معركة سيناء لم تنته.."صلاح" طلب من المدفعية دك المبنى عليه حيًا ولا يستسلم للدواعش
كتب - ايهاب عمر
وصية والدة الشهيد لزملائه: طهروا كل شبر في سيناء حتى لا تضيع دماء زملائكم هدرًا
الشهيد المقاتل الرائد محمد صلاح محمد إسماعيل شهيد موقعة البرث بسيناء، استشهد ضمن كتيبة الشهيد العقيد المنسي فجر يوم 7 يوليو 2017 إثر هجوم التكفيريين على موقع كتيبته، رفض صلاح الاستسلام أمام أسلحة التكفيريين عندما اقتربوا من دخول نقطته الأمنية، وطلب من زملائه بدك النقطة أثناء تواجده بداخلها، إلا أن زملاءه
رفضوا ضرب النقطة، ولكن قبل وصول الدعم بلحظات استشهد الرائد محمد صلاح وهو يدافع عن موقعه وجثامين زملائه، اليوم ومع حلول ذكرى تحرير سيناء التقت "بوابة روزاليوسف" والدة الشهيد محمد صلاح لتقص لنا لحظات لن تنساها من حياة الشهيد.
وقالت والدة الشهيد الرائد محمد صلاح إن " محمد" كان من صغره متفوق وراجل لا يترك حقه وكان أساتذته في المرحلة الثانوية يقومون "بتدبيس الفلوس" له في كراسة الإجابة الخاصة به تشجيعًا له وفي الثانوية العامة مجموعه كان كبيرًا كان يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة، ولكن فضل دخول الكلية الحربية وكان أساتذته بالكلية يشيدون به لأنه كان ملتزمًا ومحافظًا على الصلاة ومنضبطًا في مواعيده وبعد تخرجه في الكلية التحق بخدمة في حلايب وشلاتين ومنها إلى السويس والإسماعيلية وحصل على فرق في جميع الأماكن التي خدم بها وكانت تقديراته في جميع الفرق يحصل على " امتياز أو جيد جدا" وكان يخدم بسلاح المدفعية وكان قادته يحبونه جدًا ويثقون به لأنه كان دقيقًا جدا في الإحداثيات أثناء العمليات التي كان يشارك فيها ولهذا كان هو الوحيد من سلاح المدفعية ضمن كتيبة الشهيد المنسي في موقعة البرث وكان دائما العقيد المنسي يقول عليه :" محمد صلاح ولد مجبتهوش ولاده ".
وأضافت والدة الشهيد محمد صلاح أن "محمد" لم يكن يحكي لها عن أي شيء في الجيش، ولكن بعد وفاته، زملاؤه قالوا لي ما كان يقوم به محمد ومنها أنه عندما كان يعود من أي عملية كان يرجع يصلي كل الفروض ويشجع زملاءه على الصلاة وفي شهر رمضان كان دائم ختام القرآن الكريم، ومن أصعب الشهور التي تمر علينا هو رمضان القادم لأنه أول رمضان ميكونش محمد معانا فيه كانت آخر إجازة له في رمضان الماضي وكان غير طبيعي دائما سرحان وكان لديه صديق في المستشفى كان دائما الجلوس معه حتى فطار المغرب وسافر ثالث يوم العيد.
واستكملت والدة الشهيد محمد صلاح "ابني آخر واحد استشهد في موقعة البرث وقبل استشهاده عندما رأي التكفيريين يدخلون الموقع، طلب من المدفعية ضرب ودك الموقع عليه وعلى التكفيريين، فالقائد بتاعه قال له: يا محمد أنت لسه عايش عايزيني أزاي أضرب الموقع عليه فرد محمد "يا فندم أضرب الموقع على مسؤوليتي مقدرش حد يطلع المبنى وياخذ جثامين زملائي للتمثيل بها أو رفع علمهم على المبنى يا فندم هد المبنى عليه وعليهم وعلى مسؤوليتي "، ابني عاش راجل ومات راجل، يوم فوز الرئيس السيسي في الفترة الأولى كان "محمد" يؤمن الانتخابات في المنصورة ووقت إعلان نتيجة الانتخابات كان في أسيوط خرج بسيارته ومعه أخته ورفع العلم المصري، وكان سعيدًا جدًا بفوز الرئيس السيسي، وكان دائما يقولي يا ماما أنا نفسي أبقى حاجة كبيرة في الجيش، وكانت هذه آخر الكلمات التي قالها لي في آخر مكالمة تليفونية بيني وبينه يوم الخميس قبل استشهاده بيوم، حسبي الله ونعم الوكيل فمن قتل فرحتنا.
وقالت والدة الشهيد محمد صلاح إن " الشهيد " تخرج في الكلية الحربية في شهر يوليو 2004 واستشهد في نفس الشهر عام 2017 ولم أكن أعلم أنه يخدم في سيناء طول فترة خدمة حتى وقت استشهاده لم يكن يعلم إلا شقيقه الأصغر "حسام" رفض محمد أن يقول لنا أنه يخدم في سيناء، حتى لا يتدخل والده لنقله، خاصة وأن والده عميد قوات مسلحة متقاعد ولكن ابني كان يرفض أي تدخل ويحب الاعتماد على نفسه وقال لشقيقه: أنا عجبني المكان في سيناء ومرتاح في شغلي وطلب من شقيقه ألا يبلغني بأنه في سيناء.
ووجهت والدة الشهيد محمد صلاح رسالة إلى زملائه في سيناء قائلة :" ربنا معاكم وإحنا معاكم وأوعوا تسيبوا دم أخواتكم لازم تطهره سيناء، لا تتركوا أي شبر في سيناء حتى يستريح زملاؤكم الشهداء ويشعرون أن دماءهم لم تضيع هدرا ".



