السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

من نيمار إلى بيرلو العرب: المال يقتُل الأحلام.. رافقني من أجل المتعة مجانًا يا صديقي!

من نيمار إلى بيرلو
من نيمار إلى بيرلو العرب: المال يقتُل الأحلام.. رافقني من أج

كتب ــ ندى شعبان

ماذا أخترت يا بيرلو العرب؟ أموال آرسنال التي لا حصر لها أم المتعة التي خُلقت من أجلها كرة القدم، ولكن قبل أن تجب على تلك السؤال وحتى لا يبقى مجال للندم عليك أن تشاهد فيلمًا قصيرًا بعنوان "المال يقتل الأحلام" عن حياة من ذهب قبلك وأهلكه مرار الطرُقات.

مشهد البداية بتاريخ قديم

يظهر نيمار دا سيلفا وهو جالسًا على كرسيه ليخاطب متابعيه حول العالم بأنه سيأتي يوم وسيبسط سيطرته على عالم كرة القدم بأكمله، ويرافق حديثه شاشة تلفاز كبيرة خلفه تُعيد أبرز لقطاته وأهدافه داخل الساحرة، وأيضًا وجوده كأفضل ثالث لاعب في العالم على منصات التتويج.

كل شيء يبدو على ما يرام فالبرازيلي يسير بخطى ناجحة نحو تحقيق تنبؤاته، بعدما أصبح من الأعمدة الأساسية لنادي برشلونة الإسباني، ونجح في تخطي جميع الحضور باقتناصه للعديد من البطولات الجماعية والفردية، والتي عززت من قدراته الفائقة وجعلته قادرًا على منافسة ميسي ورونالدو في جميع المحافل الكروية.

نقطة التحول.. صيف 2017

على شاشة سوداء كبيرة كُتب "نيمار إلى باريس سان جيرمان" بِعقد يمتد إلى صيف 2022، قادمًا من برشلونة بعد تفعيل الشرط الجزائي في عقده بدفع 222 مليون يورو.

ولعل الأموال الطائلة التي عُرضت على اللاعب كانت كفيلة ليتناسى كنزه الأكبر الا وهو موهبته ولمعانه الكروي الذي وضعه على حافة الانهيار، من أجل العرض المغري، ظنّا منه أنه بذلك سيتمكن من تحقيق مبتغاه بأن يصبح النجم "الأوحد" للفريق ويخرج من عباءة ميسي.

الهزيمة..8 -7-2019

في أمسية كروية مميزة وفي غياب نيمار، لم يجد منتخب البرازيل أية صعوبة في التتويج ببطولة كوبا أمريكا للمرة التاسعة في تاريخه.

ولم ينته فقط مشوار دا سيلفا المضيء منذ رحيله عن الفريق الكتالوني وحسب، ولكن توقف أيضًا لمساته الواضحة مع منتخب بلاده، وبعدما قرر الخروج من عباءة ميسي ظل يخسر كل ما يملكه تدريجيًا حتى فقد بريقه أمام العالم، وتناست منصات التتويج أقدامه.

صحوة متأخرة والحنين إلى الماضي

بعد أن خسر دا سيلفا مكانته المرموقة بين أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، وبعدما أقترب من أن يصبح في طي النسيان، أيقن البرازيلي أن المكسب الحقيقي يكمن في كرة القدم ذاتها، وليست في الأموال التي تجني من ورائها.

وقرر البرازيلي ترك كل شيء خلفه والبحث عن العودة مجددًا إلى ما صنعت من أجله كرة القدم وهي "المتعة" حتى لو كلفه الأمر أن يلعب مجانًا في برشلونة خلف عباءة ميسي التي صنعت منه نجمًا يتحدث عنه العالم بأكمله في السابق، وعلى الرغم من رفضه طوال الفترة التي قضاها داخل جدران النادي الكتالوني، أن يصبح النجم الثاني عاد من جديد بإراداته حتى يستعيد هويته السابقة.

حكمة النهاية

لعل ما حدث مع نيمار دا سيلفا الذي ضل طريقه سيكون بمثابة حكمة الماضي الأليم لمحمد النني لاعب آرسنال الإنجليزي في اتخاذ قراره كي لا يقع في مصيدة "الأموال" مجددًا.

وكي يعلم أن طريقه الصحيح داخل الساحرة المستديرة، وليس بديلًا على دكة البدلاء من أجل استعادة مهاراته القديمة، فإن تستعيد لقب "بيرلو العرب" من جديد، خيرُ من أنك تظل طوال مسيرتك تائها في بحر الأموال وتتحول مع الزمن إلى بقايا نجم.

تم نسخ الرابط