رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: لم أحقق كل ما أتمناه
حوار - محمد خضير
- محمد حفظي: قدمنا دورة متميزة جدًا.. وأمامنا المزيد
- حضور كبار النجوم للمهرجان مهم.. لكن ليس هاجسًا أن أستضيف نجما مقابل أموال
مرت الدورة الأربعون لمهرجان القاهرة الدولي السينمائي بالعديد من المفاجآت والتحديات، أهمها تولي رئاسة المهرجان للمنتج والسيناريست محمد حفظي، باعتباره أصغر من تولى رئاسة المهرجان سنًا، الكل تساءل وقت اختياره ما الذي ستضيفه عقلية المنتج المستقل للمهرجان الأعرق وسط المنطقة الذي يواجه منافسة شرسة داخليا وخارجيا، مرورا بحرص عدد كبير من الفنانين والنجوم على حضور حفل افتتاح وختام المهرجان ومشاركة البعض في فعالياته وما يصاحب ذلك من جدل وتطورات.
"بوابة روزاليوسف" التقت رئيس المهرجان محمد حفظي، خلال فعاليات المهرجان وتحدثنا معه عن رؤيته عن مدى نجاح دوره المهرجان وما واجهه من تحديدات وتطورات ورؤيته حول مستقبل المهرجان وما يراه كمنتج حول مستقبل صناعة السينما في مصر وما يواجهها من تحديات.. وتفاصيل أخرى في الحوار التالي.
* في البداية حدثني عن رؤيتك لما قدمتموه بالدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
- الحمد لله استطعنا أن نقدم دورة مميزة هذا العام، خاصة مع وجود إقبال كبير من النجوم والفنانين المصريين والعرب والعالميين، والإقبال الجماهيري على عروض الأفلام وفعاليات المهرجان من محاضرات ولقاءات حوارية مع فنانين عالميين، وبالتالي نتمنى أن نكون قدمنا رسالة فنية للعالم من أرض مصر، ونتطلع للمزيد من التطور في الدورات القادمة.
* ما أكثر التحديات التي واجهتك خلال الإعداد لهذه الدورة؟
- هدفي كان تقديم مهرجان طموح وناجح يتجاوز كل السلبيات التي أعاقت الدورات الماضية، حاولت استقطاب قدر أكبر من الرعاة لأن الأزمة الأكبر دائمًا أمام المهرجان هي الميزانية، لا يعقل أن نصنع مهرجانا بحجم القاهرة السينمائي بميزانية لا تتجاوز 16 مليون جنيه تقدمها الدولة مشكورة.
التحدي الثاني كان الحصول على أفلام جيدة ومهمة لعرضها وهو ما حدث بالاتفاق على عرض 15 فيلمًا كعرض عالمي أول أو دولي أول خارج بلادها، وهذا تحقق دون دفع أموال طائلة، يكفي أن 3 أفلام عالمية مهمة عرضت مجانًا لدينا لإيمان أصحابها بقيمة مهرجان القاهرة، التحدي الثالث كان الاهتمام بدعم المشاريع وتقديم جوائز مالية لمسابقات جديدة وهو ما تحقق بجائزتي الجمهور والتي ألغيت لعدم تمكننا من حصرها بدقة، وأفضل فيلم عربي، الجوائز المالية الداعمة للمشاريع تعبر دائمًا عن قيمة أي مهرجان وهي ضرورية جدًا لتدعيم الصناعة.
* كيف استطعت أن تتواصل وتعد لهذه الدورة رغم هذه التحديات التي تواجه المهرجان؟
- استطعنا التواصل مع العالم، رغم صعوبة ذلك، لكن لأن مهرجان القاهرة مهرجان عريق وكبير فلا بد من طرحه على خريطة الإعلام العالمية باستمرار، ولهذا عقدنا شراكة مع مجلة "فارايتي" وهذا يعطي انطباعا مغايرا عن المهرجان، وعلى مستوى التنظيم الداخلي للعروض واستطعنا أن نقدم عرضا يوميا لفيلم جديد واحتفاء على السجادة الحمراء كما هو متبع في المهرجانات.
* هل عملك كمنتج لم يدفعك للتدخل في اختيارات الأفلام المشاركة بالمهرجان؟
- ساعدت في اختيار بعض الأفلام من خلال مشاهداتي في المهرجانات المختلفة، وكذلك علاقاتي بشركات الإنتاج والتوزيع، نحن كان لدينا ثقافة الاختيار عبر لجان المشاهدة فقط وهذا انتهى من العالم كله، المهرجانات تحصل على الأفلام الآن وهي في مرحلة التصوير، والجانب الفني كاملا متروك للأستاذ يوسف شريف رزق الله وفريقه ولكنني كنت أساعد، كما اتفقنا مع عدد من المندوبين للمهرجان في مناطق مختلفة من العالم وهذا ما ساعدنا على الحصول على أفلام جيدة تعرض للمرة الأولى.
* كيف استطعت حل مشكلات ميزانية المهرجان وجلبك رعاة للمهرجان؟
- تم حل مشكلة الرعاة، ووقعنا عقودا جيدة مع شركات جديدة، وبالتالي كانت رعاية dmc المهرجان هذا العام مختلفة، فالسنة الماضية تولوا رعاية المهرجان كاملا وتسويقه وتنظيمه وتعاقدوا مع النجوم وشركات التنظيم، هذا العام الرعاية أقل ومقتصرة على الرعاية الإعلامية فقط.
* كيف تغلبت على ما يثار دائما من مقارنة بالجونة خاصة فيما يتعلق بحضور النجوم؟
- كان لدينا امل كبير ان النجوم الكبار سوف يحضرون للقاهرة بشكل مكثف، وبالفعل حدث لأننا في قلب العاصمة أصلا، وعدد كبير من النجوم حضروا وكان المهرجان مختلفا ومميزا ومنظما وعلى قدر كبير من الدقة واحترام السينما وجمهورها وصناعها، وكل ما يهمني هو أن تكون القاهرة واجهة مشرفة للسينما المصرية وبذلنا جهدا ووقتا كبيرا حتى يلمس جمهور السينما تطور في المهرجان.
* هل هذا يعني أن لك وجهة نظر أخرى أو فلسفة مختلفة في استضافة نجوم عالميين للمهرجان؟
ــ حضور النجوم للمهرجانات مهم، لكن ليس هاجسا بالنسبة لي أن أستضيف نجما مقابل أموال كثيرة حتى يلتقط صورتين على المسرح ويعود لبلده، فأنا أريد لحضور النجوم أن يكون إضافة للمهرجان، يشارك في ورشة أو محاضرة، أو يقدم لقاء لمدة ساعتين يتحدث لشباب السينمائيين عن تجربته، يشارك في الفعاليات، أو يحضر عرضا لفيلمه وتقام له ندوة، فأنا لن أستنفذ ميزانية المهرجان في استضافة نجم عالمي ليظهر في لقطة على المسرح بحفل الافتتاح أو الختام، دون أن أستفيد من وجوده في الفعاليات.
* ما أجندتك لتطوير المهرجان خلال الدورات المقبلة؟
- لن أستطيع تحقيق كل ما أتمناه في دورة واحدة، وكان كل طموحي الأول هو تحقيق 70% أو 80% من أجندتي، وبعد مرور 3 سنوات أكون قد غيرت شكل ومضمون المهرجان، وسيصل هذا التغيير للعالم، فمثلا من تعود على زيارة المهرجانات العربية أو الأجنبية حين يأتي لمهرجان القاهرة سيشعر بالفرق، وبالتالي سمعة المهرجان ستتغير، ونحاول خلال دورة العام الجاري التواصل مع العالم أجمع.
* هل معنى ذلك أنك تملك خطة طويلة المدى وليس على مستوى هذه الدورة فقط؟
- كان كل اهتمامي هو إنجاح هذه الدورة، وأن يستشعر المتابعون بتقدم ملحوظ، لكن لا أنسى تقديم الشكر لمن سبقوني في إدارة المهرجان، وليس معنى ذلك أن المهرجان كان يعرض أفلاما سيئة بل على العكس كانت أفلاما جيدة، لكن كان هناك سوء تنظيم وسوء إمكانيات وتغيير مستمر في الإدارة، كل ذلك عوامل أثرت بالسلب على حضور النجوم العالميين.
* ما خطتك المستقبلية للتسويق للمهرجان عالميا؟
- تواصلنا مع كبار صناع الأفلام والمخرجين والمسؤولين عن الشركات الكبرى من مختلف دول العالم، وأوضحنا لهم أننا مهرجان ليس فقط لعرض الأفلام بل ننظم فعاليات تفيد الصناعة، فعلى سبيل المثال "أيام القاهرة لصناعة السينما" هي فعالية أقيمت على هامش المهرجان ولاقت إقبالا واهتماما كبيرا، وذلك على طريقة المهرجانات الدولية، هذا بالإضافة إلى الصحافة الأجنبية، فالعام الماضي حضر 13 صحفيا أجنبيا، أما الدورة الحالية فأقيمت بحضور أكثر من 40 يكتبون في أكبر الصحف والمواقع العالمية المتخصصة في الفن، هذا غير الصحفيين العرب، فنحاول أن نخلق مناخا مختلفا وحضور ضيوف مهمين وأفلام تعرض لأول مرة حتى تجد الصحافة العالمية مادة جيدة للكتابة.



