نكشف خطة الداخلية لمواجهة عصابات سرقة السيارات
كتب - شريف كمال
تفعيل أجهزة التتبع والتقنيات الحديثة خفضت من سرقة السيارات في القاهرة والجيزة
منظومة أمنية حديثة قادرة على تحديد أماكن السيارات خلال 24 ساعة.. ومداهمة المخازن في الصف والتبين
الوزارة تلقت 2000 بلاغ سرقة خلال 2018.. وخبير أمني: نطالب بتغليظ العقوبة
يعتقد البعض أن سرقة السيارات وسيلة سريعة للثراء، دون تعب وبذل جهد، بل ويقوم البعض بسرقة السيارات وبيعها بثمن «بخس» لا يتناسب مع أسعارها في مناطق قطع الغيار للتجار الذين يقومون بتقطعيها إلى أجزاء وبيعها بأسعار باهظة دون مراعاة لأصحابها لأنها قد تكون هي وسيلة دخلة الوحيد الذي يكتسب منه قوت يومه هو وأولاده.
لجأت العناصر الإجرامية المتخصصة في سرقة السيارات إلى حيل شيطانية لسرقة السيارات، هذه الحيل تعمل وزارة الداخلية على مواجهتها، بكل الأساليب الحديثة التي تمكنهم من الوصول إلى هذه العناصر الإجرامية بتحديد المنطقة والشارع.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية الأمن المختلفة خلال العام الجاري أكثر من ألفي بلاغ سرقة سيارات من ملاكها، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية إلى مطالبة قائدي السيارات بضرورة التأكد من إغلاقها، وتأمينها بكل الوسائل الممكنة عن طريق الإنذارات والـ« جي بي اس» في السيارات الحديثة، وعمل «زرار» مخفي لفصل الكهرباء عن السيارة بالكامل.
مواجهة سرقة السيارات
أكد مصدر أمني رفيع المستوي أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية نجحت في الحد من ظاهرة سرقة السيارات التي انتشرت بكثافة خلال أحداث يناير، موضحا أن الوزارة تعاملت مع هذه الملف بشكل جيد واستخدام التكنولوجية الحديث في التوصل إلى السيارات التي تتصل بالأقمار الصناعية، وتحديد أماكنها في أقل من 24 ساعة.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة أن عصابات سرقة السيارات تتركز في بعض المناطق في محافظتي القاهرة والجيزة، أشهرها «حلوان، والصف، والتبين، والكريمات»، حيث ترصد هذه العصبات حركة السيارات عن طريق العربات النقل القديمة التي تعمل هذه العصابات على تجهيزها خصيصا لسرقة.
وأضاف المصدر أن العصابات تستهدف سرقة السيارات فور خروجها من بوابة حلوان على الطريق الشرقي حتى خروجها من بوابة الكريمات، ويتم إطلاق النيران على الكاوتش لإيقافها، وتنزيل ما بها وسرقة محتوياتهم.
أما عن سرقة السيارة من أسفل مسكن مالكها، أكد أن الذي يقوم بسرقة السيارة من أسفل مسكن مالكها يعرف جيدا قائدها، ويتتبعه لمدة فترة حتى يسرقها ظنًا أنه سيفلت بعملته، ولكن مع المنظومة الأمنية الحديثة لأن يفعل ذلك، لأن جميع قواعد السيارات مسجلة على الحاسب الآلي الخاص بوزارة الداخلية، ففور اشتباه الضباط في السيارة أو قائدها فسيتم في الحال الاستعلام عنها وعن مالكها، موضحًا أن هذه المنظومة الجديدة بدأ العمل بها مع بداية العام الجاري.
وأكد المصدر أن أجهزة الأمن نجحت في استرجاع أكثر من 10 آلاف سيارة خلال العامين الماضيين، لافتًا إلى أنه تم اقتحام مخازن السيارات السروقة بمركزي الصف والتبين، حيث تم العثور على سيارات حديثة مختلفة الماركات قبل تقطعيها وتهريبها إلى الخارج أو بيعها كقطع غيار في الأسواق.
أجهزة التتبع
وأضاف المصدر أن أجهزة التتبع الحديثة تتيح للأجهزة الأمنية مشاهدة صور حية للسـيارة المسروق في حالة سير، موضحا أن الوزارة أدخلت تقنيات حديثة تتيح لقائد لصاحب السيارة غلق الموتـور وفصل دورة البنزين من الإنترنت في أي وقــت.
الحكومة
وأكد المصدر أن الحكومة طالبت من الشركات المصنعة للسيارات تحسين صناعة أقفال الأبواب ومفاتيحها لسد الطريق أمام من تسول له نفسه سرقة السيارات بواسطة مفتاح مصطنع أو تحسين صناعة الهوايات لعدم الضغط عليها أو كسر الزجاج الخاص، موضحا أن الأسباب الرئيسية لسرقة السيارات هي سهولة فتح بعضها نتيجة لقصور في مواصفاتها الفنية، مما يؤدى إلى فتحها وتشغيلها بسهولة.
خبير أمني
أكد اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني أن الهدف الرئيسي من سرقة السيارات يكون ضمن عدد من المحاور وهي سرقة السيارة لارتكاب الجرائم بها، فقد تستخدم السيارة المسروقة كوسيلة لتسهل على الجناة عملية لارتكاب سرقات مثل سرقة المنازل والمحلات التجارية من ناحية، واستخدامها في العلميات الإرهابية واغتيال الشخصيات العامة.
وأضاف أنه قد يكون الهدف من السرقة بقصد تفكيك السيارة وبيع أجزائها، وغالبًا ما تكون السيارات المسروقة من موديلات حديثة وقطع الغيار المستعملة نظرا لارتفاع ثمنها، ويقوم السارق بتغيير معالم السيارة وتغيير أرقامها أو تغيير لونها للحيلولة دون اكتشافها والتعرف عليها أو تغيير أرقام الشاشيه والموتور، وذلك بهدف عدم تمكين مالكها من معرفتها بسهولة.
وأشار نور الدين، إلى أنه في بعض الأوقات يكون الهدف من سرقة السيارة هو التسلية، فأكثر وقت ترتكب فيه هذه الجرائم يكون في فترة الصيف من قِبل بعض الشباب للذهاب بها إلى المصيف والترفيه أو لقضاء حاجة وقتية، ثم يقوم بتركها بمحض إرادته في أي مكان.
ولفت إلى أن بعض الأشخاص يقومون بسرقة السيارات بقصد الانتقام من أصحابها، فكثيرًا ما نجد عداوة بين شخص وآخر فيلجأ أحدهما إلى سرقة سيارة الآخر، ومن ثم أخذها إلى مكان بعيد عن الأنظار والعمل على حرقها أو صدمها بدافع الانتقام.
وطالب الخبير الأمني بضرورة تغليظ عقوبة سرقة السيارات وتحويلها إلى جناية بدلا من الجنح؛ ليكون فيها ردع يخشاه الجناة قبل الأقدم على فعل ذلك مرة أخرى.



