طبعة ثالثة لكتاب "القتل المقدس" بمعرض الكتاب
كتب - محمد خضير
أعلنت دار «رَهَف» للنشر والتوزيع، عند صدور الطبعة الثالثة من كتاب «القتل المقدس: داعش.. 10 سنوات من الخروج على الله»، للكاتب الصحفي الشاب محمد حميدة، في 170 صفحة من القطع الكبير.
وبحسب الدار يشارك الكتاب في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين.
يستعرض الكتاب الأسس الفكرية والفقهية لنظرية التطرف في المرجعية الإسلامية، بدءًا من ابن تيمية والمحيط الاجتماعي والسياسي الذي قاده لتدشين توجّه فكري وفقهي مغالٍ في التشدّد، ومتتبّعًا للنقلات التاريخية والمفصلية التي عبر عليها المنتج الفقهي الإسلامي في أزماته ومنعطفاته السياسية، التي حددت خطى الفقهاء والمفكرين نحو هذه المساحة الضيقة من تأويل النص واستنباط الدلالات وتوقيعها على الراهن والاجتماع البشري المساوين لها.
انقسم الكتاب إلى عشرين فصلا، يتناولون -بشكل وافٍ– كل ما يخص أحد تجلّيات هذا التطرّف والتشدّد المستند إلى رؤى ميتافيزيقية ومرويّات مسحوبة على القداسة.
بدأ الكتاب عبر فصوله الممتدة في التأصيل لنشأة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، بداية من المرحلة التالية للغزو الأمريكي للعراق وإسقاط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وتأسيس العديد من التنظيمات والحركات والجماعات المسلحة، المرتكزة على أسس فقهية ودينية في تحركها وفعلها في المجال العام، التي شكّلت نواة التنظيم ومبتدأ خطواته، قبل توسّعه في الداخل العراقي، وفي الأراضي السورية –عقب اندلاع انتفاضة الشعب السوري في مارس من العام 2011– وصولًا إلى شكل التنظيم الحالي.
ولم ينس الكاتب استعراض جوانب التنظيم هيكليًّا وتنظيميًّا، وأهم قادته ومراحله المفصلية، ونزاعاته الداخلية، واقتصاده وموارده، وعلاقاته الخارجية بالدول والحكومات وبعض التنظيمات الإرهابية الأخرى، إضافة إلى ممارساته وجرائمه التي ارتكبها بحق الشعبين العراقي والسوري.
ويستند "القتل المقدس" إلى آليات بحثية منهجية، ومعلومات وتفاصيل حقيقية وموثّقة، هي ثمار بحث وتقصٍّ طويلين في واقعي العراق وسوريا، ونتاج تواصل واتصال فاعلين مع عدد من مواطني الداخل في الدولتين، ومع مصادر مطّلعة ومقربة من منابع التطرف والقيادة والحركة في التنظيم، وكذلك مع التنظيم نفسه وبعض قياداته.
وكثف الكاتب اللغة والدراما والمواقف والأحداث، ليقرأ منها ديناميكيات ومحركات الفعل والوجود الإنساني، بينما استخدم الكاتب الحس الصحفي، ليُنشئ رؤية درامية متماسكة، تنتظمها قراءة تفكيكية للعناوين العريضة والقضايا الضخمة، بقدرة كبيرة ولمّاحة على تفكيك الضخامة وتحليل عناصرها ووحداتها الأولية.
وعاش الكاتب تفاصيل رحلة الخروج على الله، التي غنّاها حداة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" قبل 10 سنوات تقريبًا من اليوم، بشكل الراحلة وهيئة الرحّالة وإيقاع الرحلة نفسها، بضبط وتفصيل لا يعوزهما الثبت ولا ينقصهما التدقيق، ولا يقفان على حدّ الإيراد والتسجيل المعلوماتي والتوثيقي العادي.



