الرئيس في مداخلة غاية في الأهمية: السلام يصنعه خبرات القادة ولا تمييز دينيًا في مصر
شرم الشيخ- أيمن عبدالمجيد
سقوط أي مصري يؤلم كل المصريين.. ولا نستخدم لفظ مسيحي ومسلم
السلام الاجتماعي حققناه ممارسات فعلية لاحترام المرأة وحقوق الجميع في حرية العبادة والاعتقاد
ازدواجية الدول الكبرى في معالجة القضايا اختراق لمواثيق المنظمات الدولية
بناء السلام الداخلي والخارجي مرهون بخبرات القائد وتجربته ورؤيته والسادات دفع ثمن السلام جهد سنوات
الدول الكبرى تعاني من الهجرة غير الشرعية فهل هي مستعدة لمساعدة مصر ودول إفريقيا للتنمية وخلق فرص عمل للشباب؟
أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمداخلة بالغة الأهمية، في أولى الجلسات العامة بالنسخة الثانية لمنتدى شباب العالم، التي ناقشت دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن دور قادة العالم في تحقيق بناء السلام الداخلي للدولة أو بينها والدول الأخرى تحكمه عدة عناصر.
وأضاف الرئيس: أحد هذه العناصر التي تؤثر على السلام، الداخلي والخارجي، يرتبط برؤية قيادات تلك الدول وقناعتها وتوجهاتها ورؤيتها لحل تلك المشكلات.
وأضاف الرئيس عنصرًا آخر يتعلق بقدرة القيادات على قراءة الموقف، داخل الدولة، وتختلف من حاكم لحاكم، كون قراءة كل قيادة للموقف تكون نابعة من التجربة التي يملكها، سواء كان عايشها بخبرة مباشرة أو قرأ عنها، أو استمع إليها من مستشاريه ومعاونيه.
واستدل الرئيس السيسي بتجربة الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، قائلا: الرئيس السادات عندما طرح فكرته للسلام لم تكن مقبولة أو مستساغة من قادة كُثر في المنطقة، لكن تقديره للموقف ورؤيته صنعت قراره، هذه رؤيته وتجربته، ودفع ثمنها ليس اغتياله، كما يظن البعض عند الحديث عن ثمن القرار، لكن معاناة سنوات لتحقيق هدف السلام، الذي ما زال قائمًا، وجنب طرفي الصراع تكرار دفع ثمن الحرب.
وأضاف الرئيس: لا بد أن يكون السلام في تكوين القائد، وقادرًا على تحمل تبعات تجنب الدخول في صراع، لأنه إذا دخل في صراع لن يكون قادرًا حينها على التحكم في هذا الصراع.
وشدد الرئيس على أهمية الرواية الوطنية، قائلًا: أتفق مع الشيخ ناصر في هذه النقطة، وهي مهمة جدًا، وقد حرصنا في مصر على تجنب أي صراعات داخل المجتمع، وعندما تحدثنا عن دور المرأة لم نتكلم بتشريعات، بل بممارسات، وحرصنا على أن نخطو خطوات حقيقية في طريق احترام المرأة في مصر.
وأضاف الرئيس: احترام المرأة لا يتحقق بعدد المقاعد القيادية التي تتولها، لكن من خلال غرس احترام المرأة في النفوس، وخلق الوعي من خلال الحديث المتكرر عن أهمية احترام وتقدير المرأة، وذلك ليترسخ ذلك لدى الأجيال، وهذا يحقق السلام الاجتماعي.
ونوه الرئيس إلى أن فكرة مؤتمرات الشباب جاءت بهدف خلق منصات للحوار مع الشباب، واتصال مباشر معهم للاستماع لهم وخلق الوعي، ولا يوجد شاب سويّ تخلق معه حوارًا موضوعيًا عقلانيًا ولا يستجيب معك لمواجهة التحديات، وفِي مقدمة ذلك الحوار حول قضية البطالة.
وأوضح الرئيس: الدول المتقدمة تتحدث عن البطالة، وخطورة الهجرة غير الشرعية، وهي ناتجة عن البطالة، فهل الدول المتقدمة لديها استعداد للتشارك مع مصر ودول إفريقيا لخلق استثمارات وفرص عمل للشباب لخلق الأمل، أم أنها عندما نتحدث عن المصالح يكون لها رأي آخر؟
وقال الرئيس: بعض الدول التي تتحدث عن خطورة الهجرة غير الشرعية، مصالحها أحيانًا تكون في تولد الصراعات، وهنا أوضح بأسلوب راقٍ، وعلى الدول المتقدمة أن تعمل على إحلال السلام العالمي، بالتخلي عن المعايير المزدوجة في معالجة القضايا المختلفة.
وشدد الرئيس على أن التعامل الدولي بمعايير دولية مزدوجة مع القضايا الدولية، يعني اختراقًا لآلية العمل الدولي، وتحايلًا على أهداف المنظمات الدولية الساعية لتحقيق السلام.
ونوه الرئيس إلى انضمام ٨٠٠ ألف مصري سنويًا لسوق العمل، وهذا يتطلب استثمارات، لإيجاد فرص عمل.
وقال الرئيس السيسي: لم يكن هناك دول بالمنطقة تبني دور عبادة جديدة للمسيحيين، وقد قمنا بذلك لأن من حقهم ممارسة عبادتهم، ولو لدينا يهود في مصر كنّا سنبني لهم دور عبادتهم، أو غير ذلك من الديانات، فمن حق كل مواطن أن يمارس عبادته وفق قناعته، أو ألا يعبد، فهذا أمر بين الإنسان وخالقه، لا نتدخل فيه.
هو بالأساس مصري، لا نميز باسم الدين، ولما يسقط المصري يتألم كل المصريين، استهداف المصري مسيحي الديانة يؤلم كل مصري، وكذلك عندما يستهدف المسجد يتألم الجميع، وهذا تم بناؤه بالوعي، فلا تمييز بين مرأة ورجل ولا مسلم ومسيحي، وهذه ممارسات فعلية، وليست قوانين فقط.



