"منى" و"مروة".. تكريم العمل في القصر
كتب - بوابة روز اليوسف
ما بين الإسكندرية والأقصر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، قصص كفاح وبذل عرق وجهد، بطلتاها فتاتان قهرتا الظروف، واقتحمتا أصعب المهن من أجل لقمة العيش الأولى بطلتها، "منى السيد" فتاة التروسيكل أو «الست منى»، كما ناداها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي منحها سيارة على نفقته الخاصة تقديرًا لعملها، وللتخفيف عنها، نظرًا لعملها الشاق الذي تمارسه يوميًا ويعتمد على "جر التروسيكل" في توزيع السلع الغذائية على المجال التجارية كما منحها شقة بالإسكندرية.
أما البطلة الثانية الفتاة "مروة العبد"، سائقة التروسيكل ابنة قرية البعيرات، بالأقصر التي أستقبلها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية، تكريمها والإشادة لما تمثله كنموذج مشرف وقدوة للشباب للإقبال على العمل الشريف من أجل العيش حياة كريمة.
.jpg)
من قلب البر الغربي، بالأقصر التي شهدت إقامة أعرق الحضارات على ضفاف النيل تعيش "مروة العبد" في مجتمع محافظ تحكمه الكثير من القيود، خاصة على الفتيات والسيدات أقدمت الفتاة الأقصرية على امتهان قيادة التروسيكل، من أجل توفير لقيمات بسيطة، تقمن أصلاب أسرتها الفقيرة التي تتكون من والدها ووالدتها وشقيقاتها الأربع حتى ضربت أروع المثل في الالتزام بمصاريفهن ومساعدتهن، حتى ذاع صيتها ووصل إلى مسامع رئيس الجمهورية، الذي بادر على تكريمها والشد على يدها لتواصل العمل في مهنتها وتشجيع الشباب لاقتحام سوق العمل، بدلًا من إهدار طاقتهم بدون فائدة
في تصريحات صحفية قالت مروة: حرصت على الخروج إلى العمل والكفاح من أجل أسرتي وتحقيق حياة أفضل لهم، فوالدي يعمل خفيرًا نظاميًا يبذل كل جهده من أجلنا، ويعمل في أوقات فراغه من أجل إضافة المزيد من الجنيهات لتسديد مطالبي أنا وشقيقاتي الثلاث.
وأضافت: لما أنحنى ظهر والدي من تعب السنين التي أرهقته، قررت الخروج للعمل يوم أن كان عمري اثنتي عشر عامًا، ولم أجد إلا مقهى صغير ركن إلى صاحبه بالعمل فيه تقديرا لظروف أسرتي، كنت لا أشعر بأي ضيق، وأنا أرى زميلاتي وصديقاتي يلعبون ويمرحون ويعيشون حياتهم.
واستطردت قائلة: كانت الجنيهات القليلة التي تقل في عددها عن أصابع اليد الخمسة وأنا أتسلمها لأنفقها على أسرتي أكبر بكثير من مراتع اللعب والمرح وضياع الوقت، بعدها بدأت في العمل داخل مخبز، وانتقلت منه إلى العمل بمشروعات البناء، عندما وجدت فيها مبلغا أكبر يضيف لي مبلغًا يساهم بصورة أكبر في متطلبات بيتنا الصغير.
.jpg)
وعن مشروع «التروسيكل»، قالت «مروة»: أتاح لنا جارنا القريب منا العمل على تروسيكل لنقل الحاجات إلى الأهالي، فأسعدتني الفكرة، خاصة أنه ستزيد من دخل الأسرة إلى 20 جنيهًا في اليوم يعنى 600 جنيه في الشهر، أحقق به أحلام شقيقاتي، وأزيح عن كاهل والدي مشقة العمل الإضافي، وما هي إلا أيام وتعلمت قيادة التروسيكل وأصبحت ماهرة به، وبدأت العمل وصرت ماهرة به أجوب بين القرى في بلدتنا البعيرات القريبة من المناطق الأثرية بالبر الغربي.
وتتابع مروة: الشغل لا عيب ولا حرام، فقد قال نبينا الكريم ما معناه من بات كالًا من عمل يده بات مغفورًا له، وأنا أعي كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفيني أن يكون المثل الأعلى لي وهو قدوتي في كل شيء.



