من أجل راتبه الشهري قتلهم وأشعل النيران فيهم حتى يخفي جريمته في " كفرالشيخ "
كفر الشيخ- محمود فكري
أوهمه الشيطان الرجيم أنه سيرتكب جريمة الشنعاء، ويطمسها بإشعال النيران، حتى لا يتوصل إليه أحد، فيفلت من العقاب ويعيش حياة طبيعية خارج القضبان الحديدية وكأن شيئا لم يكن، لكن في ظل الكفاءة التي يعمل بها رجال الشرطة في كشف ملابسات الجرائم المختلفة، أصبحت الجريمة لا تفيد.
البداية عندما تلقي مركز شرطة سيدي سالم التابع لمحافظة كفرالشيخ، بلاغ بنشوب حريق بمنزل المدعو " ش. م. ح." الكائن بالأرض الزراعية بناحية دمرو الحدادي التابعة لدائرة المركز، وعلى الفور انتقل العميد ياسر ريان مأمور مركز الشرطة، والرائد حمدي أبو رية، رئيس وحدة البحث الجنائي بالمركز، على رأس قوة أمنية، يرافقهم سيارات الحماية المدنية، التي نجحت في إخماد الحريق ومنع امتداده.
وبالفحص تبين نشوب الحريق بمنزل مكون من ثلاث حجرات بالطوب البلوك الأبيض، ومسقوف بالعروق الخشبية وقش الأرز، وملحق به حظيرة مواشي،وبالمعاينة تبين تفحم جثة مالك المنزل المدعو" ش. م. ح "الباغ من العمر ٢٨ عاطل، ومقيم دمرو الحدادي، دائرة المركز " والتي سبق اتهامه في عدد ٨ قضايا ما بين " مخدرات، وسرقة، وسلاح ناري " أخره القضية رقم ٣٦٠١٧/ ٢٠١٧ جنايات مركز سيدي سالم، مخدرات، ومحكوم عليه في الجنايات أرقام: ٣٦٠١٧/ ٢٠١٧المركز، والمقيدة برقم ١٨٤٨/ ٢٠١٧ كلي كفرالشيخ إحراز ذخيرة، غيابي ٣ سنوات ٣٦٣٣٠/ ٢٠١٧ المركز، والمقيدة برقم ٣٠٥٤/ ٢٠١٧ كلي كفرالشيخ مخدرات، غيابي ٧ سنوات، بالإضافة إلى عدد ٥ أحكام جزئية ٤ حضوري، و١ غيابي ما بين تبديد، وضرب سرقة.
كما كان أيضا بجواره جثة متفحمة لشخص ذكر تبين أنه يدعي " أ. م. ع " الباغ من العمر ٣٦ سنة عاطل، ويقيم بناحية العمار، دائرة المركز والمحكوم عليه في عدد ٥ أحكام جزئية غيابيا " تبديد " وتبين وجود موقد بوتاجاز صغير الحجم يوجد عليه أثار حريق وكذا أنبوبة بوتاجاز كبيرة وطباخة، بالإضافة إلى نفوق ٤ رأس ماشية، و1دابة " حصان "، فضلا عن سقوط السقف بالكامل على أرضية المنزل بعد احتراقه، وبعد الفحص والمعاينة تم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى كفرالشيخ العام تحت تصرف النيابة العامة.
وبسؤال والد المتوفي الأول ويدعي " م. ن. ح " سن ٦٥ فلاح، ويقيم دمرو الحدادي دائرة المركز، أقر أنه لا يتهم أحدا ولا يشتبه جنائيا، ويرجح أن يكون سبب الحريق موقد البوتاجاز، كما أنتقل خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة الحريق، ورد تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية يفيد وجود شبهة جنائية في الحادث، وعلي الفور كلف اللواء فريد مصطفي، مساعد وزير الداخلية لأمن كفرالشيخ، بسرعة تشكيل فريق بحث جنائي لمعرفة ملابسات الحادث والوصول إلى الجناة.
وتوصل فريق البحث الجنائي التي ترأسه اللواء محمد عمار مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، وفرع الأمن العام، والرائد حمدي أبو رية رئيس مباحث سيدي سالم ومعاونيه، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو " ل. س. م " البالغ من العمر ٣٣ سنة عامل بمزرعة المجني عليه الأول، ويقيم دمرو، دائرة المركز، والمحكوم عليه في عدد ٤ أحكام قضائية ما بين " تبديد، وضرب ".
وبعد تقنين الإجراءات تم ضبطه وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات أقر بصحتها واعترف بارتكابه للواقعة، وذلك بسبب حدوث مشادة كلامية بينه وبين المجني عليه الأول لمطالبته بأجره الشهري وامتناع الأول عن دفع ذلك الأجر، فقام بالتعدي عليه بآلة حادة " بلطة " على رأسه فأغشي عليه، وأثناء محاولة المجني عليه الثاني الإمساك به قام بالتعدي عليه بذات الآلة.
كما قام أيضا بالاستيلاء على مبلغ مالي ١٠٠٠ جنيه من المجني عليه الأول، وقام بدفع موقد الغاز المشتعل عليهما، ثم تخلص من الآلة المستخدمة بإلقائها بأحد المصارف المجاورة، وإعطاء المبلغ المالي لزوجته، وبإرشاده تم ضبط الآلة المستخدمة، وباستدعاء زوجته وتدعي " ص. م. خ " سن ٣٠ ربة منزل، وتقيم بذات الناحية وسؤالها، أقرت بإعطائه لها المبلغ المذكور يوم الحادث، وقامت بالتصرف فيه بسداد ديونه، تم تحرير محضر بالواقعة وجاري العرض على النيابة العامة لتباشر التحقيقات.



