
في ذكراه الرابعة.. عبدالله كمال أسطورة صحفية لن تتكرر

كتب - عادل عبدالمحسن
18 يومًا و7 أشهر و48 عامًا هذه الحقبة الزمنية تمثل عمر الكاتب الصحفي الأشهر عبدالله كمال رئيس تحرير مجلة وجريدة روزاليوسف الأسبق، الذي رحل في ريعان شبابه عن دنيانا في مثل هذا اليوم منذ 4 سنوات وإذا نظرنا إلى عمره القصير نجد أنه قد اختصر الزمان في هذه الحقبة بإنتاج صحفي لا يضاهى ولا تستطيع عصبة من أبناء المهنة أن تنتج مثله حتى لو صلت إلى أعمارهم لأرذلها
كان الراحل كبير القدر صغير السن، كاتبًا لا يشق له غبار، فإذا كتب لابد أن يقرأ له المتفقون والمختلفون مع توجهاته فهو ظاهرة صحفية فريدة لن تتكرر أو يجود الزمان بمثلها، حيث بدأ حياته المهنية وهو لا يزال طالبًا بكلية الإعلام جامعة القاهرة عندما التحق بالعمل في مجله روزاليوسف بالتوازي كان ينشر بعض موضوعاته الصحفية بجريدة القبس الكويتية.
وفي الفترة من يناير إلى إبريل 1986 شارك في تحرير جريدة الأحرار الحزبية إبان تولى محمود عوض لرئاسة تحريرها، وكان لديه باب ثابت في الجريدة بعنوان "شباب وجامعات".
منذ بداية التسعينيات، وبالتوازي مع عمله في "روزاليوسف"، كان عبد الله كمال يكتب في صحف عربية عديدة منها على الترتيب: الحياة، الشرق الأوسط، البيان، الأنباء وقد احترف في ذلك التوقيت إعداد التقرير الخبري المكتوب بأسلوب (الفيتشر).. وفى غضون ذلك أصبح مراسلا لمجله (أبل كومبيوتر) التي كانت تصدر في لندن بدءا من عام 1992.
وفي عام 1992 صدر له كتاب "الإباحية والإجهاض: معركه الأزهر والحكومة"، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر السكان في القاهرة ثم صدر له كتاب "التجسس الأمريكي على عصر مبارك"، وتوالت مؤلفاته في غضون سنوات التسعينيات وهي "نساء أنور السادات" وإمبراطورية الـ "الفايد" و"التحليل النفسي للأنبياء" وتجربة شخصية مع عبدة الشيطان.. والدعارة الحلال، المؤسسة السرية للزواج في الشرق الأوسط والقوادون والسياسة.
بدءا من عام 1999 أخذ في الترقي الوظيفي في مجلة روزاليوسف، وأصبح مساعدا لرئيس التحرير، ثم نائبا لرئيس التحرير، وفي يونيو 2005 اختارته اللجنة العامة لمجلس الشورى رئيسًا لتحرير مجلة روزاليوسف وفى غضون شهر وافق المجلس الأعلى للصحافة على تحويل رخصة "روزاليوسف" إلى جريدة يومية.
وأسس لإصدارها في تحول تاريخي فريد في مسيرة المطبوعة التي تأسست عام 1925 وصدرت يومية عام 1934 ثم توقفت بعد عام وأعاد إصدارها يومية بعد 71 عامًا في 14 أغسطس 2005.
بدءًا من عام 2001، تولى مسؤولية إدارة مكتب جريدة الراي العام الكويتية في القاهرة، وقاد فريق عمل من قرابة 70 محررا، بالتوازي مع عمله في روزاليوسف، وفيما بعد أن أصبح رئيسا لتحرير روزاليوسف.. أصبح مستشارا لجريدة الرأي العام التي تحولت في عام 2006 إلى جريدة الرأي وفي ذات الوقت واصل نشر بعض مقالاته في جرائد عربية أخرى ومنها الشرق الأوسط اللندنية والنهار اللبنانية وإكسبريس السويدية وعلى موقع إيلاف في شبكه الإنترنت.
وبينما كان نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك يحاكم بعد أحداث 25 يناير 2011 ويحاول أنصاره الاختباء عملًا بقاعدة يا "حيطة داريني".
قام عبدالله كمال بتأليف كتاب "كلمة السر"، الذي يتضمن خطة الضربة الجوية التي قادها الرئيس الأسبق مبارك ضد إسرائيل في حرب أكتوبر1973 عندما كان قائدا للقوات الجوية ووضع على غلاف الكتاب صورة "مبارك".
لم يعتمد عبدالله كمال في مشواره الصحفي على أن يكون تقليديًا في كتاباته إذ نجد أنه قد أستحدث ألوانًا جديدة في العمل الصحفي منها "الفتيشر" واستخدام الخيال في "بيت علام"، حيث يقودك إلى واقع آخر غير الذي تعيشه وفي زاويته "نيوتن". بجريدة "المصري اليوم"، ضرب المصريون أخماسا في أسداس حول هوية كاتب "نيوتن"، ولم يفلح أحد في كشف هوية الكاتب حتى صرح بذلك السفير أحمد أبوالغيط وزير خارجية مصر الأسبق والصديق المقرب إلى كمال، والذي يعمل حاليًا أمينًا عامًا للجامعة العربية وفى حفل تأبين للراحل الكبير عبدالله كمال بنقابة الصحفيين يؤكد الكاتب الصحفي مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم" أن صاحب زاوية نيوتن بالمصري اليوم التي تحظى بقراءة واسعة من الجماهير المصرية يكتبها عبدالله كمال.
وقد ظهر مستوى كتابة هذه الزاوية بعد رحيله، حيث انصرف عن قراءتها الكثيرون ومنهم كاتب هذه السطور.
ومن ينسى "بالمصري، وقنابل وسنابل"، في مجلة روزاليوسف ولكن و"6 x6" بجريدة روزاليوسف، لقد رحل عبدالله جسدًا وتبقى أعماله ومبادئه في الكثير من تلاميذه بصاحبة الجلالة، والذين يفتقدونه في كثير من المواقف المهنية.. رحم الله عبدالله كمال.. حقًا العظماء لا يرحلون.