"عاشق الكمان"
كتب - أسامة مرسى
تعرض للاعتداء من أحد المتسولين ظنًا منه أني أتسول
قديمًا على شواطئ الإسكندرية، كنا نجد مجموعة من الشباب يجلسون على البحر أو الكورنيش يحملون "كاسيت" وسماعات كبيرة ويستمعون إلى أغانٍ متنوعة شبابية وقديمة وأجنبية ويجتمع حولهم رواد المكان ويستمتعون بسماع الموسيقى إلى منتصف الليل تلك كانت عادة سكندرية مميزة صيفًا وشتاءً، ولكن الآن هناك شيئًا جديدًا قام به طالب عاشق للفن طالب بكلية صيادلة.
"جيروم جورج " عاشق الكمان اختار أن يكون فنه للناس جمعيًا لا حدود بينه وبينهم لا حواجز اختار أن يكون عرضه لفنه بأحد أنفاق عبور المشاة على شاطئ الإسكندرية وبالتحديد " نفق كليوباترا " من يمر من هناك يسمع صوت العزف على "آلة الكمان " يمتع المارة بالعديد من الألحان الغربية والشرقية.
هذ المشهد المعتاد عليه في الدول الأوروبية لا نجده عندنا في بلادنا، ولكن بتواجد العازف "جيروم" وجدنه عندنا ولكن مع الفرق، هم في الدول الأوروبية يفعلون ذلك للكسب المادي أما "جيروم" يفعله من أجل إشباع هوايته المفضلة.
يقول "جيروم " أنني عزفت بالصدفة بهذا النفق، فاكتشفت أنه عزف الموسيقى بداخله له مذاق خاص، حيث الفراغ عمل على تضخيم الصوت ومن ساعتها منذ نحو ثلاثة أشهر وأنا أقف أردد الألحان وأعزفها للمارة على فترات حتى يرتقي سمعهم بدلا من الضوضاء وأغاني المهرجانات التي نسمعها في كل مكان.
وأضاف بالفعل بدأ المارة يطلبون ألحانًا خاصة بأغاني السيدة أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وهذا أسعدني بشدة، حيث اكتشفت أن شعب مصر لا يزال يتذوق الموسيقى الراقية.
ويختلف رد فعل الناس من حولي، منهم من يسألني ماذا أفعل ومنهم من يضع نقودًا في الصندوق الكمان أمامي، كما يرى في الأفلام الأجنبية، ومنهم من يسألني عن أماكن تدريب العزف على "آلة الكمان" وكما هناك من يشجعني هناك من يحبطني ويقول لي "روح شوف لك شغلة" وهذا الكلام غالبًا ما يصدر من كبار السن.
تعرضت لها تعرضي للاعتداء من أحد المتسولين الذي ظن أنني أقف للتسول بمنطقته ولم يقتنع أني أقدم فنًا بلا مقابل إلا عندما وجدني أرفض النقود التي يضعها الناس أمامي، فأنا أريد نشر السعادة والفن الراقي بين الناس في الشارع وأن تكون موسيقاي مصدر بهجة وسعادة.



