حكايات سجناء منحهم العفو الرئاسي حياة جديدة "صور"
كتب - محمد هاشم
"بوابة روزاليوسف" تلتقي الغارمين والغارمات المفرج عنهم في مبادرة الرئيس السيسي
فتاة أسيوط: سجنت بسبب عجز أسرتي عن سداد ثمن أجهزة كهربائية في عرس أختي وشقيقي ملازم الفراش بمرض القلب
سيدة كرموز: سجنت بسبب ألف جنيه فقط إيجار الغرفة.. وسيدة شبين الكوم: استدنت لعلاج زوجي من العقم
فرحه عارمة انتابت أكثر من 3682 سجينًا بعد الإفراج عنهم، وشملت الفرحة مئات من أقاربهم، باحتضان ذويهم، وذلك بعد الإفراج عن 896 غارمًا وغارمة والإفراج بالعفو عن باقي العقوبة لـ2068 نزيلًا والإفراج الشرطي لـ718 نزيلًا ليصل عدد المفرج عنهم اليوم 3682 نزيلًا.
لكل سجين وسجينة قصة مختلفة عن الأخرى، ظروف اجتماعية، وتعثر مادي ألقى بهم خلف القضبان، فمعظم الغارمين أناس لم يسلكوا طريق الإجرام، ولكن الظروف قادتهم إلى السجن، وكان الغريب أن سجينة قالت في لقائنا معها إنها حبست بسبب ألف جنيه فقط، قادها إلى صدور حكم قضائي لحبسها لمدة عامين.
ووراء كل سجين قصة تحكى، وكان معظم الغارمين المفرج عنهم من النساء المتعثرات منهن من كانت تجهز نجلتها للزواج وأخرى استدانت للعلاج وحكايات غيرها كثيرة.
.jpg)
"بوابة روزاليوسف"، أجرت لقاءات مع المفرج عنهم من الغارمين والغارمات، في البداية قالت أمينة الشحات عمرها تخطى الـ50 عامًا إنها من أهالي منطقة الدخيلة بالإسكندرية، وأنها تعثرت في سداد إيجار شقتها وتعول بنتين مقبلتين على الزواج، آية عمرها 22 عامًا وياسمين 23 عامًا وتراكمت عليها الديون التي وصلت لـ10 آلاف جنيه من أكثر من شخص لسداد إيجار شقتها وهي منفصلة عن زوجها، وكان زوجها يعمل عامل محارة، وهو لا ينفق على بناته فقالت قادتني الظروف إلى إلى الاستدانة، ولم يصبر الدائنون على عجزي، وقدموا إيصالات أمانة، والتي قادتني للسجن.
وقالت أشكر القيادة السياسية والسيد الرئيس ووزير الداخلية ورجال الأمن الذين رفعوا المديونية عن كاهلي، وأكدت أن رجال الشرطة عاملوها أفضل معاملة داخل السجن.
أما فاطمة كامل مصطفى من شبين الكوم بالدقهلية فلها قصة مختلفة، فتقول إن زوجها عامل يجمع الكراتين من الشوارع ولديها 3 أطفال محمد 11 سنة، ورمضان 9 سنوات، وجميلة عمرها عام واحد فقط تركتها مع والدتها تقوم برعايتها وإرضاعها، لم تكن فاطمة بأفضل حال من قريناتها فتراكمت الديون عليهم لتصل لـ29 ألف جنيه، بعد الاستدانة، 10 آلاف ثم 10 آلاف أخرى ثم 9 آلاف من أكثر من شخص فقط، وقالت كنت أستدين لنأكل واشتري لوازم أطفالي بعد عجز زوجي وعدم قدرته على الإنفاق وصدر حكم بسجنها 6 سنوات، ثم كانت المفاجأة على حد قولها بخروجها من خلف القضبان بعد دفع مديونيتها.
.jpg)
وعند الانتهاء من الحديث مع فاطمة كانت السيدة آمال محمد حسن من السويس تبكي من الفرح فبعد لحظات ستترك ظلام السجن والعيش بين 4 جدران، تقدمنا للحديث معها، وقالت والدموع تنهمر من عينيها صدر حكم بسجني 5 سنوات وقضيت منهم 5 شهور، واليوم كان يعادل سنه وأنا داخل غيابات السجون.
وقالت كنت أعمل للإنفاق على طفلي محمد عمره 11 سنة وطفلتي جمانة، عمرها 6 سنوات، وكنت أتاجر في الملابس، وكنت استدين من سيدة وفجأة انقلبت عليّ وقدمت إيصالات أمانة وسجنت في مبلغ 20 ألف جنيه، بعدما أخذت عليّ إيصالات بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه، وأشعر بفرحه عارمة بعد مبادرة الرئيس سجون بلا غارمين ودفع مديونيتي وخروجي إلى النور فكم أشعر بالحنين لأبنائي.
وعلى المقعد المجاور لآمال كانت فتاة تخجل من الحديث لديها الرغبة في الكلام والخجل في نفس الوقت من الحديث وعندما سألتها عن مآساتها فكانت المفاجأة أنها سجنت في مبلغ ألف جنيه أستلفته لدفع إيجارات لغرفة بمنطقة كرموز بالإسكندرية. قالت وشعور ممزوج بدموع الفرح: جئت إلى هنا لعجزي وعجز أسرتي عن دفع ألف جنيه أستدنته من جارنا لدفع إيجارات غرفه بكارموز ولم يصبر عليّ فقد وقعت إيصال أمانة له وقضت المحكمة بحبسي سنتين، وأشكر الرئيس ووزارة الداخلية على التعامل الراقي معنا، وإسقاط المديونيات التي عجزنا عن دفعها.
.jpg)
وعلى الجانب الآخر من المقعد كانت تجلس فتاة في صمت، لا تتكلم، وكأنها تكمن بداخلها مأساة مؤلمة، هي سحر محمد طه فتاة من أسيوط، جاءت إلى السجن بسبب عجز أسرتها في تجهيز شقيقتها للزواج استدانت سحر ثمن الأجهزة الكهربائية، التي ارتفع سعرها لتزوج شقيقتها، خاصه أن والدها مسن وشقيقها يعالج من مرض القلب المزمن والأسرة تعيش حالة اجتماعية صعبة بسبب عدم قدرتهم على الإنفاق، ولم يراع صاحب محل الأجهزة الكهربائية ظروف الفتاة، واتخذ ضدها الإجراءات القانونية فوجدت نفسها داخل السجن.
وقالت: "كنت حاسة إني مش هخرج تاني للنور، ولكن الأن أشعر بالسعادة".
واختتمنا حديثنا مع السيدة سمر محمد من السنبلاوين بالدقهلية، والتي لها قصة مختلفة قائلة، "استدنت لعلاج زوجي وعلاج نفسي من العقم لرغبتي ورغبة زوجي في الإنجاب".
وأضافت: استدنت ما يقرب من 40 ألف جنيه، وكنت أعمل أنا وزوجي بمحل بقالة وطوال فترة وحكم على بـ6 سنوات سجنًا، وللأسف الشديد طوال فترة سجني لم يسأل زوجي عني ولم يزورني، وأنا نادمة على الفترة التي قضيتها معه، وسجنت من أجله كذلك لأنجب له الطفل.
وختمت حديثها أشكر السيد الرئيس والقيادة السياسية ووزارة الداخلية، وتحيا مصر، أنا الآن أرى النور من جديد.
.jpg)



