السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

‏تعرف على مقبرة السفن

‏تعرف على مقبرة السفن
‏تعرف على مقبرة السفن
كتب - عادل عبدالمحسن

قبل 50عاما، كانت مدينة "مويناك" الواقعة في لكاراكالباكستان بين دولتي أوزباكستان وكازاخستان على ضفاف بحر آرال وتزخر بثروة سمكية كبيرة وتعج بالسفن والحياة وتوفر حينها حوالي 160 طنا من الأسماك يوميا لكن منذ عام ١٩٧٠م بدأ الجفاف يزحف كما الكثبان الرملية إلى أن وصلت عام ٢٠٠٨ لمرحلة التصحر والجفاف التام.

فهل تخيلت يوما أن ترى سفنا غارقة في رمال الصحراء تستظل تحتها الإبل سبحان مغير الأحوال من أسماك تمرح وسفن تمخر عباب البحر إلى رمال تعلوها السفن المتحجرة.

هل من الممكن أن يتوقع أي زائر لهذه المنطقة أن هناك كانت قبل 50عاما حياة بحرية وصناعة أسماك عي أوجها ويعمل بها نحو 40 ألف شخص وكانت تمثل سدس الثروة السمكية في دول الاتحاد السوفياتي، وتحولت المدن الممتدة على طول الشواطئ إلى مقابر للسفن، حيث تقبع قوارب الصيد المنتشرة على الأراضي الجافة منذ 20 عاما.

وتسببت عواصف الغبار السامة التي تمر من قاع البحر المتلوث في انتشار العديد من الأمراض المزمنة والحادة بين السكان القلائل الذين اختاروا البقاء، يتحملون إضافة إلى الأمراض صيفاً أشد حرارة وشتاء اشد برودة من المعتاد.

ويذكر أن عندما بدأت مياه آرال تتحول إلى مياه ضحلة، تم حفر قناة تمتد لـ 20 كيلومترا. ولكنها لم تقدم شيئاً إذ استمر مستوى المياه في الانخفاض وتحول المكان إلى مقبرة للسفن واغلق المطار وغادر بعض الصيادين ومات بعضهم فيما حول بعضهم الآخر مهنته من صيد السمك إلى تربية الإبل أو التجارة.

جدير بالذكر أن   "آرال" هو بحر داخلي يقع في آسيا الوسطى بين كازاخستان شمالا وأوزبكستان جنوبا، عرفه جغرافيو العرب ببحر خوارزم، ويعد رابع اكبر بحر في العالم.

وتبلغ مساحة "آرال" 68 ألف كيلومترا مربعا، وتحول إلى صحراء قاحلة بعدما بدأت مياهه تنخفض محولة القاع إلى مقبرة للسفن التي صدئت مع مرور الزمن بفعل تأثير الشمس.

 

تم نسخ الرابط