نقيب الفلاحين: الزراعة أصيبت في مصر بمرض العقم
كتب - السيد علي
قال الحاج حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين: إن الدولة التي لا تنتج بذورها هي دولة عقيمة زراعيًا.
وأوضح أنه رغم أننا نعاني من وفرة النسل في البشر وتضخم سكاني يعوق التنمية إلا أننا نستورد 90% من البذور بشكل عام رغم أننا يمكننا الاكتفاء الذاتي منها، وفاتورة الاستيراد المصرية من البذور تزيد على 1.5 مليار دولار سنويًا السلع، واستيراد مصر تقاوي خيار وطماطم فقط يزيد على 150 مليون دولار سنويا، وتستورد مصر أكثر من 140 ألف طن تقاوي بطاطس سنويا بقيمة 1.2 مليار جنيه تقريبا وتستورد 2200 طن تقاوي بنجر متعددة الأجنة و20 ألف وحدة من تقاوي البنجر وحيدة الأجنة سنويًا، ويقدر ثمن طن تقاوي البنجر بـ8500 يورو وثمن الواحد 175 يورو، وبذلك نجد أن مصر تستورد تقاوي بنجر بالعملة الصعبة بنحو 18 مليونًا و700 ألف يورو متعددة الأجنة سنويًا، وتستورد مصر بقيمة 3 ملايين و500 ألف يورو تقاوي بنجر وحيدة الأجنة سنويًا، موضحا أن الزراعة في مصر لا تملك الاكتفاء الذاتي من أي نوع من التقاوي أو البذور إلا تقاوي البرسيم وبعض أنواع الشتلات، موضحا أنه حتى تقاوي القمح لا تغطي سوى 34% من إجمالي المساحات المنزرعة بمحصول القمح على مستوى الجمهورية، أي زراعة مليون فدان من اصل 3 ملايين و200 الف فدان تزرع قمحًا وتباع الشيكارة للمزارعين بـ230 جنيها (وزن 30 كيلوجراما) وباقي المساحة تزرع بواسطة تقاوي كسر يزرعها الفلاحين من محصول العام الماضي لا تنتج أكثر من 10 أرادب للفدان ما يؤثر على الإنتاج العام.
وأضاف أبو صدام أن تقاوي وبذور اليوم هي ثمار الغد، والتقاوي هي جزء من أجزاء النبات يُستخدم لتكاثر الحاصلات الزراعية، فالتقاوي تكون بذورا حقيقية، كبذور القطن والبرسيم والفول، وثمارا تحتوي على بذرة واحدة "حبوب" مثل القمح والشعير والأرز، وقد تكون ثمارا تحتوي على أكثر من بذرة واحدة مثل بنجر السكر، وقد تكون أجزاء خضرية للتكاثر مثل العُقل في القصب أو البُصلات في البصل والثوم ودرنات البطاطس، وكذلك درنات القلقاس، وهناك طرق مختلفة لمراحل إنتاج وإكثار تقاوي الأصناف الزراعية، وتنقسم التقاوي إلى أربعة أنواع، وهي تقاوى المُربى وتقاوى الأساس، والتقاوي المُسجلة والتقاوي المعتمدة.
لافتا أن إنتاج التقاوي والبذور، سيطرت عليها الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا واليابان وسويسرا والدنمارك، وشركاتها العملاقة، والاستثمار في مجال إنتاج التقاوي والبذور يدر مليارات الدولارات فالشركات الأمريكية تربح أكثر من 9 مليارات و181 مليون دولار من هذه التجارة، كما تجني الشركات السويسرية 2 مليار و18 مليون دولار، وتصدر فرنسا بحوالي مليار و226 مليون دولار، أمّا ألمانيا فتنتج وتصدر بما يوازي مليارًا و226 مليون دولار، كما تحصل اليابان على ما قيمته 743 مليون دولار من هذه التجارة العالمية، ثم الدنمارك تربح من تصدير التقاوي والبذور 391 مليون دولار.
وأشار الحاج حسين النقيب العام للفلاحين إلى أن التقاوي والبذور هي أساس الإنتاج الزراعي، غير أن عملية إنتاج واستنباط التقاوي والبذور حاليا، لم تعد بسيطة وسهلة كما كانت، حيث كان المزارع يخصص جزءا من المحصول بعد حصاده، بما يكفي من تقاوي وبذور وشتلات لزراعة العام القادم، أمّا الآن فقد تعقدت عملية إنتاج واستنباط وتطوير التقاوي، وأصبحت صناعة تغير مسار دول، وتحتاج لعلم وتكنولوجيا حديثة ومتقدمة جدا، كما تحتاج لوجود مؤسسات قادرة على تمويل البحوث وتحمل نفقات التجارب وزراعة الحقول والمساحات التجريبية والإرشادية، لذلك خرجت تقريبا مصر والدول العربية من هذه المنظومة صفر اليدين ولكي نكتفي ذاتيا على الأقل من التقاوي والبذور على الدولة أولا توفير المناخ الملائم لذلك من الاهتمام بمراكز البحوث الزراعية ماديا (بتوفير الاعتمادات اللازمة) ومعنويا بتشجيع وتحفيز الباحثين بكل الطرق.
ثانيا وضع خطة زمنية محددة وتحديد الأهداف للوصول إلى إنتاج البذور والتقاوي التي نحتاجها وتوفير فائض مناسب للتصدير إن أمكن.
ثالثا إرسال البعثات العلمية لهذا الغرض والتوسع في إبرام الاتفاقات التي تخص هذا المجال مع الدولة المتقدمة علميا.



