أبو الغيط: التسوية السياسية في ليبيا نابعة من الليبيين وحدهم
كتب - شاهيناز عزام
طالب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن تكون التسوية السياسية في دولة ليبيا الشقيقة ليبية خالصة، وعلى أساس الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات وعبر أكبر قاعدة ممكنة من التوافق الليبي – الليبي. جاء ذلك أثناء إلقاء كلمته في الاجتماع الدولي حول ليبيا بباريس
أشار أبو الغيط إلى أن المجتمع الدولي مطالب ببذل جهوده بشكل تكاملي ومتناسق وبعيداً عن التنافس والازدواجية لتشجيع الأطراف الليبية على الانخراط، وبحسن نية، في هذه العملية السياسية الشاملة التي يرعاها السيد غسان سلامة.
وأكد أبوالغيط أن الجامعة العربية على كامل استعدادها لمساندة الأطراف الليبية في تنفيذ كل الاستحقاقات القانونية والدستورية والانتخابية التي يتوافقون عليها بما في ذلك تقديم الدعم السياسي لها وتوفير المشورة الفنية للتحضير لها وإيفاد بعثات المراقبة والمتابعة عند إتمامها.
وقال أمين عام جامعة الدول العربية إن الجامعة تقدر تطلع الغالبية العظمى من الليبيين لإجراء الانتخابات المنتظرة في البلاد دون إهدار مزيد من الوقت أو إراقة مزيد من الدماء؛ كما نثق في أنهم يرغبون في ممارسة حقوقهم الديمقراطية في أجواء سياسية مواتية لا تؤدي إلى إذكاء الفرقة أو التشرذم السياسي ووفق أطر دستورية وقانونية منضبطة تساهم في توحيد الشعب الليبي وليس تقسيمه وفي مناخ أمني يسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم بكل حرية ودون أي ترهيب داخلي أو تدخل خارجي.
وشدد على أن الجامعة ستكون جاهزة للمساهمة في دعم ومراقبة هذه الانتخابات إذا ما توافقت الأطراف الليبية على عقدها قبل نهاية العام الجاري وتوافرت لها الشروط السياسية والقانونية والأمنية الأساسية التي تفضي إلى إتمامها بنجاح؛ كما أننا لا نرى ما يمنع من إطالة الإطار الزمني المطروح لهذه العملية... ليمتد إلى مطلع عام 2019... إذا كان ذلك ضرورياً لإحكام كافة الترتيبات المطلوبة للانتخابات وتعظيم فرص إجرائها دون أية عقبات أو عراقيل.
وولفت الأمين العام إلى أنه سبق للجامعة أن أبدت استعدادها لرعاية أية تدابير لبناء الثقة بين الأطراف وأصحاب المصلحة الليبيين، والتي من شأنها أن تساهم في توفير المزيد من الضمانات والنزاهة للإجراء الناجح لهذه الانتخابات والقبول بنتائجها واعتراف المجتمع الدولي بالمؤسسات التنفيذية والتشريعية، التي ستنبثق عنها وهو الاستعداد الذي نجدده اليوم أمام القيادات الليبية الموجودة معنا.
تابع أبوالغيط، أن الأحداث الدامية الأخيرة التي وقعت ضد مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في طرابلس وضد المدنيين الأبرياء في بنغازي أظهرت أن التنظيمات الإرهابية والقوى التخريبية سوف تبذل قصارى جهدها لإعاقة وإفشال المسار الديمقراطي في ليبيا وهو ما يعزز من الحاجة الملحة إلى وجود قوات أمنية وعسكرية موحدة قادرة على الحفاظ على الأمن في كافة أرجاء البلاد والدفاع عن سيادة الدولة وسلامة أراضيها ويتطلب أيضا حلاً جذرياً لمشكلة الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة وتظل تمثل تهديداً لسلامة الكيان الوطني الليبي.
وقال، إن الالتزامات التي سيتعهد بها الأشقاء الليبيون، ستفضي إلى تحريك الأمور في الاتجاه الذي يدعم من تنفيذ خطة العمل الأممية، وتوحيد الجهود الدولية والإقليمية المساندة لها، وتشجيع الأطراف في ليبيا على إتمام الاستحقاقات والانتخابات التي ننتظرها؛ وأجدد دعم الجامعة الكامل لهذا المجهود وشروعنا في الإعداد للدور السياسي والميداني الذي يمكن أن نقوم به بما في ذلك مع شركائنا في المجموعة الرباعية وعلى أساس ما توافقت عليه في اجتماعها الأخير بالقاهرة يوم 30 إبريل الماضي.



