تعرّف على رحلة العائلة المقدسة لمصر "فيديو"
كتبت - كاميليا عتريس
عندما قام بزيارة لمصر العام البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الماضي، وقف في حالة خشوع أمام المحراب ليقيم القداس كعادته، لكن القداس الذي اقامه لم يكن كغيره, لأنه في مكان جديد امام ايقونة هامة ووقف ليباركها انها أيقونة رحلة العائلة المقدسة، وليعلن أنها جزء أصيل من رحلة الحجاج المسيحين الكاثوليك حول العالم، وكيف لا تكون كذلك وهي الرحلة التي قامت بها السيدة مريم العذراء وفرت إلى أرض مصر واحتمت بها من بطش وظلم الملك هيرودس، وقف يتذكر بمودة "الزيارة الرسولية"، لأرض مصر الطيبة ولشعبها الكريم، قائلا: "الأرض المباركة عبر العصور بدم الشهداء والأبرار الثمين والتي عاش فوقها القديس يوسف والعذراء مريم والطفل يسوع والكثير من الأنبياء.. إنها مصر.. أرض التعايش والضيافة.. أرض اللقاء والتاريخ والحضارة.."، مباركة بابا الفاتيكان كانت بمثابة دعوة 6 مليار مسيحي كاثوليكي حول العالم لزيارة مصر ضمن طريق الحج المقدس.
في 24 بشنس أي الأول من شهر يونيو منذ أكثر من ألفي عام زار السيد المسيح طفلا تحمله أمه السيدة العذراء بين يديها إلى مصر تاركين "بيت لحم" بفلسطين بحثا عن الآمن في بلاد مصر، أحداث تلك الزيارة احتفظ بها المصريين في قلوبهم وعبروا عنها بفنونهم الشفهية والمكتوبة والمرسومة أيضا، وهو ما نراه داخل كل كنيسة أو دير أو حتى بيت مسيحي في مصر، نرى أيقونة ملونة تطل منها السيدة العذراء معها طفلها المعجزة السيدة المسيح تسير وسط البراري فوق ظهر حمار وبجوارهما السيد يوسف النجار البار لهما، أيقونة صغيرة الحجم لكنها ذات دلالة عميقة ترسم ملامح رحلة العائلة المقدسة وتكشف قدسية الرحلة المسيحية سار على خطاها المصريين واعتنقوا ديانتهم الوافدة بعد أن ظلوا آلاف السنين يمارسون عبادة الديانة المصرية القديمة، وكما جاء في حديث أشعياء النبي في سفره الإنجيلي عن الرحلة المقدسة ووصولها إلى ارض مصر قوله: "فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها.."، حيث خاف الناس من هذا الحدث غير المألوف وارتعبوا، وبسببها قال الرب "مبارك شعبي مصر",
حالة الحفاوة برحلة السيدة العذراء وطفلها لم تتوقف يوما في أرجاء مصر كلها ,وهو ما يحدث كل نهار مع كل قداس أو صلاة، نراها عند مدخل كنيسة أبي سرجة الأثرية حيث يصطف القساوسة بزيهم القبطي الأسود المزدان برمز الصليب والابتسامة تعلو الوجوه يرحبون بأهالي منطقة قصر الشمع ومجمع الأديان, يقومون بالقداس من داخل كنيستهم الصغيرة، كنيسة أبي سرجه بمنطقة مصر القديمة، ويحتفلون كل يوم بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر هربا من بطش الرومان ,حيث عاشت العائلة المقدسة بين أرجاء مصر أكثر من ثلاث سنوات ومعها حلت البركة والخير على أرض مصر وشعبها, كنيستهم تحوي مغارة صغيرة تحت مستوى الأرض بما يزيد عن عشرة أمتار، لا يزيد عرضها عن مترين ونصف المتر وطولها عن ستة أمتار، ويوجد بها سلم يؤدي إلى الهيكل البحري وبه بئر يقال إن العائلة المقدسة شربت منه، لذا يفتخر بها أهالي المنطقة ويتبارك بها كل الزائرين,
تتوالى محطات لتبلغ 22 موقعا أثريا قبطيا يحكى تفاصيل رحلة السيدة العذراء وابنها الطفل اليسوع ورفيق الرحلة يوسف البار، وهو المسار الذي تم الاتفاق عليه وتقديمه إلى دولة الفاتيكان وباركه البابا فرانسيس خ بالمونسنيور ليبرو أندرياتا نائب رئيس المؤسسة الرومانية للحج، وهناك خطة الحكومة المصرية، بالفعل وتم الانتهاء من إعداد ثمانية مواقع أثرية يشملها المسار كمرحلة أولى، وكانت اللجنة الأثرية السياحية المشتركة بالتعاون مع وزارة الداخلية قد انتهت من أعمال المرحلة الأولى من مشروع إدراج آثار العائلة المقدسة على الخريطة السياحية العالمية، حيث اعتمدت على المسار المحدد من قبل الكنيسة الأرثوذكسية والمعتمد من البابا تواضروس. ويضيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أن طريق دخول العائلة المقدسة إلى مصر يختلف عن طريقة خروجها، وأن وزارة الآثار اعتمدت على كل الدراسات العلمية والتاريخية المتاحة وعلى الشواهد الأثرية الموجودة على الأرض لتحديد مسار العائلة المقدسة، مشيرا إلى أن الوزارة لا تعتمد على الحكايات المروية وإن كانت الدراسات لاتزال مستمرة خاصة مع وجود خلافات حول المدة الزمنية التي قضتها العائلة المقدسة داخل مصر، حيث هناك جدل حول استمرار وجود العائلة المقدسة لمدة سبع سنوات أم ثلاث سنوات أم عام واحد فقط، وأكد أن ميزانية المشروع لا تزال مفتوحة وتقديرية حتى يتم الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية,
وعن مسار العائلة المقدسة التي تم الاتفاق علية من قبل كل الجهات وخاصة الكنيسة الأرذوكسية والكنيسة الكاثوليكية أن رحلة الدخول إلى مصر تضم 12 موقعا أثريا أما رحلة الخروج من مصر تضم 10 مواقع أثرية بإجمالي 22 موقعا تم ترميم وإعداد ثمانية مواقع منها فقط حتى الآن، مشيرا إلى أن رحلة الدخول بدأت مع مجيء العائلة المقدسة من فلسطين عن طريق شمال سيناء مارة برفح ثم العريش إلى مدينة بيلوزيوم (الفرما) بسيناء ثم سارت على فرع النيل الشرقي إلى تل بسطا ثم سمنود وعبروا فرع النيل الغربي إلى سخا ثم جنوب غرب مقابل وادي النطرون ثم البهناسا، جبل الطير الأشمونين، ديروط، حتى القوصية ودير المحرق، أما رحلة العودة بدأت من أسيوط إلى منف ,كنيسة العذراء بالمعادي,ثم كنيسة أبي سرجة بمنطقة مصر القديمة، ثم شجرة مريم بالمطرية، مستطرد، إلى بلبيس، تل بسطا، وصولا إلى الفرما بالعريش، حتى خرجت من مصر، وهو المسار الذي بدأت وزارة الآثار خطة طويلة المدى تضم عدة مشروعات لترميم المباني الأثرية التي تحويها من أديرة وكنائس علاوة على العمل على تطويرها لتكون جاهزة أمام حركة السياحة المسيحية العالمية، وإن أكد أيضا أن هناك مواقع تحوي شواهد أثرية مثل جبل الطير ,وكدير المحرق، أو الكنيسة الأثرية الموجودة في "سخا"، أو قلعة الفرما، في حين هناك محطات لا تحوي مواقعا إنما هي مجرد ذكريات ومرويات شعبية وبالتالي فإن وزارة الآثار غير معنية بتطوير تلك الأماكن مردد بقوله :" نحن نقوم بترميم وتطوير كل الشواهد والمباني الموجودة داخل المواقع فقط.."وأوضح أن هناك مشروعات استكملتها وزارة الآثار مثل ترميم كنيسة أبي سرجة، دير المحرق، وكنيسة سخا، في حين هناك مواقع دخلت ضمن مشروعات أخرى مثل ترميم قلعة الفرما ضمن مشروع احياء طريق حورس الحربي في سيناء.



