اليوم الحزين في مونديال 82
كتب - حماده حسين
الحزن على خروج منتخب السامبا طغي علي سحر أسطورة سجين الـ"توتو نيرو" الذي خرج من الليمان إلى منصة التتويج ورفع الكأس الأغلى، وطغى كذلك على أصداء فضيحة "خيخون".
وقتها كانت الأغلبية الساحقة من جمهورة الكرة المصري ينتظر المونديال باعتباره النافذة الوحيدة ليرى منتخب البرازيل الممثل الأهم وربما الوحيد للكرة العالمية، وهو يدخل مونديال 82 ليس كمرشح اول فقط، وانما ضامنا الفوز، لم يكن هناك مرشحون آخرون يمكنهم مجاراة أقوى منتخب في تاريخ البرازيل.
تصدر منتخب السامبا مجموعته، حقق العلامة الكاملة بالفوز في المباريات الثلاث، أول مباراة له كانت امام الاتحاد السوفيتي،وفي الربع ساعة الاولي تلقت شباكة هدفا، بعده وحتي نهاية االمباراة كان الفريقين في منطقة جزاء الاتحاد السوفيتي، المباراة كانت بين البرازيل و" داسايف "ثاني افضل حارس مرمي في تاريخ الاتحاد السوفيتي بعد ياشين، الذي "نشف دم " هجوم السامبا العاتي حتي الدقيقة 75 حيث اطلق الدكتور" سقراط" قذيفة يستحل علي أي حارس صدها سكنت المقص اليمن، بعدها بثلاث دقائق تلقت شباكه قذيفة أقوى من "إيدر" سكنت المقص الشمال، في المباراة الثانية سحق أسكتلندا التي تقدمت بهدف، ثم نيوزيلاند.
في هذة النسخة من المونديال زاد عدد الفرق المشاركة من 16 إلى 24، والدور الثاني تم تقسيمه إلى 4 مجموعات، كل مجموعة 3 منتخبات، الفائز فيها يصل نصف النهائي، مجموعة البرازيل ضمت الغريم التقليدي الارجنتين حامل اللقب، ومنتخب المكسحين إيطاليا.
"المكسحين" هو الوصف الذي اطقلتة الصحافة الإيطالية علي منتخب بلادها، وكان منتهي طموح الجمهور الإيطالي هو الخروج الرحيم لمنتخبها، الذي تأهل إلى الدور الثاني كثاني المجموعة التي تصدرها منتخب بولندا وعلي حساب منتخب الكاميرون، الأزوري حقق ثلاثة تعادلات، سجل خلالها هدفين، بينما سجل منتخب الكاميرون هدفا واحدا.

بدأ السامبا الدور الثاني بسحق الأرجنتين 3 – 1 في مباراة تسيدها المنتخب البرازيلي المتأخر بهدف، وفيها تم طرد مارادونا للخشونة المفرطة، منتخب السامبا سلم الارجنتين حامل اللقب جريحا ومكسورا بدون ايقونتة الخالدة مارادونا لمنتخب إيطاليا المكسح، ففاز عليه 2 – 1 وخرجت الأرجنتين وبقت المباراة الفاصلة بين البرازايل والمكسحين والتي ستخلدها التاريخ باسم "مأساة ساريا " نسبة للملعب الذي احتضن المباراة.
نسبة ترشيح الأزوري للفوز بالمباراة كانت صفرا، الكل يتندر علي وصوله وبقائه بالبطولة، التندر وصل مرحلة السخرية والتبكيت علي مدرب الأزوري الذي استدعي السجين "باولو روسي" المطاردة بجريمة كبري كمنقذ وهداف للفريق، لماذا يصبر علي وجوده ضمن التشكيلية الأساسية رغم انه لم يقدم أي شيء في الخمس مباريات التي لعبها الأزوري، لم يسجل هدف ولاساهم في صناعة هدف.
كأنه ما زال عالقا في أصداء قضية الـ"توتونيرو" الخاصة بالمراهنات والتي تسببت في أخطر أزمة في تاريخ الدوري الإيطالي، من بين الأندية المتهمة بالتواطؤ بترتيب النتائج في هذه القضية، ميلان، ولاتسيو، الذي تم إسقاطهما إلى الدرجة الثانية، ومن بين اللاعبين "برونو جوردانو" نجم روما الصاعد، الحارس الدولي السابق البيرتوزي، و"باولو روسي" – 23 سنة- الذي أتهم بالتورط في ترتيب نتيجة مباراة فريقه ضد افيللينو، حكم عليه بالإبعاد ثلاثة اعوام، ثم خفضت العقوبة إلى سنتين بعد الاستئناف.
روسي دافع عن نفسه:
"كان يجب أن يدفع الثمن شخص مهم، وفهمت بسرعة انني الضحية التي تم تعيينها.. كنت كبش فداء لمنع ازمة أخطر وأعمق".
بدأت المباراة المشئومة، وتصدر "باولو روسي" الكادر بتسجيل أول هدف له في البطولة ليتقدم به الأزوري، الهدف لم يسبب أي صدمة ذلك اننا اعتدنا ان تتلقي شباك السامبا أولا، بعدها تكون الريمونتدا المدهشة، دقائق قليلة ويتلقي "سقراط" أسست خرافي من زيكو أو بيليه الأبيض ليسجل هدف التعادل.
الصدمة كانت في الهدف الثاني للازوري والذي سجله باولو روسي نتيجة تمريرة اهداها له مدافع السامبا، السيناريو يختلف فهذه اول مرة تستقبل شباك البرازيل هدف ثان في مباراة، وفيما تقترب المباراة من نهايتها بدا الحظ كأنه يعاند البرازيل اذا لاسبيل لتحقيق التعادل، يزداد الهلع علي السامبا، فيكون الحل المتوفع في الحاوي " باولو أنزدورو"الذي لا يشركه مدرب السامبا الا اذا كان فريقة متعسرا او مهزوما، انزدورو لم يشارك في أي مباراة اكثر من الـ15 دقيقة الأخيرة، فذ في المرواغة كأنه نسخة طبق الاصل من "جارنشيا".
يحدث انزدور الفرق ويعطي نجم خط الوسط "فالكو" حريرية يسجل بها الأخير احد أروع الأهداف في تاريخ السامبا، معجبو السامبا يتنفسون الصعداء ويشعرون بعد التعادل ان المبارة قي آلت لهم، فالتعادل يطمن لهم الصعود لنصف النهائي، لكن في الدقيقة الاخيرة ومن ضربة ركنية احدثت دربكة سجل روسي الهدف الثالث، لتنتهي المباراة التي سجلها التاريخ باسم "مأساة ساريا"، نسبة للملعب الذي أقيمت عليه المباراة.

الصدمة أعادت البرازيل إلى أكثر اللحظات حزنا في تاريخها الرياضي، حين خسرت أمام الأوروجواي الضغيف في نهائي مونديال 1950 على ملعب ماراكانا، وبحضور 200 ألف متفرج، كان ولا يزال رقماً قياسياً كأكثر النهائيات حضوراً.
ومع "مأساة ساريا" ستتغير الصورة الذهنية عن السامبا باعتباره خارقا لا يهزم أبدا بالنسبة للجمهور المصري، ومعها سينتهي مونديال 82 قبل نهايته، رغم أنه ثاني أكثر المونديالات إثارة بعد مونديال 70، لا شيء عاد مثيرا رغم بداية نصف النهائي وتلك المباراة الأسطورية بين منتخبي فرنسا وألمانيا، ولا وصول سجين الـ"توتونيرو" إلى قمة مجده بإحراز ثلاثة أهداف في مباراتي نصف النهائي والنهائي وفوزه بالكأس ولقبي الهداف وأحسن لاعب في البطولة، سيتلاشي دوي فضيحة "خيخون" حين تلاعب منتخبا المانيا الغربية والنمسا لاخراج منتخب الجزائر من الدور الاول، والتي سيقرر الفيفا بعدها إقامة آخر مباريات كل مجموعة في نفس التوقيت.
"مأساة ساريا" طغت علي ماحدث في مباراة الكويت وفرنسا، حين تقدم "ألن جريسي" بهدفً لمنتخب فرنسا، وكان المنتخب الكويتي متوقفا عن اللعب ظنا من اللاعبين انهم سمعوا صافرة الحكم فنزل الشيخ فهد الاحمد الصباح رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم واحتج على الهدف وأمر لاعبيه بمغادرة الملعب.



