ثورة "العرب الأحواز" تعكر صفو احتفالات "الحكومة الإلهية" في إيران
كتب - عبد الحليم حفينة
تحتفل إيران في يوم 1 إبريل من كل عام بذكرى قيام نظام الجمهورية الإسلامية، وهنأ الجيش الإيراني شعب بلاده بما وصفه بـ"أكبر الأعياد الوطنية والمذهبية"، الذي يرمز لـ"ولادة أول حكومة إلهية"؛ حيث تم الموافقة على الاستفتاء بإعلان النظام الجديد في الأول من إبريل عام 1979 بنسبة 98.2 في المئة.
وجاء إعلان هذا النظام ليؤسس لعهد جديد من الاستبداد باسم الدين مصحوبًا بتعصب للقومية الفارسية، الأمر الذي أدى إلى سحق الأقليات التي تزين "الفسيفساء الإثني" الإيراني، فعانى العرب الأحواز من التهميش والاضطهاد شأنهم شأن الأقليات الكردية والبلوش والزرادشتيون بالإضافة إلى الأذريون الأتراك.
الأحواز ينتفضون
لم تمر احتفالات إيران بذكرى ميلاد "الحكومة الإلهية دون ضيجيج، فمنذ أربعة أيام ومدينتي الأحواز وعبادان ذات الغالبية العربية بإيران تشهدا احتجاجات حاشدة، واتهم ناشطون عرب السلطات الإيرانية بالتعتيم الإعلامي على الاحتجاجات، وردد المتظاهرون هتافات تندد بالعنصرية تجاه العرب، والتمييز العرقي، وطالب المحتجون بوقف حملات القمع الأمني والتعذيب للمعتقلين الذين يعدون بالمئات في سجون نظام ولاية الفقيه.
ولدى العرب الأحواز وغيرهم من الأقليات سجل طويل من التمييز والاضطهاد؛ حيث ترفض السلطات الإيرانية أن يلتحقوا للعمل في المؤسسات البترولية الضخمة التي تعمل في مدنهم، وكذلك يمنعون من تعليم أطفالهم اللغة العربية، حيث تفرض عليهم اللغة الفارسية دون السماح لهم بتعلم العربية لغتهم الأم.
وشهد العام الماضي إغلاق العديد من المدراس الدينية، واعتقال عدد من العلماء السنة، من بينهم الشيخ سيد رضا في محافظة أرومية الواقعة شمال غرب البلاد، الذي قضت محكمة بسجنه 6 أشهر.
وبحسب "دويتش فيله" فإن الناشط الأحوازي يوسف عزيزي، رئيس مركز مكافحة العنصرية ضد العرب أشار في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن ارتفاع معدلات الأزمات الصحية التي تواجه مواطني محافظة خوزستان، تأتي بسبب تجاهل النظام الإيراني لتداعيات المشاكل البيئية مثل التصحر والغبار الناشئة عن جفاف الأنهار، وتحويل مجاريها لصالح مناطق أخرى ذات أغلبية فارسية.
قمع أمني وقطع للاتصالات
من جهتها قامت السلطات الإيرانية بمحاولات حثيثة لوأد الاحتجاجات؛ حيث دفعت بالعديد من الآليات العسكرية وآلاف الجنود لترهيب المتظاهرين، إلا أن الاحتجاجات تستمر لليوم الرابع على التوالي.
ولم يتوقف الأمر عند دفع قوات الشرطة والحرس الثوري فقط، بل امتد لقطع الاتصالات، فقد أعلن علاء الدين بروجردي -رئيس اللجنة البرلمانية للأمن القومي الإيراني- عن وقف خدمة تليجرام لدواعٍ أمنية، وكان التطبيق الذي يستخدمه نحو 40 مليونا في إيران، قد أوقف مؤقتًا خلال الاحتجاجات.
وكانت مناطق مختلفة من إيران قد شهدت احتجاجات أواخر ديسمبر الماضي وأوائل يناير، سقط فيها ما لا يقل عن 25 قتيلًا، فضلًا عن خمسة آلاف معتقل.



