الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أمير الشهداء- قائد الأشباح.. 46 عامًا على الاستشهاد

أمير الشهداء- قائد
أمير الشهداء- قائد الأشباح.. 46 عامًا على الاستشهاد
كتب - عادل عبدالمحسن

اليوم.. تمر ذكرى استشهاد بطل مهما قيل من كلمات لا يمكن أن تصف بطولاته وشجاعته وفروسيته ونبله وصلابته فهو قائد عسكري صنع تاريخه بالدماء والتضحية ولا يمكن أن يمحوه الزمن وسيظل نبراسًا تهتدى به الأجيال بمصنع الرجال والبطولة، "القوات المسلحة المصرية" أول جيش عرفته البشرية.

ومن شدة إعجاب رجال المخابرات الحربية بعملياته في مواقع وخلف خطوط العدو كانوا يقومون بتسجيل بكاء وصراخ الجنود والضباط الإسرائيليين في الاتصالات بينهم وبين قادتهم من عملياته خلف خطوط العدو ويمنحونها لهذا البطل الأسطوري، العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي الذي ولد يوم 26يونيو 1931 بشارع البوستة في حي العباسية بالقاهرة، لكن أصوله تعود إلى محافظة الدقهلية، وقد ورث عن جده "الأميرالاي" عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداء للوطن، كما كان لنشأته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه.

ويقول الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن لقائه مع أفراد المجموعة 39 قتال التي يقودها العميد إبراهيم الرفاعي يوم 12 أغسطس 1971: "لن أستطيع أن أصور حقيقة مشاعري اليوم، فلأول مرة منذ 18 عامًا أعود لأرتدي اللباس العسكري الذي أشعر فيه بالشرف كله وأحس فيه كل ما اعتملت به أحلامي في طفولتي وشبابي وكل ما تمنيت أن أختتم به حياتي في خدمة وطني وبلادي. إنني فخور بهذه الوحدة التي لا أستطيع أن أفرق فيها بين الضابط والجندي"، يومها كرم السادات المجموعة 39 وأعضاءها ومنح علمها نوط الشجاعة ونجمة الشرف لأبنائها، مشيدًا بما قدمته من عمليات أنزلت الرعب في قلب العدو.

وطالبها السادات باستكمال عملها بشراسة أكثر وقوة، وأن المعركة القادمة مهمة لعودة الأرض، واستمع إلى شرح عن العمليات التي نفذتها فيما بعد حرب 67.

وتحدث المشير أحمد إسماعيل علي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973 عن الشهيد إبراهيم الرفاعي في مذكراته "كان هناك العديد من الأبطال المصريين الذين سطروا معجزات في تاريخ العسكرية المصرية، ومن بينهم العميد الشهيد إبراهيم الرفاعي الذي أدي العديد من المهام الوطنية ومنها على سبيل المثال تفجير إحدى المناطق الإدارية لنا في سيناء التي كان العدو قد استولى عليها بعد انسحاب القوات المصرية وخزن بها ما تم جمعه من سلاح وذخائر وعتاد عسكري تركه الجنود دون أن يتمكنوا من العودة به، كانت المعلومات قد وصلت لي من بعض البدو الوطنيين بموقع هذه المنطقة الإدارية في شمال "الشط" وزاد إصراري على تفجير الموقع لحرمان العدو من الاستفادة منه، فعهدت لمجموعة من خمسة رجال من أبطال الصاعقة بتلك المهمة بقيادة إبراهيم الرفاعي فعبروا القناة في قوارب صغيرة وقاموا "بتلغيم" المركز كله ثم عادوا سالمين إلى غرب القناة، ولن أنسى ما حييت مشهد النيران وهي تأكل المركز بالكامل وعلمت أن القائد الإسرائيلي الذي كان مسؤولًا عن هذه الذخائر قد قُتل في هذه العملية.

كما أذكر لإبراهيم الرفاعي عملية أخرى لا تقل عن الأولى في عظمتها، حيث رصدنا عام 1968 أنواعًا جديدة من الصواريخ المثبتة على الضفة الشرقية للقناة، فكان لا بد من الحصول على أحدها لمعاينته وفحص إمكانياته، فأصدرت أوامري لمجموعة من أمهر المقاتلين يتقدمهم إبراهيم الرفاعي بإحضار أحد تلك الصواريخ فتسللوا بملابس الضفادع البشرية لموقع العدو في الشط وهم لا يحملون سوى خناجر وقاطعات أسلاك واستولوا على عدد من الصواريخ التي عادوا بها رغم الحراسة الإسرائيلية الشديدة لكنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأقسموا على حماية الوطن.

يوم استشهاد البطل كان 23رمضان وحسب ما قيل ممن رافقه في المجموعة 39قتال إن الشهيد صلى الفجر وتلى قوله تعالى في الركعة الثانية، "منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا(24 )"

 

كما قيل أيضا أن الليلة كانت هادئة جدًا وشعروا أنها تواكب ليلة القدر، فهذه الليلة كانت 23رمضان وهي ليلة "وترية"، وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان."

وفاضت روح البطل في أفضل أيام الله في العشر الأواخر من رمضان تاركًا خلفه تاريخًا مشرفًا تتناقله الأجيال.

كان الرئيس السادات قد أجرى اتصالًا بالعميد إبراهيم الرفاعي قائلًا أريدك أن تحمي النصر، وكان الشهيد على قدر المسؤولية واستطاع ورفاقه وزملاؤه من رجال الجيش المصري أن يحققوا ويحموا الانتصار.

 

 

 

بطاقة تعريف.. العميد أركان حرب: إبراهيم الرفاعي

آخر رتبة: عميد- أركان حرب

الاسم الكامل: إبراهيم الرفاعي السيد الرفاعي

الجنسية: مصري

لقب: أمير الشهداء

الانتماء: مصر

خدم في: المجموعة 39 قتال

تاريخ الميلاد: 26 يونيو 1931

مكان الميلاد: العباسية بالقاهرة

تاريخ الاستشهاد: 19 أكتوبر 1973 الموافق 23رمضان 1393

مكان الاستشهاد: محافظة الإسماعيلية– "الدفرسوار"

مكان الدفن: القاهرة

سنوات الخدمة: 1954- 1973

معارك: العدوان الثلاثي، حرب اليمن، حروب الاستنزاف، حرب أكتوبر النصر العظيم

أهم قيادات: سلاح الصاعقة والمظلات والمخابرات الحربية

إصابات ميدان: الاستشهاد في حرب أكتوبر 1973

أوسمة: نوط الشجاعة العسكري ثلاث مرات، ميدالية الترقية الاستثنائية مرتين، النجمة العسكرية ثلاث مرات، نوط الواجب العسكري مرتين، نجمة الشرف، نجمة سيناء، وسام الشجاعة الليبي، سيف الشرف.

 
 
 
 
 
تم نسخ الرابط