تعددت الاحتفالات والعيد واحد
كتبت - إسراء سعد
أطفال العالم ينتظرون بلهفة بابا نويل، ليوزّع عليهم الهدايا في ليلة عيد الميلاد، لكن توقيت توزيع الهدايا يختلف من دولة إلى أخرى حسب طريقة احتفالها بالعيد، ذلك أن كل دولة تختلف في احتفالها بعيد الميلاد عن الأخرى.
إيطاليا
يختلف توقيت تبادل الهدايا، فهم يحصلون على هداياهم في اليوم الثاني عشر بعد العيد أي في 6 يناير ليلة عيد الغطاس.
لماذا؟
لأن بعد 12 يوماً على ميلاد المخلّص زار المجوس الثلاثة مغارة بيت لحم وقدموا للطفل يسوع أثمن الهدايا، وقد حافظ الشعب الإيطالي على هذا التقليد.
على الرغم من مشاهدتنا لبابا نويل في إيطاليا إلّا أنه ليس هو من يوزّع الهدايا على الأطفال إنما العجوز المدعوة
La Beffana
وهي امرأة عجوز توقف عندها المجوس الثلاثة عندما كانوا متوجهين لزيارة يسوع في بيت لحم وتهنئة العذراء ويوسف، حيث ضلّوا طريقهم ، سألوها على الطريق المؤدية إلى المغارة، و طلبوا منها مرافقتهم لزيارة "ملك الملوك" لكنها رفضت بحجّة أنها مشغولة كثيراً ولن تضيّع وقتها بزيارة طفل لا تعرفه.
لاحقاً مرّ بمنزلها أحد الرعاة ليستدلّ أيضاً على الطريق فطلب منها مرافقته لكنها مجدّداً رفضت، وبعد ابتعاد الراعي عن منزلها تنبّهت العجوز إلى أنّ نوراً قوياً سطع في السماء السوداء عرفت عندها أن الطفل الذي ولد في مغارة بيت لحم هو المخلّص، فجمعت كل الألعاب الموجودة في منزلها، وهي كانت لابنها المتوفي، وهرعت لتلحق بالمجوس والراعي ، لكنها لم تجدهم ولم تجد المغارة. منذ ذلك الوقت تقوم هذه العجوز المدعوة La Beffana، وقد سُميَّت هكذا نسبة لعيد Epiphania أو الغطاس، كل سنة في ليلة 6 يناير بالبحث عن الطفل يسوع في المغارات فتجوب المنازل وعلى ظهرها مكنسة وتترك الألعاب للأطفال.
روسيا
على مدى عدة قرون كان عيد الميلاد ثاني أهم الأعياد الدينية في روسيا بعد عيد الفصح، حتى بداية ١٩١٨عندما تشكلت الحكومة السوفييتية بعد انتصار الثورة البلشفية في عام ١٩١٧. وقد منعت السلطات الشيوعية أي شكل من اشكال الاحتفال بعيد الميلاد وغيره من الأعياد الدينية حتى سمحت الحكومة السوفيتية للمواطنين في عام ١٩٣٥ بالاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية ورخصت تزيين شجرة عيد الميلاد، ولكن ليس للاحتفال بالجانب الديني المرتبط بميلاد المسيح، وانما برأس السنة، اي بانتهاء سنة وبداية سنة جديدة. وبذلك تم اضفاء صبغة علمانية على هذه المناسبة، علماً بأن شجرة "التنوب" التي تزين في شجرة رأس السنة كانت على مر العصور رمزاً للاحتفال بعيد الميلاد. وللتأكيد على الطابع العلماني للاحتفال استحدثت الحكومة السوفيتية تقليدا متبعا حتى الان ويقضي بوضع نجمة خماسية حمراء كرمز للاتحاد السوفييتي على قمة الشجرة.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي لم يسترد الاحتفال بعيد الميلاد مكانته التاريخية الكبيرة التي كان عليها في القرون الماضية باعتباره احد اهم المناسبات الدينية. الا ان الكنيسة الروسية تحاول رد الاعتبار لهذه المناسبة. فقد نجحت على مستوى السلطات في الترويج له وأصبحت هذه المناسبة عطلة رسمية. وغدا مألوفا ان يحضر صلوات العيد في الكنيسة كبار رجال الدولة، ومن ضمنهم رئيس الدولة فلاديمير بوتين. وإعدادا للاحتفال بالمناسبة يستعد الناس قبل العيد بأيام لتحضير اطعمة وحلويات خاصة. وكالعادة تزركش البيوت والاشجار بالزينة والأضواء البراقة وغير ذلك من انواع الزينة.
ومن التقاليد الطريفة التي تعود الى قرون مضت قراءة البخت من قبل الفتيات اليافعات بواسطة الشمع الذائب لتعرف كل فتاة من سيخطبها .
أمريكا
تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية بعيد الميلاد في أواخر شهر ديسمبر من كل سنة ميلادية باعتباره ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، رأس السنة الميلادية تُمثل تذكار ميلاد السيد المسيح.
.jpg)
تبدأ الطقوس من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر وهناك اختلافات طفيفة في المواعيد تصل إلى 13 يومًا بسبب اتباع التقويم اليولياني فتحتفل بعض الكنائس بالعيد ليلة 6 يناير وطوال يوم 7 يناير.
.jpg)
يتبع الاحتفال بعيد الميلاد الكثير من الاحتفالات والصلوات والاجتماعات ولا ننسى وضع شجرة الكريسماس في المنازل والكنائس مع تبادل الهدايا التي يوزعها «بابا نويل
فرنسا
أحيانا ما يستبدل "بابا نويل" بالساحرة الشريرة التي تعطي الفاكهة للأطفال المطيعين وتعاقب الأشقياء، وتظل تتناول النبيذ حتى الساعات الأولى من النهار.
ويضع الأطفال أحذيتهم أمام المدفأة اعتقادًا منهم أن بابا نويل سوف يملوها لهم بالهدايا وكثير من العائلات تحرص علي حضور القداس، وبعد ذلك يتناولون العشاء الفاخر، ويزينون منازلهم بلوحات ميلاد السيد المسيح.
مصر
تحتفل مصر بعيد الميلاد في يوم 7 يناير، وقبل 40 يومًا من التاريخ يصوم الأقباط عن أكل اللحوم ومنتجات الألبان والطيور.
وفى ليلة العيد يذهبون إلى الكنيسة، وينهى قداس العيد بعد منتصف الليل مع دق أجراس الكنيسة، ويقوم "بابا نويل" بتوزيع الهدايا فى الكنيسة، والطبق الرئيسي هو اللحوم، بجانب الحلويات الشرقية.
كندا
يتميز عيد الميلاد الكندي بأغاني عيد الميلاد الكلاسيكية والمحافظة، سواء باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية. واحدة من أكثر التقاليد إثارة للاهتمام هو الاستماع في الصباح لألحان عيد الميلاد الدافئة لمدينة جوقة ، وفي بعض الأحيان أيضا من قبل مجموعات من الناس على باب المنازل (التقليدية جدا في الأفلام).
فمن الضروري إعداد الحلوى في عيد الميلاد، وبالتالي إعطاء لمسة من الحلاوة التي يجب أن يكون لها كل عطلة. في هذه المرحلة، يمكننا تسليط الضوء على الكب كيك الشهي اللذيذ الأكثر تفضيلاً، أو البسكويت المثلج المصنوع من الكاكاو والسكر. سيكونون بالتأكيد المدخل المثالي قبل الاحتفال بهذا العيد العظيم.



