10 مذكرات تفاهم هي الأولى بين مصر والنمسا منذ 10 سنوات
رئيس التحرير - أيمن عبدالمجيد
نجاح كبير واستقبال رسمي وشعبي بالغ الحفاوة، قوبل به الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته للعاصمة النمساوية، فينا، والتي شهدت نشاط رئاسي كثيف على المستوى الثنائي، على هامش المشاركة في القمة الأوروبية الإفريقية.
حرارة الوطنية تحمي الجالية المصرية من ثلوج قينا
في درجة حرارة 3 تحت الصفر، حيث الثلوج تغطي الطرقات، وتتناثر على أوراق الأشجار، احتشد المئات من أنباء الجالية المصرية، الأحد، أمام مقر اقامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في انتظار رؤيته والتحريب به فور قدومه، متسلحين بالأعلام المصرية، والهتافات الوطنية، التي تلاشئ مع دفئها وحرارتها الشعور بالبرد القارص.
وما أن وصل الرئيس إلى مقر اقامته، حتى هتف المتواجدون، بنحبك يا سيسي، تحيا مصر، رافعين الاعلام وصور الرئيس، فيما قابل الرئيس تحيتهم بتحية، وبادلهم حبًا بحب، بينما كانت عيون العابرين من النمسا ترقب هذا المشهد المليئ بالدلات، فهناك الجالية المصرية، ترقب من بعيد، ما يتحقق على أرض مصر من انجازات، وتشعر بما بحجم التحول الايجابي لنظرة الغرب لمصر، ودورها المحلي والإقليمي.
وفي كل مكان يذهب إليه الرئيس تجد الجالية المصرية، في استقباله بالاعلام، فخلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقصر الجمهوري في النمسا للقاء نظيره الرئيس ألكسندر فان دير بيلين، حرص السيسي على اصحاب بيلين خلال رده تحية المصريين.
نشاط رئاسي مكثف
وقد شهدت الزيارة، نشاط رئاسي مكثف، فقد التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بنظيره ألكسندر فان دير بيلين، وقال السفير بسام راضي المتحدث بأسم الرئاسة، إن الرئيس أعرب خلال اللقاء عن تقديره، للحفاوة التي استقبل بها في النمسا، مشيدًا بالعلاقات المصرية النمساوية الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم، على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، معربًا عن تطلعه، لتعظيم حجم الاستثمارات النمساوية في مصر فيما.
وأضاف راضي، رحب رئيس النمسا برئيس مصر والوفد المرافق له، معربًا عن تقدير النمسا لمصر على المستويين الشعبي والرسمي، واعتزازهم بالروابط التاريخية، التي تجمع البلدين الصديقين، مشيدًا بخطوات الاصلاح الإقتصادي المصري، والمشروعات القومية التي يجري تنفيذها.
وأضاف راضي، أكد رئيس النمسا على دعم بلاده لجهود التنمية في مصر، ودعمها في كافة مجالات تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
ورحب الرئيس السيسي، بالاستثمارات النمساوية في مصر، للاستقادة من البنية التتية الحديثة، والنفاذ منها إلى الأسواق الإفريقية، خاصة مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019.
مستشار النمسا: مصر أهم شريك لفينا في إفريقا والشرق الأوسط وتملك طاقات كامنة
وكان اللقاء الثاني خلال الزيارة، هي القمة الثنائية بين الرئيس السيسي، والمستشار النمساوي، سباستيان كيرتز، الذي ناقش عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، واسفر عن مؤتمر صحفي مشترك، كشف عن حجم التفاهم الكبير، والمستقبل الواعد للعلاقات، والإدراك المتبادل لأمكانية تحقيق مكاسب كبيرة للبلدين وشعبيهما، ولأمن أوربا ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وكان من أبرز ثمار القمة، اعادة تفعيل اللجنة المصرية النمساوية المشتركة لتعقد دورتها الجديدة العام المقبل، وهي اللجنة التي توقف عملها منذ 8 سنوات، حيث كانت آخر دوراتها عام 2010.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته، أن اللجنة المصرية النمساوية، ستعمل على صياغة مجالات التعاون في قضايا مثل الصناعات الصغيرة، والمتوسطة والبحث العلمي، وتبادل الأراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك بالمتطقة، موجها الشكر للمستشار النمساوي على حفاوة الاستقبال، والتكريم الذي قوبل به، داعيا لمواصلة التعاون من اجل استقرار المنطقة.
وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الدور الذي قامت به مصر، أخلاقيًا وإنسانيًا، في منع 5 ألاف لاجيء من المخاطرة في رحلات الهجرة غير الشرعية، حيث لم يخرج قارب هجرة غير شرعية واحد من مصر، منذ سبتمبر 2016، كما لا يوجد معسكرات لجوء في مصر، فضيوفها مكرمين، محميين من مخاطر الهجرة الغير شرعية.
وأوضح الرئيس أن ملف الهجرة غير الشرعية، كان من الملفات التي نوقشت خلال القمة، وكذا ملف الإرهاب، وتأثيراته المدمرة على الاستقرار والأمن وشعوب المنطقة بالكامل.
ولعل النجاحات المصرية، في ملفات الإرهاب، والقضاء على الهجرة غير الشرعية، من أبرز أوراق القوة المصرية، فمن النجاحات المصرية، يبدأ أمن الاتحاد الاوربي ودول المتوسط، التي عانت لسنوات من الأثار السلبية لتدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أراضيهم مع تزايد الصراعات والنزاعات المسلحة في المنطقة، ومن ثم النجاحات المصرية، انعكس اثرها الإيجابي على أمن النمسا ودول الاتحاد الاوربي.
المستشار النمساوي، شدد على أن مصر من اهم شركاء بلادة في إفريقيا والشرق الاوسط، مشيدًا بالإصلاحات الإقتصادية، وما تشهده البلاد من مشروعات قومية، وبنية اساسية، لافتًا إلى ثقته الكبيرة، في أن هناك طاقات كامنة كبيرة، من الممكن أن تسهم في زيادة حجم التعاون بين البلدين.
وكان اللقاء الثالث بين الرئيس عبدالفتاح اليسي، وفولفجانج سوبوتكا رئيس المجلس الوطني، "البرلمان النمساوي"، الذي اشاد بالنجاحات المصرية.
10 مذكرات تفاهم تعزز الاستثمارات بينها جامعة بالعاصمة الإدارية باستثمارات مليار جنية
وشهدت الزيارة توقيع، 10 مذكرات تفاهم، لتعزيز الاستثمارات النمساوية في مصر، أحدها يستهدف بناء جامعة جديدة تطبيقية بالعاصمة الإدارية الجديدة متخصصة في الدراسات السياحية والفندقية، برأس مال قيمته مليار جنيه مصري، مقرر انجازها خلال عام.
وتاتي أهم مذكرات التفاهم، تلك المتعلقة بالتعاون في تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في مصر، حيث تستهدف الارتقاء بمستوى الخدمة التي تقدم للمواطنين.
وأخرى بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، في مصر والنمسا، لتعزيز التعاون في مجال الابتعاث وتبادل الخبرات، والبحث العلمي.
ومذكرات أخرى في مجالات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهي التي تسهم في خلق فرص عمل لألاف الشباب، في مجال الاستثمار، وأخرى في مجالات البنية الرقمية، ومذكرة خاصة بتوريد مستلزمات المشروعات القومية المصرية، والمصانع المرتقب انشائها وأو رفع كفائتها.
وشمل النشاط الرئاسي مشاركة في المنتدى الاوربي الافريقي رفيع المستوى، وعشاء لزعماء العالم، ولقاء بالغ الاهمية مع المديره التنفيذية للبنك الدولي التي رحبت بدعم جهود مصر التنموية في افريقيا، وفق خطتها الطموحة التي تسعى لتحقيقها خلال رئاسة الاتحاد.
فيما التقى الرئيس السيسي رئيس وزراء مالطا، ورئيس وزراء سلوفينا، في لقاءات ثنائية، شهدها التباحث بشأن تعزيز العلاقات بين مصر وبلدانهم.



