أنفاق قناة السويس تنهي عزلة 160 عامًا بين "آسيا وإفريقيا"
كتب - عادل عبدالمحسن
ورد في الأثر أن عمر بن الخطاب أمر عمرو بن العاص قائد جيوش المسلمين في فتح مصر أن يتخذ مقرًا للحكم لا يكون بينه وبين مقر الخلافة في المدينة المنورة مانعًا مائيًا لذلك عدل عمر بن الخطاب اختياره من اتخاذ الإسكندرية مقر للحكم إلى شرق النيل في مصر القديمة اسمها الفسطاط أي "الخيمة".
وظلت مصر تربط بين قارتي آسيا وإفريقيا طوال الزمن حتى ظهرت فكرة حفر قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط لأول مرة أثناء وجود الحملة الفرنسية في مصر "1798-1801م"، ولكن بسبب خطأ في الحسابات الهندسية قرر مهندس الحملة الفرنسية "لوبير" أن البحر الأحمر أكثر ارتفاعًا من البحر المتوسط، وبالتالي عدم جدوى حفر القناة
وظل هذا الاعتقاد قائما حتى جاءت جماعة السان سيمونيين إلى مصر "نسبة إلى هنري سان سيمون الفرنسي" وأعادت دراسة المشروع وأثبتت أن البحرين في مستوى واحد وأنه يمكن شق قناة بينهما.
وعرضت جماعة سان سيمون على محمد علي فكرة إنشاء القناة، بالإضافة إلى مشروعات أخرى في مصر منها مشروع سد القناطر، وافق محمد علي على مشروع القناطر لكنه لم يتحمس لمشروع القناة قائلًا: أريد بسفورًا آخر في إشارة إلى مضيق البسفور في تركيا والذي كان سببًا دائم في تدخلات الدول الكبرى.
ولما تولى حكم مصر الخديو سعيد أستطاع المهندس الفرنسي ديليسبس إقناع سعيد بحفر قناة السويس بدأ الحفر في قناة السويس سنة 1859م، واستمر العمل لمدة عشرة أعوام متصلة، وتم افتتاح القناة للملاحة في عهد الخديو إسماعيل في 11 نوفمبر 1869م.
وظلت قناة السويس طوال 160 عامًا عائقا مائيا بين قارتي آسيا وإفريقيا حتى تم اليوم افتتاح 4 أنفاق أسفل القناة بالإسماعيلية وبورسعيد لتفتح آفاق التنمية على مصاريعها في أرض الفيروز، وإذا تمت إقامة جسر الملك سلمان بين مصر والمملكة العربية السعودية سوف تشهد حركة التجارة بين القارتين رواجا كبيرا، خاصة في ظل إحياء طريق الحرير.



