تخيل رئيسة كرواتيا تحكم مصر..!! "صور وفيديو"
كتب - عادل عبدالمحسن
موجة من الإعجاب والشغف قد تصل إلى العشق أصابت بعض المصريين بكوليندا جراباركيتاروفيتش، رئيسة كرواتيا وروجو عنها معلومات خاطئة ومزاعم وصفات كأنها لديها عصى سحرية حلت بها مشكلات كرواتيا.
من المعروف أن كرواتيا أنضمت للاتحاد الأوروبى في أول يوليو 2013 ومن شروط الانضمام للاتحاد الاعتماد على اقتصاد السوق، مما يدحض الزعم بأنها رفضت بيع شركات القطاع العام.
وكان الرئيس الكرواتي إيفو يوسيبوفيتش السابق قد وصل بمتوسط دخل الفرد في كرواتيا عام 2011 14050 $ إلى 14ألفاً و50 دولاراً ليتراجع العام الماضى 2017 في عهد الرئيسة الحالية إلى 12 ألفاً و430 دولاراً، هذا أولاً.. أما ثانياً فهناك تساؤل حول الزعم بأنها باعت الطائرة الرئاسية وهو كيف لها ترفض بيع القطاع العام وتوافق على بيع طائرة رئاسة الجمهورية، إذا لم تكن تريد استخدامها في جولاتها وزياراتها الخارجية لماذا لم تطلب ضمها لأسطول النقل الجوى في بلادها؟!
وهناك فرضية أخرى تدحض الزعم ببيع الطائرة الرئاسية وجود "فيديو" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك "يظهر الرئيسة الكرواتية أثناء وصولها في زيارة خارجية وهى تهبط من الطائرة ويستقبلها أسفل سلالمها حرس الشرف ولم نرها تخرج بين ركاب طائرة مدنية كأي مسافر آخر.
قنوات معادية تحاول إطلاق أكاذيب لإغارة صدور الشعوب العربية ضد حكامها
من المؤسف أن هذا الفيديو الذى ظهر على "فيس بوك" منذ 6 أيام اختفى تماماً، ولا يوجد حتى على "يوتيوب" مما يؤكد أن هناك أيادي من مطلقى هذه الأكاذيب تعمل على تصديقها وترويجها على نطاق واسع.
وهذا ما ظهر جلياً من تقرير قناة الميادين اللبنانية الشيعية والموالية لإيران، والذى حاول البعض نشره على نطاق واسع دون معرفة مقاصد هذه القناة من تلك التقارير المغلوطة والكاذبة.
ولو أرادنا مسايرة أصحاب هذا الزعم إلى النهاية ربما يكون هذا التصرف يثير إعجاب الكثيرين ويجعل البعض ينظم شعرا في هذا التصرف الذى لم يحدث أصلاً لكن كاتب هذه السطور يرى الأمور من زاوية مختلفة، سأسردها بهذا التقرير الذى أعددته لأطرح سؤالًا مهمًا، وهو تخيل أن رئيسة كرواتيا تحكم مصر وسافرت في كل مباراة لمشاهدة من أرض الملعب ووسط الجماهير؟!
وقتها سيخرج "التويتريون والفيسبوكيين" لمهاجمتها واتهامها بترك الشعب يعاني، وهي تعيش حياة البذخ ولا تشعر بالشعب المطحون.
ويتدخل على الفور المتأسلمون من الإخوان والسلفيين لإصدار فتاوى ببتكفيرها، وبأن تصرفاتها من قبلات وأحضان ساخنة لكل من يقابلها كفر "بين" .
ويقابل هذه الحملة أنصارها بأنها سافرت على نفقتها ويرد المهاجمون أن وقتها ليست ملكها ولكن ملك من انتخبوها.
ويسارع الإخوان والسلفيون لإطلاق "هاشتاجات" تطالب برحيلها لممارسته أفعال فاضحة تسئ إلى الدين الإسلامى، ويجب ألا تكون رئيسة مصر بهذا الانحلال الأخلاقى، ويتساءلون كيف مصر حاملة راية الدفاع عن الإسلام ترتكب رئيستها هذه الأفعال.
كما يسارع رجال الدين من الدول الإسلامية إلى إطلاق تصريح الخليفة العباسى عندما تولت شجرة الدر حكم مصر، أعلمنا إذا لم يكن لديكم رجلاً يحكم مصر نسيّر إليكم رجلاً.
خلاصة القول: إن البعض يحبون التواضع البساطة التي ظهر عليها رئيسة كرواتيا، وهم يمارسون التفاخر في حياتهم يحبون الفضائل، ولا يستطيع أن تكون موجودة فيهم.



