قائد سرية شلكا: علمنا بموعد اندلاع الحرب قبل المعركة بـ ٣٠ دقيقة.. كلمة السر "افرد الشبك"

القليوبية - حنان عليوه

قائد لواء مدرعات إسرائيلي أدى التحية لرقيب مصري بعد أسره.. وقتل مدير سلاح المدرعات الإسرائيلي

يحتفل جموع الشعب المصرى، اليوم بالذكرى الـ 46 لحرب أكتوبر المجيدة، واسترداد سيناء أرض الفيروز، ولا نغفل ما قدمه جيشنا العظيم ودورة فى إعادة كرامة الشعب المصرى، والذين شاركوا في الحرب ببسالة ووطنية تشهد عنها سطور التاريخ وحكاياه.

قال اللواء مجدى عبدالصبور نصر سيد، 70 عاماً، من ابناء مدينة بنها بمحافظة القليوبية، وابن محافظة المنوفية، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أنه تخرج فى الكلية الحربية عام 1972م، بسلاح دفاع جوى وتولى قائد سرية شلكا، توفير دفاع جوى عن لواء مدرعات فى حرب اكتوبر.

واسترجع البطل عبدالصبور ذكرياته، مع "بوابة روزاليوسف"، انه شرف له المشاركة فى حرب اكتوبر المجيدة وعبر قناة السويس مع جيل لن انساه، وكان شعارنا " الارض.. العرض" " النصر او الشهادة"، ولدت على تلك الأرض وسأدفن بها ولا بد أن أطهرها وأحميها، قائلا: مصر مرت ب 6 سنوات عجاف بعد 5 يونيو نكسة 1967، فكان لا بد من تحرير أرض سيناء الفيروز.

مستكملا حديثه، ان الخبراء الروسيين حذرونا من الدخول فى حرب تلك الفترة، حيث لابد ان أكون اقوى من العدو وتعلمنا فى مادة " فن القتال" بالكلية الحربية أنه للدخول فى معركة لابد ان اتفوق على العدو بنسبة ٣ :١ فى قوة الأسلحة، وعندما احتل العدو سيناء قام ببناء خط برليف شرق القناة على امتداد 162 كيلو وارتفاع ٢٢ متر اى ٧ طوابق خرسانات، فكيف تخترق القوات هذا السد، ولكن خير اجناد الأرض جيل النصر، وذكاء الرئيس الراحل انور السادات بانه اوهم العدو بانه لن يدخل فى حرب. 

كنا نعلم بالدخول فى حرب ولكن لا نعرف موعد انطلاق الميعاد بالتحديد، وكانت كلمه السر "افرد الشبك"، حيث كنا نقوم بتغطية المعدات بالشباك، لعدم اكتشاف العدو، وعلمنا قبل موعد الحرب بـ ٣٠ دقيقة وقمنا بتشغيل المعدات، وفوجئنا الساعة ٢ ظهرا انطلاق ٢٢٥ طائرة قتال، من ١٥ قاعة ومطارا مصريا، على شرق القناة قاموا بقصف رهيب على قواعد ومطارات العدو الذى انشائه فى فترة الاحتلال، وتم تدمير مركز تصنت خاص بالعدو، واستمرت الضربة الجوية لمدة ٤٥ دقيقة واثبتت نجاح القوات الجوية. 

فى ذات الوقت انطلق رجال المشاة بقوة ١٦٢٥ قاربا مطاطيا عبرت القناة كان يقود كل قارب صف ضابط و١٠ مجندين، بإجمالى حوالى ٩٠ ألف جندى من المشاة الجيش الثانى والثالث الميدانى، بصيحة "الله أكبر"، يحملون ادوات قتال تكفى لمدة ٣ أيام من مأكل ومشرب وأسلحة.

كما أن رجال الصاعقة بقيادة الشهيد العميد ابراهيم الرفاعى قائد المجموعة ٣٩، عبروا يوم ٦ اكتوبر فجرا، واغلقوا فتحات النابلم " مواسير" وهى من اسلحة المدار الشامل ويتفاعل مع المياه، وكانت تحت الماء بعمق ٦ متر وتم اسر ٤ مهندسين الذين كان مخصصهم العدو لتشغيل فتحات النابلم لحرق كل من يمر من فوق المياه فى الحرب. 

وكان خطة الخداع الاستراتيجى والمعنوى للرئيس السادات عندما القى خطاب قبل الحرب ب ٨ أيام يوم ٢٨ سبتمر، فى ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر ولن يتطرق لاى معلومة او حديث عن الحرب. 

فضلا عن دور الاعلام الوطنى والذى نشر فى جميع الصحف ان وزير الدفاع الرومانى سيقابل وزير الحربية المصرى المشير احمد اسماعيل يوم ٨ اكتوبر، فكان خداع بمعاد تلك الزيارة حيث الموساد كانت تتبع الصحف المصرية. 

كما تم استدعاء الضباط الاحتياط والمجندين الذين انهوا خدمتهم لعمل مناورات عسكرية، وتقوم برحيلهم لعدة مرات فيظن العدو ان القادة بمصر تريح المجتمع المدنى بذلك بسبب خروج الشعب المصرى فى مظاهرات للدخول فى حرب. 

كما أعلنت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، فى الصحف ووسائل الإعلام لرحلة عمرة للجنود والضباط وضباط الصف، وكان خداع، كما ان يبعد جنودنا عن العدو لمسافة ٥٠٠ متر اى يرى بالعين المجردة بقيام الجنود بأكل القصب والاستحمام فى القناة، فكان ايضا خداع استراتيجى وتعبوى وتكتيكى، الجيش المصرى حطم الاسطورة كمان اطلقوا على أنفسهم. 

واستورد سلاح المهندسين بالجيش المصرى على مواتير مياه من المانيا، بدعوى استصلاح الاراضى الزراعية فى منطقة النوبارية، ولكن فى الحقيقة حصلوا عليها لحفر خط برليف لياخذ المياه من القناه لتفتيت الصخور، وفى خلال ٥ ساعات تم إنشاء الكبارى وبدأنا العبور.

وضمن خطة الخداع أن اختار القيادات المصرية يوم السبت الموافق ال ١٠ من رمضان، فكان ذلك اليوم موافق عيد كيوبتر او عيد الغفران، والمجتمع الاسرائيلي فى حالة سكون كامل فكان لابد الوصول لمكان الحرب بعد ١٢ ساعة، وقناة السويس تتميز بخاصية المد والجزر اى منسوب المياه ليلا يعلى ويهبط ماعدا الليالى القمرية تكون المياه فى حالة ثبات، فكان من ١٠ : ١٥ رمضان المياه فى حالة ثبات، ومن هنا تنجع القوات فى انشاء الكبارى والمعابر لعبور الدبابات والقوات. 

واضاف عبدالصبور أنه شارك فى القتال ٢٢٥ طائرة قتال مصرية، واكثر من ٢٠٠٠ مدفع من كافة الأعيرة وسلاح المدرعات وجميع الاسلحة بالجيش المصرى، حيث نجحت قواتنا المسلحة فى قتل واسر الآلاف من الجنود والضباط الاسرائيلين منهم العقيد " عساف اجورى" قائد لواء مدرعات اسرائيلى على يد رقيب مصرى والذى أدى له التحية بعد اسره، وتم قتل الجنرال " ابراهام مندلر" مدير سلاح المدرعات الاسرائيلى.

وأوضح عبدالصبور أنه بلغت خسائر العدو، بتدمير ثلث طائرات بعدد 200 طائرة قتال اسرائيلى وتدمير 650 دبابة اسرائيلية، كما تم تدمير مئات المدافع. 

وعن ذكرياته قال عبدالصبور اغلط فى أسماء بناتى ولا انسى أسماء الابطال الذين شاركوا معى فى الحرب منهم المجند " محمد نجيب" من حى كرموز بمحافظة الإسكندرية، والمجند شوقى من قرية منوهلة بمحافظة المنوفية. 

وشدد بطل اكتوبر أن الحرب الحديثة ليست اسلحة ولكن حرب الشائعات والسوشيال ميديا ووسائل التواصل الإجتماعى الجيل الرابع والخامس، محذرا شباب مصر بعدم الانصياع وراء تلك الشائعات والتى هدفها تدمير والنيل بمصر، وباذن الله لن يحدث ذلك لان الله حفظ مصر " مصر امانه فى رقابتكم" لابد ان نحميها بالعمل والاجتهاد.