بعد 60 عاماً من الفراق..جمعهما "قبر"
كتب - عادل عبدالمحسن
ستظل زمنناً طويلاً هذه الواقعة تتناقلها الأجيال ..لقاء حبيبن فرقتهما الظروف القاهرة والحرب اللعينة فلم يكن يدرى الحبيب ولم تكن تدرى الحبيبة أن اللقاء سيكون بعد 60عاماً من زواج أستمر ثلاثة أيام فقط. فيا ترى كيف كان ؟عند ملاقاة
تجيب عن هذا التساؤل آنا كوزلوف، المرأة الروسية العجوز، التي صعقت بمشاهدة “بوريس” من جديد، الرجل الذي تزوجته منذ 60 عاما، والذي كانت ودعته بعد الزواج بثلاثة أيام فقط، لانضمامه للجيش، إبان حروب الاتحاد السوفيتي، ليغيب عنها كل تلك السنوات الطوال.
البداية قبل 60 عاما
قصة الحبيبن بدأت عندما تم نفي الزوجة وعائلتها لسيبيريا، فيما سمي حينها بـ "تطهير ستالين"، باعتبارهم أعداء للدولة، بعد ما رفض والد آنا الانصياع لأوامر رجال ستالين، بالعمل في إحدى المزارع.
جاء وقع ذلك كالصاعقة بالنسبة لبوريس عند عودته لمنزله الخالي، ليقوم بالبحث عن زوجته آنا بلا كلل أو ملل ولم يتسرب اليأس إلى نفسه، ولكن للأسف دون طائل، حتى وجدها أخيرا بالصدفة بالقرية التي شهدت زواجهما والتي تدعى "بوروفوليانكا".
تصف "آنا" لحظة اللقاء بعد غياب دام 60عاماً قائلة : تخيلت لوهلة أن عيني تمارس معي بعض الألاعيب، فعندما رأيت هذا الرجل قادما نحوي، وينظر لي بتلك اللهفة، شعرت بقلبي يقفز من مكانه، إذ علمت أنه زوجي، الذي لم أراه منذ نصف قرن، وبكيت بحرقة من شدة الفرحة".
جاء بوريس لتلك المنطقة لزيارة قبر والديه، وليلقي نظر على المنزل الذي شهد زواجه من "آنا" من قبل، والذي ظل خاليا لسنوات طويلة جدا، ليفاجأ بها قد عادت، ولكن بعد عمر طويل جدا.
أما بوريس فيصف تلك اللحظة قائلاً : ركضت نحوها على الفور، مناديا إياها بحبيبتي وزوجتي، وشارحا لها أنني بحثت عنها مرارا وتكرارا دون جدوى.
تحكي آنا أن فترة ترحيلها مع أسرتها كانت الأسوأ، للدرجة التي جعلتها ترغب في الانتحار، نظراً لأنها كانت لا ترى أملاً في الحياة بدون زوجها كما تقول.
ومن جهته يؤكد بوريس أنه لم يدخر جهدا من أجل العثور على زوجته، وأنه كان يشعر بأن هذا سوف يحدث مهما طال العمر.
الطريف أن "آنا" رفضت في البداية إسدال نهاية سعيدة على قصتها مع بوريس ، قبل أن تعيد التفكير في ذلك، حيث أراد بوريس أن يتزوجها من جديد، ولكنها لم تتقبل الأمر قائلة : لم أر حكمة من زواجنا في هذه السن مرة أخرى، ولكنه كان مصمما على ذلك، وهو ما قمنا به بالفعل لاحقا، ليكون أجمل يوم في حياتي على الإطلاق.



