الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"أميرة" تتحرر من الأمية بعد 37 سنة..من أجل ابنتها

أميرة تتحرر من الأمية
"أميرة" تتحرر من الأمية بعد 37 سنة..من أجل ابنتها
الدقهلية - مي الكناني

لم تقف ظروف الحياة حائلًا أمام أميرة حسب في العودة للتعليم بعد أكثر من 35 عامًا قضتها أميّة، وتحقيق حلم الحصول على شهادة عليا رغم سنها المتقدم.

تقيم أميرة صاحبة 58 عامًا بمدينة جمصة، رفقة زوجها ونجلتها دنيا طالبة بكلية الصيدلة، والتي تعتبر الوقود الذي حرك الأم وشجعها لتخطي أول خطوة في مجال التعليم.

في البداية، التحقت أميرة بالمدرسة حتى وصلت للشهادة الإعدادية، لكنها لم تنل أي قسطا من التعليم، وظلت أمية لا تجيد القراءة والكتابة، ولم تجد من يقف بجوارها لتعليمها كيف تكتب أو تنطق، ما تسبب في رسوبها مرتين، وهنا قررت ترك المدرسة، والتفرغ لمساعدة والدتها بأعمال المنزل، ومن بعدها تزوجت مرتين.

سنوات مرت لم تنس أميرة خلالهم حلمها، حتى رزقت بابنتها دنيا، وكانت رغبتها في تعليمها والوصول بها لأعلى المراكز السبب في إصرارها على الالتحاق بفصول محو الأمية، الفكرة التي رفضها زوجها في البداية، لكن حرصها كان سببًا في تغيير موقفه.

تسترجع أميرة ذكرياتها في بداية التحاقها بفصول محو الأمية، حينما كان عمرها 37 عامًا، وتحمل ابنتها التي لم تتعد عدة أشهر، وتذهب معها لمحافظة الغربية لحضور الدروس، ثم تعود لمنزلها لتحضير الطعام، وفي المساء تساعد زوجها الذي يعمل قماشَا، "كنت بعاني من الضغط والعبء النفسي والمادي، لكن بتحمل علشان بنتي تفتخر بيا".

تقول أميرة إنها تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب عودتها للتعليم، منها "هتاخدي إيه، وسنك كبير، بس انا كان عندي هدف إن لما أدي دنيا بنتي معلومة تبقي صح، وأساعدها وفضلت معاها من الابتدائي لحد دلوقتي في الكلية، وكنا بنذاكر سوا، والحمدلله حققت حلمها ودخلت كلية صيدلة".

كما التحقت أميرة بالمدرسة الفنية شعبة ملابس جاهزة، لخبرتها في العمل بالقماش مع زوجها، ومنها حققت حلمها الأكبر وتقدمت للجامعة العمالية، وحصلت على لقب الطالبة المثالية عام 2004 و2005، وشاركت أيضا في النشاط المسرحي، ورغم اختلافها عن باقي الطلاب، لكنها لم تكترث، "كنت ست كبيرة في الأربعينات، وقاعدة في المدرج جمب الطلبة الصغيرين، في الأول كانوا مستغربين بعمل إيه معاهم، بعد ما عرفوا قصتي كانوا بيساعدوني، وبينهدوني بالمهندسة أميرة".

وسط اهتمام تلك السيدة بالتعليم، كانت تخوض كفاحا آخر، فهي تعمل مع زوجها وترافقه في كافة المعارض داخل جمصة وخارجها لعرض منتجاته، بحثًا عن أي فرصة تزيد دخلهما، وتساعدهما في توفير كل مات حتاجه نجلتهما، التي حرصت الأم على تعليمها مهنة الخياطة.

كما سعت للحصول على قرض من صندوق تنمية المشروعات لتوسيع مجال عملها، "عملت كل المطلوب، وأخدت 50 ألف والحمدلله سددتهم، وأخدت تاني 100 ألف وبسدد فيهم، واتعلمت السواقة وطلعت رخصة:.

بمثابرة وجد حققت السيدة الخمسينية ما حرمت منه في شبابها بدافع الظروف والتقاليد، "كل حاجة اتحرمت منها زمان حققتها دلوقتي مع بنتي، واتحديت الظروف علشان تفتخر بيا، مريت بتعثرات مادية وظروف قهرية بس فضلت واقفة علشانها، وهي معايا مبتسبنيش".

وفي عام 2006، أنهت أميرة رحلتها التعليمية بحصولها على دبلوم ميكانيكا من الجامعة العمالية نظام عامين، بتقدير جيد ونسبة 74.47%، لتجتاز أهم وأكبر حلم بحياتها، لكن شغفها في النجاح مازال كبيرًا، إذ ترغب في تعلم اللغة الألمانية بعدما أتقنت الإنجليزية، واستكمال تعليم ابنتها في الخارج.

تم نسخ الرابط