البيان المشترك في ختام زيارة السيسي لطشقند يؤكد حرص مصر وأوزباكستان على تنمية التعاون
أكد البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لطشقند حرص مصر وأوزباكستان على تنمية وتوثيق التعاون الشامل والمصالح المشتركة وتطوير قاعدة الاتفاقيات الثنائية، واستعدادهما لعقد المشاورات السياسية على مختلف المستويات وتعزيز علاقات الشراكة بين البلدين.
وجاء بالبيان أنه "بدعوة من رئيس أوزباكستان شوكت ميرضيائيف، قام الرئيس السيسي بزيارة رسمية إلى جمهورية أوزباكستان في 5 سبتمبر 2018".
وخلال اللقاءات والمباحثات المثمرة التي جرت في أجواء ودية ناقش الزعيمان جميع جوانب التعاون الثنائي واسع النطاق وتبادلا الآراء حول القضايا الدولية الملحة، وأكدا بكل ارتياح على تقارب وجهة نظرهما في جميع المسائل التي تمت مناقشتها.
واستعرض الرئيسان سير تنفيذ المعاهدات والاتفاقيات الثنائية التي تم توقيعها مسبقًا، وأكدا على ضرورة تفعيل التعاون الثنائي ذي المنفعة المتبادلة في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية والابتكارية والعلمية والفنية والسياحية والثقافية.
وحرص الجانبان على تنمية وتوثيق التعاون الشامل والمصالح المشتركة وتطوير قاعدة الاتفاقيات الثنائية، كما أعربا عن استعدادهما لعقد المشاورات السياسية على مختلف المستويات وتعزيز علاقات الشراكة.
وبدوره، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لاستراتيجية أعمال التنمية في جمهورية أوزباكستان في 5 محاور خلال الأعوام 2017–2021م التي يتم تطبيقها حاليًا في أوزباكستان بالإضافة إلى الإصلاحات الديمقراطية التي تمارس في أوزباكستان تحت رعاية الرئيس شوكت ميرضيائيف في جميع الاتجاهات لبناء الدولة والمجتمع وتحرير الاقتصاد.
ومن جانبه، أعرب رئيس أوزباكستان عن تقديره لجهود الرئيس السيسي في مجال الأمن السياسي والإصلاحات الاقتصادية التي تنجز في محاربة التطرف والإرهاب ومساعيه الرامية إلى الحوار البناء مع الشباب بغية تنمية مستقبل المجتمع.
وتم الإعراب بكل ارتياح عن جدوى الأعمال البناءة وتنفيذ المشاريع الضخمة التي تتحقق في جمهورية مصر العربية.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأوزبكي شوكت ميرضيائيف من منطلق دعمهما للتعاون الإقليمي والدولي على أهمية تطبيق عملية السلام الشامل في جمهورية أفغانستان الإسلامية في أسرع وقت ممكن وذلك تحت قيادة الشعب الأفغاني، وأعربا عن ارتياحهما للجهود والمواقف المتطابقة من موضوع استقرار أفغانستان وإعادة إعمارها، ودعا إلى تعزيز العمل المشترك وتوسيع التعاون من خلال المؤتمرات متعددة الأطراف حول قضية أفغانستان.
وفي هذا الصدد، أكد الزعيمان استعدادهما للتعاون من أجل تنفيذ بيان طشقند الصادر عن مؤتمر عملية السلام والتعاون في مجال الأمن والتعاون الإقليمي حول أفغانستان الذي عقد في أوزباكستان خلال يومي 26 و27 مارس 2018، وشددا على تأييدهما أن جميع النزاعات والخلافات يجب حلها بالمفاوضات السياسية والمبادرات السلمية والوساطة في إطار المعاهدات الدولية وميثاق هيئة الأمم المتحدة.
وأعربا عن قلقهما من تزايد تحديات الإرهاب الدولي والتطرف الديني والهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والجرائم المنظمة العابرة للحدود والتهديدات الإقليمية الأخرى، وأكدا أهمية تطوير التعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والابتكارية والعلمية والفنية والسياحية والثقافية، وكذلك التعاون في مجال الزراعة من خلال تبادل الخبرة المتقدمة ونتائج البحوث العلمية.
ورحب الرئيسان بعقد اجتماعات دائمة ومثمرة للجنة الحكومية الأوزباكستانية المصرية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، وأكدا ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري.
وبدوره، أعرب الجانب الأوزبكي عن استعداده للتصدير إلى الأسواق المصرية المنتجات عالية الطلب عليها مثل منتجات الأجهزة الإلكترونية والسيارات والمعادن والكيمياء والبتروكيماويات والصناعات الخفيفة والأغذية والزراعة وغيرها من المنتجات، بالإضافة إلى استعداد مصر للتصدير للسوق الأوزبكي الأدوية والمعدات الطبية والسجاد المميكن والمفروشات والستائر والبتروكيماويات والخدمات الرقمية والجلود والرخام والسيراميك والمنتجات البلاستيكية.
وعلاوة على ذلك وبهدف توفير الظروف المريحة للتبادل التجاري الثنائي والتنويع الكامل لمحتوياته، ومناقشة المسائل الخاصة بزيادة حجمه تمت الموافقة على عقد المباحثات بين الجهات ذات الصلة من كلا الطرفين.
ودعا الرئيسان إلى تفعيل تبادل زيارات رجال الأعمال من كلا البلدين والمشاركة في المعارض التي تقام في أوزباكستان ومصر وتشجيع المحافظات من البلدين على عقد اتفاقيات تآخى فيما بينهما، واتفقا على إقامة علاقات التعاون الوثيقة خلال تبادل الخبرة المتقدمة ونتائج البحوث العلمية في مجال الزراعة.
وأكدا تعميق التعاون في مجال تطوير طرق المواصلات والنقل التي تضمن خروجا سريعا ومثمرا إلى الأسواق الخارجية ومن شانها أن تسهم في زيادة حجم التجارة الدولية بين البلدين، وشددا على أهمية قناة السويس كممر مائي عالمي، وما يمكن أن توفره المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من بيئة مناسبة لتصنيع المنتجات الأوزبكية وتسهيل وصولها للأسواق العالمية.
وفي هذا الصدد، رحب الطرفان بجهود شركات الخطوط الجوية للبلدين الرامية إلى تنظيم الرحلات الجوية بين البلدين بهدف توفير الظروف المريحة لتطوير التعاون الإقليمي وممارسة الأعمال الحرة والسياحة والعلاقات الثقافية.
وأكد الرئيس السيسي ونظيره الأوزبكي ميرضيائيف أهمية تأييد إقامة تعاون بين كل من اتحاد شباب أوزباكستان ووزارة التربية البدنية والرياضة الأوزباكستانية ووزارة الشباب والرياضة المصرية وتطوير العلاقات بين البلدين في هذا المجال.
كما أكدا من منطلق إدراكهما للأواصر التاريخية والثقافية والمعنوية بين أوزباكستان ومصر على أهمية تطوير التعاون في المجالات الإنسانية ودراسة التراث الإسلامي الثقافي والعلمي والحفاظ عليه.
وقالا إنه من الضروري مواصلة التعاون في الترويج للإسلام المتسامح، وأشادا بدور الأزهر الشريف في دعم وإرساء مفاهيم الإسلام الوسطي، أخذا بعين الاعتبار التراث التاريخي والثقافي والمعنوي العظيم لأوزباكستان ومصر ودورهما في العالم الإسلامي وإسهاماتهما في تطوير الحضارة الإسلامية.
وأكد الرئيسان مرة أخرى على حرصهما على الأمن الإقليمي والدولي وتعزيز السلام والاستقرار، وأعربا عن استعدادهما الكامل لتوسيع التعاون في إطار هيئة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية.
ودعم الجانب المصري مبادرة الجانب الأوزبكي بشأن إعداد وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة "تعزيز التعاون الإقليمي والدولي حول تأمين السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة آسيا الوسطى" و"التنوير والتسامح الديني"، ومعاهدة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشباب بالإضافة إلى مبادرة انعقاد القمة الثانية للعلوم والتكنولوجيا لمنظمة التعاون الإسلامي في عام 2020م بجمهورية أوزباكستان.
كما دعم الجانب الأوزبكي، نظيره المصري حول إنشاء منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في القاهرة.
وأخيرا تقدم الرئيس السيسي لنظيره الأوزبكي شوكت ميرضيائيف بالشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة لأعضاء الوفد المصري، ووجه دعوة لرئيس أوزباكستان للقيام بزيارة رسمية إلى مصر في وقت مناسب له، وستتم الموافقة على تحديد موعد الزيارة من خلال القنوات الدبلوماسية.



