"نتنياهو" يمنح إيران قُبلة الحياة
كتب - مصطفى سيف
منح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قُبلة الحياة لإيران فيما يتعلّق بالبرنامج النووي الخاص بها، بعد عرض معلومات قديمة في مؤتمر قال عنه قبل عقده «سيفضح إيران ويكشف مخططها».
خطة «نتنياهو» باءت بالفشل، وحفَّزت دول غربية للدفاع عن جمهورية «خامنئي»، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علاوة على تشتيته للتركيز العالمي على برنامج إيران للصواريخ الباليستية.
إعلان نتنياهو قوبل بالرفض من القوى الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق الذي أُبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في وقت كان يسعى فيه نتنياهو لممارسة ضغط على الدول الأوروبية لإقناعها بعكس ما تعتقد.
وقالت مصادر سياسية أمريكية مطلعة إن ما كشفه نتنياهو بشأن البرنامج النووي العسكري الإيراني يرفع من الضغوط التي تمارسها المجموعة الدولية ضد إيران، غير أن هذه المصادر رأت أن معلومات نتنياهو لن تسبب تحولًا دراماتيكيًا.
وفي هذا الصدد أكد عوزي عيلام، المدير العام السابق للجنة الطاقة النووية الإسرائيلية، أن «كل ما قاله نتنياهو في كلمته كان من التاريخ، ولم يتطرق إلى أي دليل على عدم التزام الإيرانيين بالاتفاق».
وأضاف، أن «الخبر الوحيد (الذي ورد في تصريحات نتنياهو)، هو حقيقة أن أجهزة المخابرات الخاصة بنا، والتي ربما تكون الموساد، قد وضعت أيديها على وثائق بعيدة المدى للغاية، وتمكنت من جلبها إلى إسرائيل».
وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أصدر بيانًا قال فيه إن «الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل من داخل إيران، تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن النظام الإيراني لا يقول الحقيقة».
الترحيب الأمريكي بما عرضه نتنياهو، دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للدفاع عن الاتفاق مشيرة إلى أنَّها لم تعثر منذ عام 2009 على دلائل ذات مصداقية على أن إيران تعمل على تطوير الأسلحة النووية.
وقال نتنياهو إن إسرائيل كشفت عن 55 ألف ملف تحتوي على معلومات «تجريم» بشأن البرنامج النووي الإيراني، مضيفًا: «إيران أخفت العديد من الوثائق التي احتوت على معلومات عن برنامج نووي لتطوير ما يعادل خمس قنابل على غرار قنبلة هيروشيما».
ورغم اهتمام بعض الدوائر الدولية بمعلومات رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن محللين كثيرين يعتقدون أنها لن تؤثر على القرار الذي سيتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موعد أقصاه 12 مايو المقبل بشأن بقاء الولايات المتحدة كجزء من الاتفاق.
وزارة الخارجية الفرنسية قالت إن معلومات إسرائيلية عن برنامج الأسلحة النووية في إيران خلال فترات ماضية قد تشكل أساسًا يدعم إخضاع أنشطة طهران النووية لمراقبة طويلة المدى.
وفي هذا الصدد قالت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، إن إيران «امتثلت بشكل كامل» لالتزاماتها التي يقتضيها الاتفاق النووي المبرم معها.



