الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

يد "مارادونا" لا يد "الله" .. الإنجليز بين معركة "الفوكلاند" والمونديال

يد مارادونا لا يد
يد "مارادونا" لا يد "الله" .. الإنجليز بين معركة "الفوكلاند"
كتب - عماد عبد المقصود

بريطانيا العظمي مطلع الثمانينات .

لا تزال الآثار الاقتصادية لأمة خرجت منتصرة نظريا في الحرب العالمية الثانية تلقي بظلالها الثقيلة علي الحياة اليومية للإنجليز والمنهكين بشدة من فرض الضرائب المتزايد والركود الاقتصادي والتدهور في قطاع الخدمات وتراكم الديون لتقلص رئيسة الوزراء البريطانية –والتي عرفت بالحديدية- مضطرة من حجم الانفاق العسكري علي الاسطول البريطاني السبب الاعظم في قوة ومهابة الامبراطورية التي غابت عنها الشمس بعد عدوانها الغاشم علي بورسعيد ومحاولاتها الفاشلة للعودة مجددا لعصورها الاستعمارية.

 

 

الامير شارلز الحائر اللعوب يتطلع لإيجاد شريكة حياته المستقبلية ولن يستغرقه الوقت كثيرا حتي يحصل علي جائزته معشوقة القلوب التي تأسر الوجدان بطلتها السحرية معيدة بريطانيا مجددا الي صدارة الاخبار العالمية الاميرة ديانا.

وفي طقوس ما قبل الحرب تطالب الارجنتين بجلاء القوات البريطانية وتسليم جزر أرخبيل الفوكلاند المجاورة لسواحلها فقد انتهي عصر الاستعمار.

 

فترفض بريطانيا متحدية الارادة الارجنتينية ورئيسها التي وصفته بالديكتاتور لتتصاعد اللهجة المتحدية الي المواجهة المسلحة والتي لو فشلت لأطاحت بكل ما تبقي من هيبة وكرامة الامبراطورية القديمة ورئيسة وزرائها الحديدية.

ولكن ولحسن الحظ تنتصر البحرية الاستعمارية البريطانية معلنة بقاء جزر الفوكلاند تحت تسلط تاجها الملكي المتهالك.

 

 

تتصاعد صيحات النصر وتنتشر أهازيجه في كافة أرجاء ما تبقي من الامبراطورية العجوز لتخلع إحدي البريطانيات ثيابها العلوية من فرط الفرحة والتماهي مع أمجاد الماضي.

لقد انتصرنا

الحظ يوافقنا

ويد الله معنا

في المكسيك حيث تدور رحي حرب أخري ولكنها هذه المرة علي الصعيد الرياضي إذ تدور منافسات كأس العالم  ويصطف المنتخبين البريطاني والارجنتيني المتواجهين بمنافسات الدور قبل النهائي لسماع السلام الجمهوري لكلا البلدين في طقوس ما قبل اللعب.

 

 

في اليوم السابق تصيح أجهزة التلفزة البريطانية وآلتها الإعلامية الجبارة.

"سنهزمهم ونسحقهم كما فعلناها في حرب جزر الفوكلاند منذ أشهر قليلة".

تزداد الثقة وترتفع الهامات الي حد الغرور لدي منتخب الإنجليز ويزداد الغل الممزوج بالكراهية والتحفز والتركيز لدي منتخب الارجنتين وبطله الاسطوري فخر الآلة الرياضية الأرجنتينية "مارادونا" والذي نظر لأقرانه الإنجليز بكبرياء وتحدي شديدين.

 

 

 

ثم تدور المعركة الممزوجة بالشد العصبي بالملعب  وفي لحظة برز فيها دور الحظ بشكل كبير ولكن هذه المرة بجانب منتخب المقاتلين الارجنتينيين لتتدخل يد الله بحسب ما قال مارادونا محرزة هدفهم الأول وتدور زوابع وأعاصير الإعتراض البريطانية حول حكم المباراة التونسي ناصر بن علي  -والذي لم يكن موفقا في قراره- بلا جدوي.

تستمر المعركة ليستعيد الارجنتينيين سيادتهم المفقودة في الحرب علي أرض اللعب والتي تتوج بهدف أسطوري مارادوني يخترق فيه كل الخطوط لتتساقط الدفاعات الأمامية والخلفية البريطانية تباعا وتنحني مرغمة أمام عبقريته وسحر آداءه وهدفه الأبرز في تاريخ ليس فقط المونديال ولكن كرة القدم لتقلب الأرجنتين هزيمتها العسكرية إلي نصر رياضي كبير يظل عصيا علي النسيان.

تم نسخ الرابط