السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

انهيار الليرة يهدد موقف أردوغان في الانتخابات

انهيار الليرة يهدد
انهيار الليرة يهدد موقف أردوغان في الانتخابات
كتب - مصطفى سيف

يواجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهديدًا في مصيره في الانتخابات الرئاسية المُبكّرة بسبب الهبوط الحاد والمستمر في قيمة الليرة مقابل الدولار، وهو ما ستستغله المعارضة لتسليط الضوء بالتأكيد على سجله.

ويدفع انحدار قيمة العملة التركية الرئيس رجب طيب أردوغان إلى زاوية حرجة بعيدة عن شعاراته ووعوده البراقة، رغم أنه يبدو نظريًا في طريق مفتوح للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة نهاية الشهر المقبل.

وسعيا لمفاجأة خصومه السياسيين، دعا أردوغان قبل نحو ثلاثة أسابيع إلى إجراء انتخابات مبكرة في الـ24 من يونيو، وأرجع الأمر إلى عوامل اقتصادية والحرب في سوريا المجاورة.

 

 

وأدار حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الاقتصاد بنجاح نسبي، منذ أن وصل إلى السلطة قبل حوالي 15 عامًا، بفضل برنامج قرض مدعوم من صندوق النقد الدولي انتهى في 2008 وبفضل تدفق الأموال رخيصة التكلفة على الأسواق الناشئة عقب الأزمة المالية العالمية.

وهوت الليرة الأسبوع الماضي، إلى مستوى منخفض جديد بلغ 4.24 مقابل الدولار بعدما ارتفع التضخم إلى 10.9 بالمئة في إبريل بعد أن كان عند 10.2 بالمئة في الشهر السابق. ويقارن مستوى التضخم في تركيا مع معدل يبلغ 2.7 بالمئة في البرازيل و4.3 بالمئة في الهند و2.1 بالمئة في الصين و2.4 بالمئة في روسيا.

وأعلنت الحكومة عن إجراءات تحفيز جديدة هذا الأسبوع دون اكتراث بتحذيرات من دخول الاقتصاد في تضخم محموم. وقالت إنها ستخصص 6 مليارات دولار إضافية لصالح أرباب معاشات التقاعد وإعفاءات ضريبية وإجراءات تتعلق بالاستغلال غير القانوني للأراضي.

ويواجه أردوغان تحديا لحكمه من ميرال أكشينار زعيمة حزب الصالح القومي اليميني، وصلاح الدين دميرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد المسجون حاليًا.

وهناك مرشحون آخرون دخلوا السباق منهم محرم إنجة، العضو البارز في حزب الشعب الجمهوري حزب المعارضة الرئيسي، وتمل قره مُلا أوغلو زعيم حزب السعادة، ودوغو بارينجاك رئيس حزب الوطن، ووجدت أوز زعيم كمرشح لحزب العدالة.

وتشير الاستطلاعات إلى أن انتصار أردوغان ليس مضمونا، ومنح استطلاع أجرته مؤسسة بيار في الآونة الأخيرة الرئيس التركي 41.3 بالمئة من الأصوات مقابل 41.5 بالمئة لأكشينار منافسته الرئيسة.

وتعاني الشركات التركية أيضا من أجل سداد قروضها بالعملات الأجنبية مع تراجع الليرة، وهذا مؤشر آخر على دخول الاقتصاد في دوامة قد يصعب الخروج منها على الأقل في المدى القريب. والشركات مدينة بأكثر من 200 مليار دولار في عمليات اقتراض مشابهة.

وقد تتعرض الليرة للمزيد من الخسائر مع اقتراب الانتخابات، ما يزيد الضرر بشعبية أردوغان. وقد تكون الخسائر الإضافية مدفوعة ببيانات ميزان المعاملات الجارية عن شهر مارس والمنتظرة في 14 مايو. ومن المقرر صدور بيانات التجارة الخارجية عن شهر إبريل في أواخر مايو الجاري، ثم تصدر بيانات التضخم عن مايو في 4 يونيو.

 

 

تم نسخ الرابط