هيئات الإغاثة تسعى للوصول لآلاف السوريين بعد إجلاء موظفيها الأجانب من شمال سوريا

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المنظمات الإنسانية تسعى جاهدة من أجل تقديم المساعدة لمئات الآلاف من السوريين في أسرع وقتٍ ممكن بعد أن تسبب تغيير خطوط المعركة في شمال سوريا في زيادة صعوبة الوصول إليهم.

وأشارت الصحيفة الأمريكية -على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس- إلى أنه تم إجلاء جميع عمال الإغاثة الأجانب تقريبا لدواعٍ أمنية، وأضافت أن ثمة مخاوف من أن يتعرض الموظفون المحليون لأعمال انتقامية، سواء على أيدي القوات التركية المتدفقة من الشمال أو من القوات السورية المنتشرة في جميع أنحاء الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد المُحاصرون في المعركة.

وأوضحت (واشنطن بوست) أنه يتم إعادة رسم الخطوط الأمامية للمعركة سريعاً، بعد أن نزح أكثر من 160 ألف شخص من المعركة الدائرة في الشمال السوري؛ بمن فيهم العديد ممن سبق أن شُردوا في معارك سابقة في الحرب الأهلية الناشبة منذ ثماني سنوات في سوريا. وقد تسبب الهجوم التركي في حدوث أزمة لجوء جديدة في منطقة يعتمد فيها نحو 1.6 شخص بالفعل على المساعدات الإنسانية.

وقبل حدوث العدوان التركي، كان هناك ما يقرب من 12 ألف من النازحين في مخيم ببلدة "عين عيسى" بشمال سوريا؛ بمن فيهم قرابة ألف من نساء مسحلي تنظيم "داعش" الإرهابي وأطفالهم. غير أن أعمال شغب اندلعت في البلدة بعد تسلل القوات التركية إلى شمال سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، الأمر الذي تسبب في هروب المئات من مناصري تنظيم "داعش".

جدير بالذكر أن القوات التركية، إلى جانب حلفائها من المليشيات السورية، غزوا شمال سوريا الأسبوع الماضي عقب قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية التي اشتركت مع القوات الكردية السورية في حرب مكلفة، استمرت لمدة خمس سنوات، ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

وتنظر تركيا إلى المسلحين الأكراد على أنهم إرهابيون نظرا لارتباطهم بأعمال تمرد استمرت لعقود في جنوب شرق تركيا.