"إسماعيل" أول معيد كفيف بجامعة المنصورة
الدقهلية - مي الكناني
أمام ما يقرب من 150 فردًا، وقف الدكتور إسماعيل محمد سعد، معيد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنصورة، يقدم الملتقى الأول لذوي الإعاقة "فرسان الإرادة"، وبنبرات يعلوها الفخر والاعتزاز بما وصل إليه رغم إعاقته، صاح يرحب بكل الأبطال الذين تحدوا ما ألم بهم من صعاب، وصاروا أبطالًا، كلُّ في مجاله.
سعد الذي ولد فاقدًا للبصر بقرية الطويلة التابعة لمركز المنزلة، لم يفقد الأمل يومًا، وذلك على الرغم من مواجهته تحديات قضت على حلمه في الالتحاق بكلية الإعلام، لكن بمثابرته، استطاع استكمال طريقه والنجاح فيه، وعين معيدًا بالكلية، ليكون الأول فاقد البصر في تقلد هذا المنصب بالجامعة.
في عمر الثالثة، انتقل سعد وعائلته للإقامة بمدينة المنصورة، وألحقه والده بمدرسة النور والأمل للمكفوفين، وهناك تعلم طريقة برايل قراءة وكتابة، وكيف يعتمد على نفسه في قضاء احتياجاته دون مساعدة من أحد، فضلًا عن تكوين شخصيته التي يرى أنها أهم ما يميزه.
منذ صغره ويحلم سعد بالالتحاق بكلية الإعلام، لكن تعرضه لوعكة صحية أثناء دراسته بالثانوية العامة أحالت دون ذلك، إذ اضطر لتأجيل بعض المواد للدور الثاني، وتخرج بمجموع 89%، وهنا كاد أن يفقد الأمل في كل شيء.
دعم كامل كان يتلقاه سعد من الدكتور محمود الجعيدي، وكيل الكلية وأستاذ النحو والصرف، والذي كان يمنحه الكتب على ملف وورد، ليتمكن من تحويلها وطبعها بطريقة برايل، وتذليل أي عقبات تقف أمامه.
"المنافسة في الكلية تحتاج لطول النفس"، هكذا حاول الجعيدي دعم الشاب الطموح لاستكمال مسيرة نجاحه، وعدم التأثير بأي عقبات تحاول إثناءه عن طريقه، حتى أصبح أول معيد فاقد للبصر بالجامعة.
لم يحصل سعد على دروس خصوصية طوال مسيرته الدراسية، واعتمد على نفسه في المذاكرة، فكان دائمًا ما يطمح لإسعاد والديه وإخوته، ويكون مواطنًا صالحا ذو مركز مرموق.



