قراءات قصصية ضمن سلسلة "إبداعات" بالأعلى للثقافة
كتب - محمد خضير
أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع، الندوة الثانية في إطار سلسلة "إبداعات" الشهرية، وجاءت تحت عنوان: "قراءات قصَّصية"، وقد نظمتها لجنة القصة بالمجلس، ومقررها الروائع يوسف القعيد، وأدارها الكاتب والناقد الأدبي ربيع مفتاح، وشارك فيها الناقد الأدبي شوقي عبد الحميد، بالإضافة لثلاثة من كتاب القصة القصيرة وهم: أحمد لبيب شمس، والدكتورة عبير الحلوجي، وفاطمة وهيدي.
بدأ ربيع مفتاح الحديث، مؤكدًا أن هذه الندوة، تضم ثلاثة أسماء سيكون لهم شأنٌ كبير في عالم القصة، ثم ذهبت الكلمة للكاتبة فاطمة وهيدي، التي بدورها قدمت قراءة لقصَّتيها القصيرتين: "الليالي العشر" و"رياح ماضٍ".
ثم عادت الكلمة للناقد ربيع مفتاح، الذي أوضح أن قصة "الليالي العشر"، اتسمت بمساحة كبيرة من الجرأة، التي جعلت قارئها يقف أمام اختيارين؛ إما أن يحجّم العمل ويصادر على ما به من جرأة وخروج عن الحدود المألوفة بداعٍ أخلاقي أو ديني، أو أن نحتكم للمعيار الفني وهو ما رجَّحه الناقد؛ مشيرًا إلى أن الأدب بشكل عام لا يقيَّم إلا بجودته الفنية، ولا ينبغي تكبيله وتقييده بمعايير أخرى.
من جانبه أبدى الناقد الأدبي شوقي عبد الحميد إعجابه بقصة "رياح ماضٍ"، للكاتبة فاطمة وهيدي، موضحًا أنها تميزت بتجسيد لحظات عميقة لحالة إنسانية، ما يجعلها أقرب لأن تكون قصة قصيرة جدًا. أما قصة "الليالي العشر"، فقد جعلت الكاتبة قارئها يقف في نهاية القصة أمام مفاجأة صادمة.
ثم قدمت الدكتورة عبير الحلوجي قراءة لقصتيها: "النسر يحلق مذبوحًا"، و"انتهاك"، وعلق ربيع مفتاح على أسلوبها، مشيرًا إلى أنه تميز بقدر كبير من التراكيب اللُغوية غير العادية، التي استهوتها بشكل لافت يلحظه قارئها بوضوح، وحول قصة "انتهاك" أشار إلى أن روعتها تكمن في انكسار شخصيتها المركزية، وتابع مستشهدًا بعبارة الأديب الروسي العالمي "أنطون تشيكوف" حين قال: "الأدب يتعامل مع الشخصيات المنكسرة"، ومن جانبه أبدى الناقد شوقي عبد الحميد إعجابه بقصتها "انتهاك"، التي وصفها بأنها صورت لحظة معينة لمعاناة الشخصية الرئيسية، كتجربة إنسانية مليئة بالشجن والأحاسيس المتشابكة، خلال أحداث محددة.
عقب هذا قدم القاص أحمد لبيب شمس قصتيه: "عيِّل" و"يوم صعدت أمي بلوك التحويلة"، ثم قدَّم الناقد شوقي عبد الحميد رؤية نقدية حول أسلوب الكاتب، موضحًا أنه أظهر روعة التقاط التفاصيل الضرورية، بدون أي ثرثرة زائدة، كما أنه استطاع أن يقدم مجموعة قصَّص قصيرة جدا، تصلح لأن تقرأ كل قصة منها على حدة، أو كعمل واحد مترابط، كما علق الناقد ربيع مفتاح، مؤكدًا أن الكاتب لديه قدرة كبيرة على رصد تفاصيل القرية المصرية من الداخل، وشدد على أنه يعد إحدى الطاقات القصَّصية الرائعة، واختتم حديثه متمنيًا له ولبقية كتاب الليلة دوام هذا المستوى الرائع.



