الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رئيس قسم اللغة الروسية بـ"عين شمس": مصر تحتل المركز الأول في حركة الترجمة

رئيس قسم اللغة الروسية
رئيس قسم اللغة الروسية بـ"عين شمس": مصر تحتل المركز الأول في

 حوار/ آيات عبداللطيف

تواجه حركة الترجمة في مصر عدة تحديات، بحسب عدد من أساتذة تدريس اللغات، والمتخصصين في مجال الترجمة في مصر، وهو الأمر الذي دفع "بوابة روزاليوسف"، لإجراء سلسلة حوارات مع المتخصصين للتعرف على مستقبل حركة الترجمة في مصر وأهميتها، باعتبارها جسرًا للتواصل بين الشعوب وتبادل الثقافات.

الدكتور محمد نصر الجبالي، رئيس شعبة اللغة الروسية، بكلية الألسن جامعة عين شمس، أكد أن مصر تحتل المركز الأول في حركة الترجمة، معربًا عن أمله في إطلاق قناة فضائية ناطقة باللغة الروسية تنقل الصورة الحقيقية لمصر للمواطن الروسي.

وكشف "الجبالي" في حواره مع "بوابة روزاليوسف"، عن الجوانب التي تؤثر على حركة الترجمة، والتي يأتي على رأسها الجانب الاقتصادي.

وإلى نص الحوار..

هل تتأثر حركة الترجمة باقتصاد الدول الناطقة بها؟

بالطبع تحتاج الترجمة إلى دعم مادي من المؤسسات المعنية بالترجمة لتشجيع المترجمين، وأن يكون هناك دعم مادي خاص للمترجم، بالإضافة إلى طباعة الكتب والمشاركة في المعارض الدولية، فكلما كان اقتصاد الدولة أقوى كلما كانت حركة الترجمة بها أعلى، وهذا لا يمنع من أن الدول غير الناطقة باللغات المختلفة (كالروسية – الألمانية) ومنها مصر أن تزدهر بها الترجمة، فعلى سبيل المثال مصر تحتل المركز الأول في عدد الترجمات التي تصدر وهناك مؤسسات مسؤولة عن حركة الترجمة مثل المركز القومي للترجمة والهيئة العامة للكتاب وسلسلة الجوائز، ويصدر عدد لا بأس به من الكتب المترجمة سنويًا.

حدثنا عن اليوم الثقافي الروسي الذي يعقد بكلية الألسن جامعة عين شمس كل عام باعتباره مثالًا مصغرًا على تقريب العلاقات المصرية- الروسية؟

هو يوم يعقد سنويًا وتظهر فيه العديد من الخبرات والمعارف مثل التمثيل باللغة الروسية وقراءة الشعر والغناء والترجمة وتكريم الطلبة المتفوقين، وهو حدث تقليدي ومهم ويحدث حراكا ثقافيا داخل القسم، وفي بعض الأوقات يتعاون معنا المركز الثقافي الروسي، وعندما يحضر الروس مثل هذه الفعاليات ينبهرون بطلابنا وقدراتهم على تعلم اللغة الروسية، حيث إن الروس أنفسهم لا يتمتعون بنفس المقدرة على تعلم اللغة العربية، وقدرتهم على التحدث بها تكون أبطأ بكثير، وهذا يؤكد أن العرب لديهم المقدرة على تعلم اللغات أكثر.

 بعد ظهور العديد من أجهزة وتطبيقات الترجمة الفورية هل يمكن الاستغناء عن العامل البشري واستخدام الترجمة الآلية فقط؟

لا أعتقد إمكانية حدوث ذلك، ففي النص الإبداعي، من الصعب للغاية الاستغناء عن العامل البشري فعند ترجمة النص الإبداعي لا بد أن أحدث التأثير نفسه ولتحقيق هذا التأثير لا بد أن أبدع نص جديد مثل الترجمة الأدبية وترجمة الشعر، حيث إنه كلما كان النص أكثر صعوبة كان يلزم على العامل البشري التدخل فيه أكثر، وبالطبع يمكننا الاستعانة بالترجمة الآلية في النصوص العلمية أو الهندسية وهي لا تراعي روح النص، فوظيفتي كأدبي أن أحدث نفس التأثير في النص العربي والنص الروسي.

هل من الممكن أن نشهد تدشين قناة باللغة الروسية من مصر موجهة للمواطن الروسي؟

أتمنى ذلك بالطبع، وأعتقد أن أثره سيكون رائعًا، ومن المفترض أن يكون هذا مطبقًا بالفعل لدينا مثلما فعلت روسيا التي دشنت فضائية – روسيا اليوم – الناطقة باللغة العربية والموجهة للعالم العربي، ومن المهم جدًا أن تكون لدينا قناة موجهة للروس تنقل الصورة الحقيقية لمصر وتنقل الثقافة المصرية والعربية.

 ترجمت أعمالًا روائية للكاتب يوسف زيدان وكتبًا تاريخية مثل دليل تاريخ مصر القديم ومطبوعات هيئة تنشيط السياحة، ما أثر هذه الترجمات على القارئ الروسي وكيف استقبلها؟

الشعب الروسي نهم في القراءة، حيث إن نسبة الأمية في روسيا صفر، والاهتمام بالقراءة شيء مقدس بالنسبة لهم، فبالطبع كان هناك استقبال جيد للكتب التي قمت بترجمتها للروسية، وبالأخص رواية "عزازيل" للكاتب يوسف زيدان، وكتب أخرى كثيرة عن مصر وتاريخ مصر الفرعوني باللغة الروسية، حتى إن ترجمة "عزازيل" صدرت توصية بأن تكون واحدة من أهم ١٠ كتب في روسيا في عام ٢٠١٨، ونفدت كل النسخ للرواية خلال عام واحد، حيث إننا عندما نترجم من العربية إلى لغة أجنبية تكون الترجمة أكثر صدقًا، حيث إن المترجم الأجنبي لن يتمكن من الشعور بتفاصيل النص العربي بالقدر الكافي، وبالطبع لن يتمكن على نقله بشكل صادق، لذلك علينا واجب كبير فعلينا أن نقوم بترجمة الكتب المهمة في ثقافتنا للغة الأجنبية، وبشكل أكثر أمانة ودقة ونتجنب أي أخطاء متعمدة لتشويه تاريخنا، لأن المترجم الأجنبي أحيانًا يمكن أن يتدخل في النص بشكل أو بآخر، ولكننا نعمل على نقل الصورة الحقيقية.

هذا يعني أن الروس متعطشون للأدب العربي فما المشاكل التي تواجه ترجمة الأدب العربي إلى الروسي والعكس؟

الروس بالطبع يترجمون كل كتاب مهم في الأدب يصدر في مصر، كمثال على ذلك أن معظم الكتب المهمة ترجموها بالفعل، فالمشكلة ليست من جانبهم، وإنما من جانبنا نحن عندما نتركهم يترجمون كل شيء من الممكن أن يحدث اختصار للنص وعدم فهم حيادي له، ومن ناحية أخرى هناك كتب كثيرة أخرى لا بد أن تترجم لكي ترد على ادعاءات كثيرة ضد ثقافتنا والقيم التي نؤمن بها، فيجب علينا القيام بذلك، فترجمة الأدب العربي تواجه بعض الصعوبات تتعلق بعدم وجود الكوادر الكافية للترجمة، ومعظم خريجي كلية الألسن لا يجتهدون بالشكل الكافي خلال الدراسة، فالطالب الذي يرغب في أن يصبح مترجمًا، عليه أن يبدأ العمل في مجال الترجمة منذ بداية التحاقه بالكلية ويؤمن به كرسالة قبل كل شيء، ويؤمن بأن له دورًا في التواصل مع الثقافات الأخرى، ويجب عليه أن يعمل على تطوير نفسه ليس مجرد مذاكرة للامتحان، لذا من الممكن أن يتخرج كل عام مترجم أو اثنين أكفاء فقط،

إلا أننا في حاجة لوجود عدد كافٍ من كوادر المترجمين، لأن عدد مترجمي الروسية في مصر قليل.

 هل هذا يعني أن خريجي كلية الألسن عليهم مسؤولية كبيرة في تعلم اللغة الروسية في ظل تطور العلاقات الكبيرة بين مصر وروسيا؟

بالطبع عليهم عبء كبير بسبب تطور العلاقات، فهناك قفزة وتطور هائل في مشروع الضبعة، وفي المنطقة الصناعية، وهناك تعاون كبير جدًا بين مصر وروسيا، ومصر تنتظرها مشروعات كبيرة الفترة المقبلة، وجزء كبير من تلك المشروعات مع روسيا، وعلى طلبة كلية الألسن لا بد وأن يركزوا في هذا المجال، فللأسف الكثير منهم يريد العمل في السياحة، وهي تتطلب معرفة باللغة كبيرة، لكن المترجم يتطلب معارف أخرى معارف موسوعية، ليس فقط في اللغة الروسية لكن في الثقافة أيضًا يجب أن تكون على مستوى عالٍ كي يمكنه التغلب على مشاكل اللغة، فمشاكل اللغة ليست في التراكيب فقط وإنما في الخلفية أو التأثير المراد من الكلمة فلا بد أن امتلك ثقافة عقلية مختلفة من الناس لكي أتقبل الآخر، فيجب ألا أكون رافضًا لثقافة البلد وأنا أترجم، فلابد أن أتقبلها ولكن ليس شرطًا أن أؤمن بها، يجب أن أكون مرنًا معها لكي أحب الترجمة.

كنت تترأس الطبعة العربية لمجلة "آسيا وإفريقيا اليوم" ما القضايا التي كانت تناقشها في هذه المجلة؟

كنت عضوًا في مجلس التحرير الدولي لمجلة "آسيا وإفريقيا" الأساسية في موسكو، وهذه مجلة تصدر عن أكاديمية العلوم الروسية، وكلفت أن أكون مستشارًا بها في عام ٢٠١٥ وقمنا بإصدار ثلاثة أعداد وانتقينا بعض الموضوعات المهمة في هذه المجلة، وترجمناها للعربية، وصدرت ثلاثة أعداد فقط ثم توقفت، فلقد كنا نختار المقالات التي تهمنا وكل هذا حدث لمدة عامين.

ما مستقبل الترجمة في مصر في العموم؟

نحن في تطور كبير بالطبع، فهناك اهتمام كبير بالترجمة حاليًا، هو لا يكفي وليس على المستوى المأمول، إلا أنه عند مقارنة الوضع حاليًا بالوضع منذ خمس سنوات، فالوضع حاليًا أفضل بكثير، فلدينا جوائز للترجمة؛ ويقدم المركز القومي للترجمة جائزة للترجمة للشباب، والمجلس الأعلى للثقافة يقدم جائزة لشباب المترجمين في أكثر من مؤسسة، بالإضافة إلى سلسلة الجوائز، وهذا يعتبر إضافة كبيرة للترجمة فهناك أكثر من مكان يترجم، وهذا لم يكن موجودًا من قبل أو كان موجودًا بشكل أقل، فالوضع أفضل بكثير من خمس سنوات مضت، ولكننا نحتاج إلى التطوير المستمر، فمصر تملك طاقات كبيرة، لا بد أن يتم توظيفها بشكل جيد ويتم توجيه المترجمين بشكل جيد لكي نقوم بمشاريع كبيرة.

فمن الممكن أن نحدد قوائم الأعمال التي ستترجم من اللغات الأجنبية إلى العربية والعكس لكي لا يكون اختيار المترجمين للكتب التي سيترجمونها اختيارًا عشوائيًا، فتكون طاقتنا موجهة لترجمة هذه الكتب التي نحتاجها في مصر، ونقوم بعمل شبكة بيانات جيدة للمترجمين الأكفاء، انطلاقًا من سيرتهم الذاتية وخبراتهم السابقة، ونعمل على تأهيل المترجمين الجدد من الشباب، وبهذا نحقق مشروعًا كبيرًا في الترجمة، وعندما ننتهي منه نبدأ في مشروع آخر.

 ما النماذج التي تقترح ترجمتها من الأدب الروسي إلى العربية؟

هناك رواية "زمن النساء"، التي قمت بترجمتها، والصادرة عن الهيئة العامة للكتاب العام الماضي، وهي من أفضل خمس ترجمات في عام ٢٠١٧، وهناك أيضًا "صيف في بادن"، للدكتور أنور إبراهيم، وهناك 5 أو 6 ترجمات صدرت العام الماضي غاية في الأهمية.

 

 الجانب التطبيقي للمتدربين في دورة الصحفي الشامل بأكاديمية روزاليوسف للتدريب والإنتاج الإعلامي

 

 

تم نسخ الرابط