السر الحقيقي وراء هروب تميم من القمة العربية
كتب - عادل عبدالمحسن
ذهب الأمير تميم بن حمد حاكم إمارة شرق سلوى إلى القمة العربية الـ30 في تونس وفي مخيلته أنه ذاهب إلى ولاية قطرية خارج الحدود، كما أوهمه الإخوان التوانسة وغيرهم، بدليل ما أذاعوه على لسان المذيع معتز مطر على قناة الشرق الإخوانية التي تبث من تركيا كذبا، بأن جامعة الزيتونة رفضت منح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الدكتوراه الفخرية، وهو ما نفاه مستشار الرئيس التونسي، بأن الرئاسة التونسية لم تطلب من هذه الجامعة منح العاهل السعودي الدكتواره الفخرية، بل إن جامعة القيروان هي من نالت هذا الشرف بمنحها الدكتوراه الفخرية للملك سلمان بن عبد العزيز.
ذهب حاكم شرق تونس على وقع هذه الأكذوبة منتفخ الأوداج، خاصة مع تأخير الرئيس عبد الفتاح السيسي لذهابه إلى تونس ليوم انعقاد القمة ما جعل "تميم" يسبح بخياله ويمني نفسه ببطولة زائفة من خلال إلقاء كلمة يحاول من خلالها أن ينال إعجاب خرفانه الإخوان المتأسلمين ومن على شاكلتهم.
وكلما اقترب موعد انعقاد القمة كان يشرئب عنق تميم ويمني نفسه بأن يحظى بمعاملة أكبر من حجم كشكه على ضفاف الخليج العربيـ المسماة بـ"إمارة قطر"، وربما طمع في أن يقبل الملك سلمان مقابلته لإذابة الجليد في العلاقات بين دول المقاطعة للإمارة المنبوذة، لكن في اللحظة المناسبة وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي فانقلبت كل حسابات تميم رأسًا على عقب.
وجاءت أول صدمة بأن كلمات قادة الدول العربية في القمة لم يتم ترتيبها وفق الحروف الأبجدية للدول، حتى تكون كلمته قبل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكنها وضعت حسب وضع الدول وقيمتها ومكانتها في المنطقة.
ورغم ذلك تحامل تميم على مضض وجلس على مقعده في القمة متملمًا ضجرًا، حتى جاءت لحظة عدم قدرته على التحمل، عندما قال السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام للدول العربية: إن تدخلات إيران وتركيا عقّدت الأزمات في المنطقة، ورفض مخططات إيران في الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، وعدم قبول الجيوب التركية في سوريا بذريعة المناطق الآمنة توسعتها بطول الحدود الشمالية في الأراضي السورية المتاخمة لتركيا.
ورفض إنشاء كيانات وميليشيات إيرانية وتركية لإثارة الفتن والنعرات الطائفية في الدول العربية.
فكانت كلمة الأمين العام للجامعة العربية بالنسبة إلى حاكم شرق سلوى المسماة بإمارة قطر بمثابة صب جردل مياه مثلجة على جسد تميم في زمهرير الشتاء، فقفز من على مقعده هاربًا كالفأر المذعور.



