شاهد.. البشير يعلن في خطاب تاريخي حزمة قرارات تصحيحية
كتب - بوابة روز اليوسف
أتعهد بأن يكون الحق والعدل هو الفيصل ودماء الشهداء لن تضيع هباءً
شدد الرئيس السوداني عمر البشير، في خطاب تاريخي ألقاه منذ قليل أمام قيادات الدولة وقيادات الأحزاب، على أن آلية الحوار الوطني هي الوسيلة المثلى للحفاظ على الهدف الاستراتيجي الذي طالما عمل على تحقيقه منذ تولى حكم البلاد، وهو الحفاظ على الاستقرار السياسي والسلم، كركيزة أساسية لتحقيق الأمن والتنمية الاقتصادية.
وفِي سبيله لذلك، وضع البشير مقترحات لتحقيق ذلك، منطلقًا من الحوار الذي تعهد برعايته، من منصة وطنية هي رئاسة الجمهورية، وأنه سيقف على مسافة واحدة من القوى كافة، واعدًا بأن يحقق العدل والحق.
ووجه البشير العزاء لأسر الشهداء، معربًا عن حزنه لفقدان نفر من السودانيين في الأحداث الأخيرة، التي بدأت، في بعض مناطق السودان، بمطالب مشروعة، مطالبة بالترقي الاقتصادي، وهي مطالب دستورية وقانونية بحسب البشير الذي أضاف: هي مطالب مشروعة ومقبولة، غير أن «غير المقبول هو القفز في الصف الأول لاستغلال تلك الاحتياجات لتحقيق معادلة صفرية، وأجندة خارجية، والأكثر إيلامًا هو فقدان نفر منا».
وقال البشير: «عكفنا على ألا نيأس من دعوة الرافضين إلى الجلوس تحت سقف الوطن، لتجنيبه انتكاسة تعيدنا لنقطة الصفر».
ودعا البشير لحوار وطني، ليس هو الحل، بل ليكون إطارًا جامعًا للخروج بحل يتوافق عليه المشاركون فيه من كافة القوى السياسية، بمن فيهم حاملو السلاح، الذين دعاهم البشير لطرح السلاح جانبًا والانخراط في الحوار الوطني.
وطالب البشير البرلمان، بتأجيل نظر مقترحات التعديلات الدستورية التي كان شرع في مناقشتها، وهي التعديلات التي تبيح له الترشح لفترات رئاسية جديدة.
وأعلن البشير حل حكومة الوفاق الوطني، وحل الحكومات الولائية، وتشكيل حكومة إصلاحات عاجلة من الخبراء والكفاءات الوطنية، لمواجهة التحديات الاقتصادية التي يشكو من آثارها السودانيون.
وأعلن البشير فرض حالة الطوارئ لمدة عام واحد.
وقال البشير: «الانحياز للشباب، المخلص والأمين، نريدهم أن يظلوا أيادي لبناء الوطن، فالثقة فيهم وافرة، ونثق في أن أيادي ساهمت في بناء قلاع وطنية من سدود ومصانع إنتاج حربي ومدني لن تكون معولًا لهدمها».
وأضاف «نحن أكثر قناعة من أي وقت مضى بأهمية الحوار والوفاق الوطني، وسنعكف على مواصلة تحقيق هدف الاستقرار السياسي، القائم على توافق وطني، وهو الهدف الاستراتيجي الذي سعينا إليه منذ حكم البلاد، لأنه الوسيلة للأمن والتنمية الاقتصادية، ولذا كانت مؤتمرات الحوار الوطني التي شارك فيها الآلاف من أبناء الوطن وعملنا على تنفيذ مخرجاتها».
واستطرد البشير «ولم ندّعِ أن هذه المخرجات هي الحق المطلق، ولم ندع بابًا للسلام حتى طرقناه، وكانت أبوجا والقاهرة».
وشدد البشير على أن الدروس المستفادة من الأزمة تقول:
١- لا بديل للحوار إلا الحوار
٢- في قضية الوطن الكل كاسب ورابح لا مهزوم
٣- الحوار هو الأساس، والبناء على الحوار هو السبيل وليس العودة للنقطة الصفرية
وأنهى البشير خطابه قائلاً: والحال كذلك وبواقع مسؤوليتي الدستورية والأخلاقية أدعوكم للتحرك للأمام، أدعو الشباب والنساء الماجدات والشيوخ لكل السودانيين، في الداخل والخارج، للوحدة الوطنية ومقاربة مسار وإطار جامع، للخروج بحل نتوافق عليه جميعًا
مشددًا على أن الحل حتمًا ليس الحل الصفري، والإقصاء، بل هو الخروج بمسار لحياة أفضل للشعب السوداني، ومن ثم أعلن الآتي:
1- التأكيد مجددًا أن وثيقة الحوار الوطني التي خرجت بها القوى السياسية أساس متين للبناء عليه.
2- أدعو البرلمان لتأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه.
3- أقف على مسافة متساوية من الجميع، مؤيدين ومعارضين، من منصة وطنية وهي رئاسة الجمهورية.
4- أدعو حملة السلاح لتسريع خطى وقف القتال وأن يكونوا جزءًا من مستقبل الوطن، والمشاركة في الحوار.
5- فتح حوار مع الشباب والاستماع لهم، ليكونوا جزءًا من البناء.
6- أدعو الجميع للنظر في دور القوات المسلحة، كضامنة وحامية، وأن يشهد الحوار تحديد هذا الدور.
7- العمل على تشكيل حكومة مهام جديدة من الكفاءات الوطنية لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية.
8- فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام واحد.
9- حل الحكومات الولائية
10 - حل حكومة الوفاق الوطني
وشدد البشير، على أنه لن يسمح بأن تضيع دماء الشهداء الطاهرة التي سالت في جميع العهود، هباءً بعودة البلاد إلى مربع الصفر أبدًا.
وختم كلمته: «أتعهد بأن يكون العدل والحق هو الفيصل».



