في ذكرى يوم الشهيد.. والد "عرفات" يروي آخر مكالمة لنجله قبل استشهاده
المنيا - علا الحينى
اتصلت به ثلاث مرات حتى أسمع صوته لأطول فترة
تمنى الشهادة ونال منزلتها بدعوات والدته المتوفاة
"الابن البار بوالديه لا يموت ميتة السوء"، هذا ما روته الأحاديث والتفاسير الشهيرة عن بر الوالدين، وخبرنا بها القرآن الكريم عن منزلة البر بالوالدين، كان الشهيد عرفات عبد المنعم ابن قرية مطاي البلد، الذي توفي في 16 فبراير الماضي ابنا بارا بوالديه فكان جزاؤه وكرم الله له بتكريمه في وفاته بأن يكون في منزلة الشهداء والصديقين.
عرفات ابن الـ22 عاما كان ابنا بارا، وظل بارا بوالدته التي أنهكها المرض حتى فاضت روحها لخالقها، فكان السند للأسرة كما يقول والده عبد المنعم محمود، والذي يعمل باليومية.. عرفات قصة كفاح لأي شاب كان يتعلم ويعمل ويرعى والدته في رحلة علاجها من المرض اللعين، فكان يسهر على رعايتها وعلاجها متنقلًا بها بين مراكز علاج الأورام في المنيا والقاهرة.
يروي عبد المنعم محمود جازم والد عرفات، آخر مكالمة كانت بينه وبين ابنه الذي التحق بالخدمة العسكرية في بداية عام 2018.
يقول قبل وفاته 3 مرات من الساعة السابعة حتى الحادية عشرة مساء في محاولة أن أسمع صوته لأطول فترة ممكنة، ولدي هاجس في نفسي وخوف شديد عليه، فأنا عادة أهاتفه يوميا، خاصة أن خدمته في سيناء وأعلم أنهم في سيناء يقدمون كل التضحية من أجل البلد.
وفي كل مرة أحدثه فيها كنت أسلم عليه، فلا توجد كلمات جديدة سوى السلام والاطمئنان علينا وعليه، ولكن كنت أود سماع صوته لأطول فترة، حتى إنه كل مرة كان يكلمني فيها أقول له خلي بالك من نفسك فيرد سيبها على الله يا ريت أنول الشهادة لدرجة أنني غضبت منه وقلت له لا تبشر في وجهي بالحديث عن الموت فقال لي هذا ليس موت لكن شهادة ومن يري ما من نحاربهم يتمني الشهادة فلن نترك البلد للخونة والإرهابيين ولازم نجيب حق زمايلنا، ولو استشهدت متزعلش عليا
قالها وتمنها ونالها وهي بركة دعوات أمه التي مات قبل التحاقه بالجيش بأسبوع وأخر إجازة لعرفات كانت من أجل إقامة الذكري السنوية لها ثم سافر آخر مرة لكتيبته، والتي استشهد فيها.
يضيف الوالد، أن عرفات كان سند الأسرة حتى في فترة الإجازات كان يستغل إجازته للعمل ليترك لنا ما نحتاجه من مال أنا وشقيقه محمود صاحب 8 سنوات وبالمدرسة فأنا لا أقوى على العمل وكان هو العائل لنا حتى أنه استطاع أن يوفر ثمن شبكته وخطب نجلة عمه، والتي كان ينوي الزواج منها بعد انتهاء خدمته العسكرية، متمنيًا أن يحصل على فرصة عمل توفر له مصدر دخل ثابتا ينفق به على ابنه الصغير.



