الوطنية العراقية في مواجهة الطائفية ..من يكسب المعركة ؟
كتب - عادل عبدالمحسن
"العبادى" يواجه النعرات المذهبية لأنصار المالكى .. وأصوات التغيير تتعالى
هادى العامرى رجل أيران القوى يعتمد على مساهمة الحشد الشعبى في دحر" داعش "
ساعات قليلة وتنطلق الانتخابات البرلمانية العراقية لأختيار 329عضوا لمجلس النواب من بين أكثر من 7الاف مرشح في 205كيانات وتحالفات حزبية وسياسية في العرق
وتتسم هذه الانتخابات بتفتت الكيانات السياسية التقليدية في كل مكونات الشعب العراقى الشيعة والسنة والاكراد والتركمان وغيرها من المكونات للنسيج الوطنى العراقى
ورغم أن مقولة المرجع الشيعي الأبرز في العراق السيستانى أن "المجرب لا يجرب" قائلها منذ عام 2014إلا أنها أصبحت شعارا بارزا لهذه الانتخابات مما جعلها تقض مضاجع المسؤولون العراقيون وتصيبهم بالأرتباك ففى حين يعترف أنصار المالكى بوقوع حالات فساد كبيرة في عهده يحاولون مواجهة ذلك بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية حيث تشهد الانتخابات العراقية التي ستجرى صباح الغد تنافسا قويا بين حيدر العبادى رئيس الوزراء الحالي وغريمة نورى المالكى نائب رئيس الجمهورية الحالي ورئيس الوزراء السابق ورغم أنهما أكبر قياديتين في حزب الدعوة الإسلامية الشيعي الذي قاد البلاد خلال الفترة الأخيرة ومنذ إجراء أول انتخابات نيابية عراقية بعد أحتلال العراق على يد القوات الأمريكية
ويخوض الانتخابات متسلحا بسحق تنظيم داعش الأرهابى رافعا "شعار الوطنية العراقية" من خلال "تحالف النصر" الذي يضم أكثر من 18 كتلةً وتياراً، أغلبها كتل سياسية شيعية، أبرزها "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي"، بزعامة هُمام حمودي، و"تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، إلى جانب عدد من الكتل السنية الصغير.
"المجرب لا يجرب" شعار يقض مضاجع المسؤولون العراقيون
وفى المقابل يواجهه نورى المالكى من خلال ائتلاف دولة القانون الذي يضم 9 أحزاب وكتل شيعية، منها تيار الوسط، حركة البشائر الشبابية، كتلة معاً للقانون، الحزب المدني، التيار الثقافي الوطني، وغيرها ,ويرفع أنصارة في وسائل الأعلام العراقية نعرات طائفية مقتيه في مواجهة الخطاب الوطنى لمنافسة حيدر العبادى.
ثم يأتي "ائتلاف الفتح" الذي يضم 18 كياناً من أجنحة سياسية لفصائل الحشد الشعبي، بينها قيادات موالية لأيران أبرزها منظمة بدر بقيادة هادي العامري وعصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.
متظاهرون في الميدان ..متحالفون في الأنتخابات
ويأتي بعد ذلك تحالف سائرون ويقوده حزب "الاستقامة الوطني" الذي أسسه رجل الدين الشيعي البارز، مقتدى الصدر، إلى جانب أحزاب علمانية مثل الحزب الشيوعي العراقي، وحزب الدولة العادلة، وغيرها ,ويخوض على قائمته الانتخابات الصحافي العراقى الشاب صاحب الواقعة الشهيرة بقذف الرئيس الأمريكي جورج دابليو بوش بالحذاء في مؤتمر صحافي ببغداد مع رئيس وزراء العراق السابق نورى المالكى
كما يخوض الانتخابات "تحالف القرار العراقي" الذي أسسه محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، برئاسة شقيقة أسامة النجيفي نائبُ رئيس الجمهورية، ويضم التحالف 11 كياناً سياسياً، بينها "كتلة المشروع العربي" التي يتزعمها السياسي ورجل الأعمال، خميس الخنجر، وكذلك حزب الحق، بزعامة النائب في البرلمان، أحمد المساري.
المكون السنى يختفى بسبب طموحات ساسته
بينما يتألف "ائتلاف الوطنية" الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية الحالي والأمين العام لحركة "الوفاق الوطني" إياد علاوي، الشيعي الأصل والمحسوب على المكون السني، كما أن ائتلاف الوطنية يدمج بين الهويتين السنية والعلمانية، ومن أبرز شخصياته رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري الذي ترك الحزب الإسلامي العراقي وانضم إلى هذا التحالف.
ويظهر المكون السني الذي تفرقت قياداته بين الكتل السياسية الجديدة ولم يعد لها كتلة واحدة تخوض الانتخابات وذلك من خلال "تحالف بغداد" الذي يضم كتل وتحالفات سنّية عدة، من أبرزها الأنبار هويتنا، وديالى هويتنا ونينوى هويتنا وصلاح الدين هويتنا. ومن أبرز شخصياته رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني، والنائبة الكردية القيادية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني آلاء طالباني التي كانت قد مثّلت مدينة السليمانية وكركوك لثلاث دورات متتالية، إلا أنها انضمت إلى هذا التحالف لأنه متنوع ولا يخص جهة معينة حسبما قالت على حسابها في الفيسبوك لقائمة حركة " كوران: التغيير في مدينة السليمانية .
الأكراد تفتيت جزئى ..والهدف لم يتغير
في حين تأتى قائمة السلام الكردستانية لتؤكد بقاء تحالف الحزبين الكرديين التقليديين في إقليم كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتولى رئاسته كوسرت رسول على بعد موت زعيمه الراحل جلال الطالباني. ويُعتقد أن تكون شعبيتهما قد تقلصت في السنوات الأخيرة.
ولم يكن الاكراد أحسن حالا عن غيرهم من تفتيت في المكونات العراقية حيث ياتى تحالف الوطن الذي يضم ثلاث حركات سياسية أبرزها حركة التغيير (كوران)، وتحالف العدالة الديمقراطية برئاسة القيادي السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، والحركة الإسلامية الكردية وازدادت شعبية الحركات المنضوية في هذا التحالف في الآونة الأخيرة، وٌيتوقع له أن ينافس قائمة السلام الكردستانية بقوة.



