الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بائع الجرائد..”صديق الصحفيين“

بائع الجرائد..”صديق
بائع الجرائد..”صديق الصحفيين“
المنوفية - منال حسين

كشك صغير أمامه منضدة مستطيلة عليها جميع الجرائد والمجلات ”القومية، الخاصة، الحزبية“، بجوار سور مدرسة الثانوية بنات القديمة بشبين الكوم بمحافظة المنوفية، يأتي إليه المواطنون من كل حدب وصوب من مدينة شبين الكوم وكأنه البائع الوحيد للجرائد.

محمود عبدالغفار نوفل، بائع الجرائد وصديق الصحفيين والمثقفين، واجهة كبار الكتاب والشعراء يجلس عنده بالكشك قيادات التحالفات الشعبية، يستمعون لمناقشاته الجريئة، ينبهرون بثقافته العالية عندما يتحدث، وكأنه خريج السيربون، يتسابق الجميع للتصوير معه وبجواره حتي أصبح ظاهرة يتحدث عنها الجميع.

 

فمهنة بائع الجرائد قديمًا كانت مقتصرة علي عمليات الشراء والبيع، يرتبط البائع مع الزبائن بعلاقة تبادلية، لا أكثر يذهب المواطن للبائع ليشتري منه الجريدة أو المجلة المعتاد عليها ليقرأها ثم يذهب ليستكمل طريقة.

أمام كشك عم محمود تجد الصحفيين مصطفين، كلٌّ أمام جريدته، يقرأها على مسامع الآخرين ليتداخل معه بائع الجرائد وتبدأ المناقشة والتي غالبًا ما تنتهي بعرض وجهات نظر تظن أنها أبعد ماتكون عن ذهن رجل يبدو عليه البساطة، ليس هذا فحسب بل يتسابق المسئولين والموظفين بالدواوين الرسمية والمديريات لزيارة بائع الجرائد حتي وإن لم يقوموا بالشراء.

يذهبوا فقط ليتبادلوا وجهات النظر في أخر تطورات الأحداث بالمحافظة، ناهيك عن تسابقهم في عرض ومناقشة الأحداث الدولية وقضايا المنطقة الإقليمية، تشعر وكأنك تجلس بقهوة المثقفين بوسط البلد بالقاهرة وليس أمام كشك للجرائد صاحبه رجل بسيط.

بائع الجرائد أصبح أحد أهم مصادر المعلومات للصحفيين ومادة خصبة لهم، بعدما أصبح حلقة الوصل بين الصحفي والمواطن بعد لجوء الكثير من المواطنين أصحاب المشكلات له لتوصيل صوتهم، كما يكتسي كشك عم محمود باللون الأحمر بعد كل فوز للنادي الأهلي، فهو أهلاوي صميم، يوزع الشكولاتة بعد كل مباراة.

عم محمود يشتكي كما يشتكي بائعوا الجرائد من عزوف الكثير عن القراءة بعد انتشار المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانت سيطرة المواقع الالكترونية أثرت بالسلب علي حركة البيع والشراء إلا أن حركة المناقشات والحكاوي والزيارات لم تنقطع من عند بائع الجرائد صديق الصحفيين.

 

تم نسخ الرابط