من "بوابة روزاليوسف" إلى وزير التعليم: من أمن العقاب تاجر بأرواح الطلاب
كتب - بوابة روز اليوسف
لا نعلم أين وزير التربية والتعليم من مهاترات وجرائم بعض المدارس الخاصة التي تحتاج من يردعها، فمن التعسف في شروط الالتحاق التي تتناقض مع العدالة الاجتماعية، كاشتراط المؤهل العالي للوالدين وتحدث أحدهما لغة ثانية، والمبالغة في المصروفات، إلى المجازفة بأرواح 30 طالبا بغية حفنة أموال.
كان من الممكن أن نعيش اليوم كارثة، تحول الاحتفال بأعياد تحرير سيناء إلى مأتم كبير، وفرصة لأعداء الوطن للصيد في الماء العكر عبر المليشيات الإلكترونية والفضائيات المعادية، لولا فضل الله ورحمته بأسرهم وذويهم.
القصة بدأت باستهتار وإهمال مدرسة "الحياة الدولية"، تلك المدرسة التي نظمت رحلة في محمية وادي دجلة أمس لـ30 طالبا وطالبة بالمرحلة الإعدادية، دون أي تنسيق مع الجهات المسؤولة، والاكتفاء بالاستعانة بدليل بدوي، وبدون اتخاذ أي إجراءات احترازية لحماية الطلاب.
لم يهتم منظمو الرحلة بإخطار أي جهة مسؤولة، ولا بمطالعة نشرة الأرصاد الجوية لتنبيه الطلاب بطبيعة الجو المتوقع لاتخاذ حذرهم، فكانت الكارثة، دخلوا إلى عمق 3 كيلو متر وسط الجبال، فاجأتهم الأمطار الغزيرة التي تحولت إلى سيول، انقطعت بهم السبل، أسدل الظلام ستائره، انقطع اتصال أولياء الأمور بأبنائهم ومشرفي الرحلة، تحولت البيوت إلى مستنقعات للقلق وهاجمت الهواجس عقول أولياء الأمور خوفًا على حيات أبنائهم.
تحركت السلطات الأمنية كافة، سعيًا لإنقاذ أرواح الطلاب ومشرفيهم، حتى تمكن الرائد إسلام بكر من الوصول إليهم عن طريق مصدر بدوي اصطحبهم ليلًا إلى سياراتهم ودل أجهزة الأمن لمكانهم.
حمدًا لله على سلامتهم، ولكن أين محاسبة إدارة المدرسة؟ حتى تعلم إدارة مدرسة أنها راعية ومسؤولة عن رعيتها؟ أين وزير التربية والتعليم من تلك المخالفات أم أنه في ثبات عميق؟!
هل يعلم الوزير أن الرحلة لا تكلف المدرسة 50 جنيهًا للفرد وحصلت من كل طالب ألف جنيه، إذا هي تجارة وليس نشاطا طلابيا، لا ريب لكن أيصل الأمر إلى حد المخاطرة بأرواح الطلاب بلا حساب ولا ردع.. من أمن العقاب تاجر بأرواح الطلاب.



