عيش".

"الغريب" يبيع "الشاي" على التروسيكل.. "الرزق يحب الخفية"

أما الغريب، صاحب الـ 38 عامًا، فشجعته ثورة 30 يونيو على استغلال تروسيكل خاص به، وحوله لـ "نصبة شاي" متحركة، يجوب بها وسط التجمعات والزحام، يوزع أكواب الشاي هنا وهناك، بعدما وجدها فرصة جيدة للرزق.

لم يترك الغريب حدثًا إلا وشارك فيه مع "نصبته"، ومن هنا عرفه أكثر الذين اعتادوا المشاركة في الأحداث السياسية بمدينة المنصورة، ويثقون في نظافته وأمانته.

أحمد يرسم على "علم مصر" "حب لمصر ورزق"

في جانب آخر، كان عدد من الأطفال يتجمعون حول شاب في أوائل العشرين من عمره، وبينما كانت تعلو وجوههم ابتسامات بريئة، كان ينهمك هو في رسم علم مصر على يد أحدهم.

"مصدر رزق نعم، لكنها في النهاية هواية وحبًا لمصر في المقام الأول" هكذا يقول الشاب "أحمد" الذي يشارك لأول مرة في التجمعات، ليجدها فرصة جيدة لرسم الفرحة على الوجوه، مقابل جنيهين فقط.

ومع كل حدث كبير تتجه الكاميرات للجميع، دون هؤلاء الذين يُعتبرون "بهجة الانتخابات".

 

 
تم نسخ الرابط