وزير الأوقاف يشارك في ندوة "فهم المقاصد الشرعية ودورها في ضبط مسيرة تجديد الخطاب الديني"
يشارك الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بعد غد الثلاثاء، في ندوة علمية تحت عنوان "فهم المقاصد الشرعية ودورها في ضبط مسيرة تجديد الخطاب الديني" وذلك بمسجد السيدة نفيسة بالقاهرة.
ومن المقرر أن يتحدث وزير الأوقاف -خلال الندوة- عن تطورات مشروع تجديد الخطاب الديني، بوصفه أحد المشروعات الفكرية الهامة، التي تتبناها الدولة منذ بضع سنوات، بالتنسيق بين الأزهر الشريف والأوقاف والجهات المعنية الأخرى، لتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة التي روج لها أعداء الإسلام سواء من المتطرفين الذين يسوقون لفكر العنف والإرهاب، أو من العلمانيين الملحدين الذين يتهمون الإسلام بالتخلف والجمود، وعدم مواكبته لاحتياجات العصر والتطور.
كما يتحدث في الندوة الدكتور عبد الله مبروك النجار العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر.
جدير بالذكر أن الأزهر الشريف يملك -في مجال "تجديد الفكر الديني"- تاريخًا عريقًا وأيادٍ فضل يُقر بها كل منصفٍ؛ فقد حملت هذه المؤسسة العريقة منذ نشأتها قبل ما يزيد على الألف عام من الزمان أمانة التجديد، وكان علماؤها -وما زالوا- خير من أدى الأمانة، فأوضحوا للناس ما أُلبس عليهم من أمور دينهم، وواكبوا كل مقتضيات العصر بتشريعات وأحكام فقهية تناسب المستجدات التي تظهر في كل زمان ومكان.
وفي السنوات الأخيرة ظل الأزهر الشريف يسير بخطى ثابتة في استكمال مسيرة التجديد التي بدأها الرواد الأوائل.
كما أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مرارا أن التجديد هو من خواص دين الإسلام، ونبَّه عليه النبي صلى الله عليه سلم في قوله الشريف: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"، وهذا هو دليل النقل على وجوب التجديد في الدين؛ أما دليل العقل فهو أنَّنا إذا سَلَّمنا أن رسالة الإسلام رسالة عامَّة للنَّاس جميعاً، وأنها باقية وصالحة لكل زمان ومكان، وأن النُّصوص محدودة والحادثات لا محدودة؛ فبالضَّرورة لا مفرَّ لك من إقرار فرضية التَّجديد آلة محتَّمة لاستكشاف حُكم الله في هذه الحوادث.
واتفق علماء الأزهر على أن التأمل الهادئ والعاقل في طبيعة رسالة الإسلام -كبيان من الله للناس يتخطى حدود الزمان والمكان- ويبرهن على أن "التجديد، إن لم يكن هو والإسلام وجهين لعملة واحدة، فإنه على أقل تقدير أحد مقوماته الذاتية؛ إذا تحققت تحقق الإسلام نظاماً فاعلاً في دنيا الناس، وإن تجمدت تجمد وانسحب من مسرح الحياة واختزل في طقوس تؤدى في المساجد أو المقابر، وتمارس على استحياء في بعض المناسبات، بل يُثبت هذا التأمل أن تاريخ الإسلام - في أزهى عصوره - يشهد على هذه العلاقة إلى لا تنفصم بين التجديد وحيوية الإسلام، كما يشهد على العلاقة ذاتها بين الجمود وانزوائه إلى ركن قصي عن الحياة وعن المجتمع.



