تجربة "محمد صلاح" في مناقشة كتاب "عزيزي السيد مو"
كتب - محمد خضير
قالت الكاتبة والناشرة بيسان عدوان مدير دار ابن رشد للنشر، والصادر عنها كتاب "عزيزي السيد مو"، للكاتب هاني عفيفي، إن الكتاب يرصد النقلة النوعية في حياة الفرعون المصري، التي تواكبت مع تحولات في المجتمع المصري أيضا، وكذلك تفاعل الناس مع نجاحات محمد صلاح.
وأضافت خلال ندوة مناقشة كتاب "عزيزي السيد مو"، أن هذه الفترة في التحولات المجتمعية جاءت بدءا من ثورة 25 يناير حتى ما وصلنا إليه اليوم، فمحمد صلاح جاء من الأقاليم ولم ينتمي إلى ناد كبير في بداياته، وإنما انتمى لنادي صغير كحالنا جميعا أبناء المجتمع المصري البسيط.
وأكدت "عدوان" محمد صلاح أصبح بمثابة مرآة لما يحدث في المجتمع المصري، ورسالة المشجع الإنجليزي الذي قال لمحمد صلاح "لقد استعمرتنا" هي أبرز دلالة على تأثير محمد صلاح على محبيه في متخلف بلدان العالم بشكل عام، وفي إنجلترا بشكل خاص وبالطبع بلده مصر والمصريين الذين يعبروه أيقونة كروية يفخرون بها، وسنفسح المجال للكاتب ايمن بدرة رئيس تحرير أخبار الرياضة، ليتحدث عن عالم محمد صلاح.
من جانبه قال أيمن بدرة، رئيس تحرير أخبار الرياضة، "نتمنى أن يكون لدى جميع أبنائنا الطموح الذي حققه محمد صلاح وأنا سعيد بتجربة هاني عفيفي، الذي تحدث في كتابه عن ظاهرة لها مدلولاتها في المجتمع والحديث والتعامل مع محمد صلاح مثل التعامل مع الشمس الاقتراب منها يسبب الاحتراق والبعد عنها يسبب التجمد.
وأوضح "المؤلف أصاب في مواطن في الكتاب وأخفق في مناطق أخرى، مثل ربطه بين ميلاد محمد صلاح والنجم الأوروبي كومين وأنا حاولت أجد مجال للربط ولكني لم أجد وهذه مقدمة للكتاب لم تكن موفقة بشكل كبير، ولكن هناك مقارنات قام بها الكاتب مثل المقارنة بين صلاح وميدو هذا اللاعب، الذي احترف في الخارج، ولم يحقق معشار ما حققه محمد صلاح، وهو رصد جيد بين حالة احتراف لنجم في فترة مبكرة كان من الممكن أن يكون فاعل بشكل كبير في مجتمعه".
ومن المقارنات - كما يستطرد "بدرة" - أن ميدو كان والده لاعب كرة قدم ومحمد صلاح والده لا علاقة له بالكرة وميدو ابن المدينة وصلاح ابن القرية حيث الأصالة والتي قطع منها المسافات الكبيرة لنادي الإسماعيلي وهي مقارنة أعجبتني جدًا.
وذكر أن تناول محمد صلاح يحتاج كتابة ورصد كثير جدًا، ونحن بحاجة كبيرة لهذه الطاقات مثل محمد صلاح رغم بساطته وأنه لم يكن ابن صالح سليم أو مرتضى منصور وغيرهم ومع ذلك اثبت كفاءته وحقق ذاته، المؤلف لم يعش فترة الكابتن محمود الجوهري وربما استقى معلوماته في الكتاب عنه من خلال بعض المصادر وهي تفتقد لبعض الدقة، فيما يخص الجوهري واحتكاره التدريب حيث يتحدث في الجزء الأول عن الجوهري انه تمت إقالته بعد الهزيمة ضد اليونان ستة واحد. وهذا الجزء اعتبره خارج سياق الكتاب، لأنه لم يلمس محمد صلاح من قريب أو بعيد، وأنا دائما لا أحب تلويث الرياضة بالسياسة لأن السياسة مواقفها متغيرة وغير ثابتة.
وقال "وهذا الكتاب يتحدث عن شخصية نحبها جميعا ونفاخر بها أنها من المصريين فالرياضة عنوان حضارة الشعوب في زمن السلم ومن حققوا أمجاد رياضية في فترات سياسية لا يجب أن يحتسبوا على حكام وسياسي هذه الفترة، وهناك محاولة للربط بين منجزات المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية في الثلاث دورات السابقة وبين نظام حكم مبارك، وأنا لا أحب تلويث المنجز الرياضي لأبناء مصر بالعمل السياسي، لا بد أن يبقى المنجز بعيدًا عن اللعبة السياسية، فالرياضيون هم من يرفعون كما قلت أعلام بلدانهم في البطولات العالمية. ولا بد من إعلاء قيمة نجوم المنتخب المصري في الفترات السابقة كما نعلي قيمة محمد صلاح لأنهم حققوا منجزات كبيرة في كأس الأمم الإفريقية في الفترات السابقة".
المؤلف سلط الضوء على مجدي عبد الغني، الذي استطاع أن يسوق هدفه في كأس العالم ويستفيد منه بشكل كبير إلى أن قضى محمد صلاح على حلمه في كأس العالم الماضي، ولاحظنا أن صلاح أغلق حسابه على التواصل الاجتماعي وبدأت التخمينات إلى أن اكتشف العالم انه يقوم بإعلان لإحدى الشركات، ويعتبر كأس العالم محطة إخفاق في مشوار محمد صلاح والمنتخب المصري والكتاب لم يتناول هذا الأمر بشكل كبير. وهناك بعض الناس كانوا يراهنون أن محمد صلاح نجم الموسم الواحد إلا أنه حطم هذه الرهانات حيث حافظ على صدارته للعالم الثاني على التوالي كأفضل لاعب في إفريقيا.
ومن جانبه قال هاني عفيفي مؤلف كتاب "عزيزي السيد مو"، "أشجع الكرة من عمر سبع سنوات وأتابع أخبار اللعيبة والمدربين وحينما شجعتني بيسان عدوان للكتاب وفكرته حاولت تقديم ما أعتدته في كتاب، وفي البداية تفاعلت مشجعين ليفربول وحبهم لمحمد صلاح فهم صارمون في تقاليدهم ولا ينادون أحد باسمه الأول ومناداة محمد صلاح باسمه الأول فهو دلالة على حبهم لمحمد صلاح، فتحول النجم المصري لأيقونة كبيرة في حياة الفريق والشعب الإنجليزي".
وأضاف "عندما تحدثت عن احتكار محمود الجوهري لتدريب المنتخب لم أكن أعيب في الكابتن الجوهري وإنما أتحدث عن صناع القرار في هذا الوقت الذين لو يختاروا غير الجوهري، وحينما تكلمت عن ميدو فأنا أجده لاعب مختلف لأنه اجلس روبين وغيرهم على الدكة فهو كلاعب ذو إمكانيات كبيرة. وخطوة البداية للاحتراف لدى ميدو كانت نابعة من ذاته أكثر من محمد صلاح الذي أجبر على الاحتراف رغم عدم اعتماده على ميزة نسبية لديه فهو مجدد في أسلوب لعبه طوال الوقت، رغم أنه سافر في فترة زمنية مبكرة جدًا".



