المشاركون في مؤتمر النقل البحري: متضامنون مع مصر في مشروعاتها القومية ومكافحة الإرهاب
أكد المشاركون بمؤتمر "النقل البحري والخدمات اللوجستية" الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط والهيئة الاقتصادية لقناة السويس بمدينة الإسماعيلية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تضامنهم مع مصر في تنفيذ مشروعاتها القومية الكبرى وجهودها لمكافحة الإرهاب.
وأشاد المشاركون بالمؤتمر الذي اختتمت فعالياته اليوم الثلاثاء بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما يتحقق على أرض مصر وبخاصة منطقة قناة السويس من مشروعات عملاقة من شأنها أن تعود بالنفع ليس فقط على مصر الشعب المصري بل على دول حوض البحر المتوسط كلها سواء من حيث تعزيز قدرات التواصل بين شعوب ضفتيه أو تخفيض تكاليف نقل البضائع والأفراد.
كان المؤتمر قد عقد ثلاث جلسات نوعية على مدار اليوم تناولت قصص النجاح للموانئ المتميزة في حوض البحر المتوسط وآفاق النقل البحري المستدام وتعزيز وبناء القدرات في قطاع الموانئ والنقل البحري، وحرص معظم المشاركين في المؤتمر على الإعراب عن تضامنهم البالغ مع مصر في الحرب التي تخوضها نيابة عن العالم ضد الإرهاب، وأكدوا أن نجاح مصر في هذه الحرب سيسهم في تعزيز حركة الملاحة بين ضفتي المتوسط وجعله بحرًا للسلام والاستقرار.
من جانبه استعرض اللواء بحري عبدالقادر درويش نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس -خلال المؤتمر- ما حدث بمصر خلال السنوات الأربع الماضية من تطورات على صعيد النقل البحري والموانئ ومنطقة قناة السويس، وأوضح أن مصر تتحرك بقوة لتكون جسرا ومركزا للتجارة والاستثمار حول العالم، وأن أمرين مهمين في هذا الصدد؛ أولهما ضرورة التركيز بشكل أكبر على الاقتصاد الأزرق وكيفية الاستفادة من البحرين المتوسط والأحمر، وأن مصر اتخذت خطوات هامة لترسيم الحدود البحرية وبدأت جني ثمارها.
وقال إن مصر ستتحول لمركز للطاقة الأمر الذي من شأنه جعل الموانئ محاور للتنمية ولدخول البضائع ومصدرا لتنمية الاقتصاد في وقت لا تتعدى فيه التجارة بين دول جنوب المتوسط ثمانية بالمائة سنويا ما يعزز الحاجة للتعاون بيننا والتنمية الاقتصادية في قطاع النقل واللوجستيات.
وأشار درويش إلى أن مصر تسعى لتكون شريكا مهما في قطاع اللوجستيات، وكان لقناة السويس الجديدة مردود إيجابي في هذا الإطار، خاصة من حيث تقليص الزمن الذي تستغرقه السفن للعبور، واستعرض التطور الكبير في تطوير قطاع النقل بمصر، خاصة الموانئ من جهة تطويرها والتكامل بينها وما يرتبط بها من مشروعات عملاقة، بالإضافة إلى التوسع في شبكة النقل البحري المصرية في إفريقيا وإقامة أربعة أنفاق على قناة السويس للربط بين شرقها وغربها وربطها بسيناء بالإضافة لإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتصبح مصر بالفعل بوابة للمنطقة.
بدورها، أشادت كريستين مابو وويريل رئيس هيئة ميناء (مرسيليا) في فرنسا بالتوسعات في قناة السويس وشق قناة السويس الجديدة التي وفرت لجميع موانئ المنطقة فرصًا أكبر، واستعرضت قصة النجاح التي حققها ميناء مرسيليا أحد أهم موانئ أوروبا وتنامي دوره بشكل ملحوظ في عمليات الشحن بمنطقة البحر المتوسط لثقتهم.
وأشارت إلى أهمية إنشاء قناة السويس الجديدة التي ستساعد على جعل دول المتوسط كيانا جغرافيا واحدا، مؤكدة أن المساعي كلها تنصب حاليا على تحسين نظام كفاءة الشحن والنقل البحري واستدامته، وأن ميناء مرسيليا أصبح بوابة كبرى لخطوط الشحن بالعام، نظرا لمساحته الضخمة التي تعادل عشرة آلاف هكتار وما تم به من تدشين مناطق صناعية زادت من قدرته التنافسية على مستوى العالم.
وأوضحت أن التحالف الذي تحقق العالم الماضي وجمع كل الشركات الكبرى في مجال الشحن في ثلاثة تحالفات زاد من كفاءة الميناء ورفع حجم الصادرات عن طريقه.
وقالت وويريل: إننا بحاجة لتشغيل موانئ البحر المتوسط بشكل تكاملي وضمن كيان واحد قابل للتشغيل ما يسهم في تعزيز القدرة على المواجهة بشكل مشترك لكل التحديات، وأن هناك عشرين ميناء متوسطيا أكدت اعتزامها الانضمام لهذا الكيان الموحد لأهميته البالغة.
فيما أكد باولو إيميليو سيجوريني رئيس هيئة مواني (جنوة) الإيطالية أن ميناء جنوة يقع على الطريق الرئيسي لأوروبا على البحر المتوسط وأن موقعه متميز سواء للبضائع باتجاه الشرق وصولا إلى الصين أو الغرب إلى جنوب أوروبا.
وأوضح أن 50% من البضائع المتداولة بميناء جنوة تمر عبر قناة السويس، وبالتالي فالتطورات والتوسعات في قناة السويس أسهمت بشكل كبير في تعزيز قدرات ميناء جنوة، وأن مواجهة ظاهرة الإرهاب وتقليص النزاعات الموجودة بالمنطقة من شأنها تنمية حركة التجارة في البحر المتوسط وبين شماله وجنوبه بشكل أكبر، وأكد أن المؤتمر الذي تستضيفه الإسماعيلية سيسهم في تعزيز استراتيجية التعاون بين كل موانئ المتوسط.
واستعرض جوزيف أندرو فيجويراس رئيس ميناء (طاراجونا) الإسباني التطورات الإيجابية في منظومة موانئ بلاده التي تشمل ستة وأربعين ميناء تنسق جميعها من خلال هيئة الموانئ الإسبانية، وقال: إن الربط بين الموانئ الإسبانية أدى إلى نمو حركة البضائع بما تجاوز 35 مليون طن العام الماضي.
ولفت إلى أنه تم كذلك ربط الموانئ الإسبانية مع موانئ عالمية عبر شراكات وتعزيز قدراتها بخطوط سكك حديدية تسهم في تنمية الشحن البحري، ونوه بتطوير ميناء (طاراجونا) الإسباني، بعدما تم تنشيط حركة الركاب وليس فقط شحن البضائع عبره ليصبح عدد الركاب الذين يستخدمونه سنويا نحو مائة ألف راكب.
ومن المقرر أن يقوم المشاركون في المؤتمر غدًا بجولة في قناة السويس الجديدة ومنطقة شرق بورسعيد والمنطقة الاقتصادية والصناعية.



